الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الوزراء العرب يبحثون في بيروت غدا البطالة بين الشباب

9 مايو 2006
بيروت – الاتحاد:
يناقش الوزراء العرب كيفية مواجهة مشاكل بطالة الشباب في المنطقة وذلك في طاولة مستديرة على جدول اعمال الدورة الوزارية الـ24 لـ'اسكوا' التي تبدأ غدا في بيروت
وتركز الطاولة الوزارية، على دراسة تعالج مشكلة تشغيل الشباب في المنطقة العربية من خلال تشخيص هذه المشكلة وعرض اهم اسبابها وسماتها، والقاء الضوء على بعض المبادرات التي تمت في الدول المعنية وعرض بعض الخبرات الدولية· كما تطرح الدراسة بعض التوصيات وآليات التنفيذ اللازمة لخفض نسبة بطالة الشباب في دول المنطقة بالتركيز على دور 'اسكوا' في هذا الصدد·
وتشير الدراسة الى ان دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تتشارك في ارتفاع نسبة البطالة· ففي العام ،2003 احتلت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا المركز الاول في قائمة نسب البطالة، حيث سجلت اعلى المعدلات· وقد بلغت بطالة الكبار 7,8% وبطالة الشباب 25,6% بحيث بلغت البطالة الكلية للمنطقة 12,2%·
وتعتبر الدراسة ان مشكلة البطالة تنعكس في مجموعة من السمات اهمها تركز البطالة بين خريجي التعليم الثانوي وما فوقه وهي الفئة التي كانت تجد عملاً في الحكومة والقطاع العام في الماضي حين كانت معظم الدول تضمن تشغيل الخريجين·
وبالنظر الى نوع الجنس، ترى الدراسة ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تعاني ايضاً من فجوة كبيرة بين الذكور والاناث من الشباب حيث تبلغ 22,7% للذكور مقابل 31,7% للاناث· وعلى الرغم من الارتفاع المستمر في نسبة مشاركة الاناث في اجمالي القوى العاملة، الا ان هناك بعض العوامل التي تؤثر على مشاركة المرأة تأثيراً سلبياً مما يسبب التفاوت في فرص العمل المتاحة للجنسين في سوق العمل· وبالنظر الى السن، يتضح ان الفئات العمرية من 15 الى 29 سنة تعاني من اعلى معدلات البطالة في كافة الدول العربية حيث تتراوح بين 18 و30% من مجموع العاطلين عن العمل·
وبحسب الدراسة، تمثل قضية هجرة الادمغة عبئاً كبيراً على الحكومات اذ تتزايد هجرة الشباب العرب من ذوي الكفاءات من اجل تفادي البطالة ومشكلات اخرى وتتحمل الدول العربية تكلفة اعداد الكفاءات المهاجرة الى الدول المتقدمة علاوة على تكلفة الفرصة المضاعفة المتمثلة في العائد المنتظر لمساهمة اصحاب الكفاءات في تنمية بلادهم· وقد اشار تقرير لجامعة الدول العربية الى استقرار ما يزيد عن 450 الفا من خريجي الجامعات العرب في الدول الاوروبية والولايات المتحدة في العام ·2001
وتشير الدراسة الى ان الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل تمثل مشكلة عامة تتشارك فيها كافة الاقتصاديات العربية· فعلى الرغم من الزيادة التي طرأت على متوسط سنوات التعليم خلال العقود الاخيرة، لا تزال المؤشرات تدل على الحلقة المفقودة بين التعليم ونوع العمالة المطلوبة· وتشير الاحصاءات الواردة في الدراسة الى ارتفاع معدل البطالة في عدد من الدول العربية بين خريجي التعليم الثانوي وما فوقه وانخفاضه في معظم الدول بين غير المتعلمين، حتى ان نسبة البطالة في بعض الدول ترتبط ارتباطاً مباشراً مع مستوى التعليم·
وبحسب الدراسة، تعد ندرة المهارات لدى الشباب من اهم اسباب البطالة، وقد كثرت برامج التدريب في المنطقة من اجل مواجهة النقص في المهارات واستهدفت الشباب من المتسربين من الدراسة، ومن تم تسريحهم من العمل بأعداد كبيرة، والعاطلين لفترات طويلة، وتلقي الدراسة الضوء على بعض تلك التجارب·
وتخلص الدراسة الى ان اهم العوامل المؤثرة في تشغيل الشباب هو حل مشكلة البطالة بشكل عام وذلك عن طريق تحقيق زيادة في معدل النمو والطلب الكلي· فالحلول الجزئية تقتصر على حل مشكلة بطالة الشباب على المدى القصير فقط، اذ انها مشكلة ترتبط بالطلب الكلي في الاقتصاد شأنها شأن مشكلة بطالة الكبار· لذا من المهم التركيز على خلق مناخ مواتٍ للاستثمار، خاصة في القطاع الخاص، والانفتاح على التجارة العالمية من خلال تحسين القدرة التنافسية (التي ترتبط بدورها بزيادة المهارات)· وفي انتظار تحقق نتائج هذه الحلول الكلية ، يجب تبني الحلول الجزئية والمتمثلة في مختلف البرامج المرتبطة بالسياسات النشطة لسوق العمل كبرامج تدريب الشباب وسياسات التعليم ودعم التوظيف الذاتي والمشروعات الصغيرة وغيرها· ولعل اشهر تلك البرامج مشروعات الاشغال العامة والخدمات العامة للتوظيف وخدمات البحث عن عمل·
وتعتبر الدراسة انه يجب ان تعمل الدول المعنية على النهوض بمستوى التعليم بما يتوافق مع الطلب على العمالة وان لا تعتمد جودة التعليم على وجود امكانيات مادية كافية فقط وانما على اساليب متطورة تخرج شباباً قادرين على المنافسة في سوق العمل·
وتشير الدراسة الى الحاجة الى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال التدريب وهذا لا يقتصر على تنمية القدرات والمهارات المتطورة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة ولكن يشمل ايضاً تنمية قدرات الداخلين الى القطاع غير الرسمي او غير المنظم والذي اثبت قدرته العالية على خلق فرص العمل كما تشير الى بعض التجارب الناجحة في هذا المجال ومنها مبادرة 'مبارك - كول' في مصر ومشروع 'انجاز' في الاردن·
و تقترح الدراسة مبادرتين هامتين لحل مشكلة البطالة تتمثل الاولى في تكوين مرصد اقليمي تتبناه جامعة الدول العربية وتقوم بانشائه 'اسكوا'، وتكون مهمة هذا المرصد رصد التجارب الدولية بالتركيز على السياسات التي تعالج مشكلة بطالة الشباب وكذلك المؤسسات التي اثبتت نجاحاً في مواجهة هذه المشكلة، وانشاء قاعدة للبيانات عن موضوع التشغيل والبطالة بشكل عام وانعكاساتها على الشباب في كل الدول العربية بشكل خاص· ويهدف هذا العمل في النهاية الى تصميم ونشر مجموعة من المؤشرات يمكن من خلالها تتبع معدلات التشغيل· اما المبادرة الثانية، فهي انشاء صندوق اقليمي لتمويل مبادرات رائدة لتشغيل الشباب· ويجب البدء بدراسة جدوى معمقة لتصميم هذا الصندوق وطرق تمويله وادارته· ويمكن ان يكون هذا الصندوق ترجمة حقيقية للشراكة بين القطاع الخاص والحكومات ومنظمات المجتمع المدني·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©