الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المنافسة تدفع شركات السيارات لنقل أفضل ابتكاراتها إلى الصين

9 مايو 2006
إعداد: محمد عبدالرحيم:
اعتادت شركة فولكسفاجن والعديد من مصنعي السيارات الآخرين على إرسال معدات المصانع القديمة إلى الصين من أجل إنتاج موديلات قديمة لم يعد بالإمكان بيعها في الغرب، إلا أن المنافسة أصبحت شرسة إلى الدرجة التي أصبحت فيها شركة هوندا في طريقها لطرح آخر نسخة من موديل سيفيك في الصين بعد أشهر قليلة فقط من طرحها للبيع في أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأميركية،وفي هذه الاثناء عكفت تويوتا على تجميع سيارتها من نوع بايروس سيدان التي تعمل بالجازولين والكهرباء في اليابان والصين فقط·
وكما ورد في صحيفة 'انترناشونال هيرالد تريبيون' مؤخراً،فعندما أطلقت شركة فورد أول خط للانتاج في غرب الصين قبل ثلاثة أعوام فقط منذ استخدمت نفس خط الانتاج المستنسخ من مصنع فورد في الفلبين من أجل انتاج 20 ألف سيارة في العام بالاعتماد على تصميم السيارات صغيرة الحجم التي تنتجها شركة فورد في الهند،ولكن وفي موسم الشتاء الماضي افتتحت فورد خط انتاج جديد لها بالقرب من القديم يعتبر الأكثر تقدماً ونسخة متطابقة من عملياتها في غرب ألمانيا،وهذا الخط الجديد ينتج سيارات موديل فوكاس وهي نفس السيارة صغيرة الحجم التي تصنعها في ألمانيا،ولكن المديرين التنفيذيين الصينيين فيما يبدو مازالوا غير راضين حيث يقول لي جيان تينج نائب مدير مصنع فورد للتصنيع 'إنني أرغب في أن اتعلم من ألمانيا ثم العمل على تحسين وترقية هذه المعرفة'·
بيد أن النجاح والتوسع السريعين اللذين تمكنت فورد من تحقيقهما في حجم وتطور الانتاج إنما يوضحان مدى السرعة التي أصبحت تتوسع وتمضي بها كام صناعة السيارات في دولة الصين الحديث، ولا شك في أن أحد أهم العوامل المطلقة لكي تصبح أي دولة ناجحة في تصدير السيارات ضرورة أن تعمد إلى تطوير سوق محلي عالي التنافسية ويتسم بجودة ممتازة وكفاءة عالية وهو السوق الذي تعمل الصين على استحداثه الآن·
بل إن مصنعي السيارات الأميركيين والأوروبيين بمن فيهم شركات فورد وجنرال موتورز وديملر كرايلسر وفولكس فاجن،الى جانب شركات تويوتا وهوندا ونيسان اليابانيات ظلوا يستخدمون آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا في مصانعهم في الصين ليس فقط بهدف منافسة بعضهم البعض،فهذه الشركات أصبحت تواجه منافسة متنامية في داخل السوق الصيني من الشركات المحلية الصرفة مثل جيلي وشيري·
وإلى ذلك فإن الشراكات التي أبرمتها الشركات المتعددة الجنسيات في الصين تمكنت من إنتاج إجمالي 2,3 مليون سيارة عائلية في العام الماضي·
وفي السباق نحو المركز الأول في الصين،السوق الأسرع نمواً في العالم للسيارات فقد أصبحت شركات السيارات تتسابق مع بعضها البعض من أجل تقاسم آخر ما توصلوا إليه مع شركائهم الصينيين، ولكن المراقبين أشاروا إلى أن هذا التقاسم في جميع المجالات ساعد الصين للتهيؤ لكي تصبح دولة مصدرة رئيسية للسيارات في خلال فترة أربعة أعوام من الآن مما سيزيد الضغوط على كاهل شركات جنرال موتورز وفورد،وعمالقة الصناعة الآخرين الذين أضحوا أصلاً يخسرون في حجم المبيعات وفي حصتهم السوقية لصالح المنافسين الأجانب·
إلا أن هنالك القليل من المديرين التنفيذيين الذين باتوا الآن يتشككون من أن الشركات الصينية التي طالما استفادت من الدعم الحكومي سوف تصبح مستعدة لحسم معركتها في الأسواق العالمية·
على أن جميع الشركات المتعددة الجنسيات التي تتوسع في الصين،ذكرت أن هدفها الرئيسي إنما ينصب على خدمة السوق الصيني وليس إنتاج السيارات لغرض التصدير،وإلى ما قبل سنوات قليلة كانت الميزة الرئيسية في سوق صناعة السيارات العالمي تتركز في رخص العمالة وعبقريتها في استنساخ التصاميم الغربية القديمة الى جانب قدرتها على تجنب دفع رسوم التراخيص وهي الممارسة التي أدت الى خفض تكاليف البحوث والتطوير الى درجة الصفر تقريباً،وفي الوقت الذي استمرت فيه الأجور في مستوى أقل من200 دولار في الشهر تمثل ميزة كبرى في أداء الأعمال في الصين فإن هذا الأمر قد أدى فيما يبدو إلى ميزة اضافية حيث شرعت الشركات المحلية والأجنبية على السواء في بناء عمليات جديدة تستخدم فيها المزيد من الكفاءات الفنية والنواحي الإدارية المتقدمة، فقد عمدت شركة جنرال موتورز مع شريكتها المحلية شغهاي اتوموتيف اندستري إلى بناء مركز شامل لتصاميم السيارات وورشة هندسية متكاملة في شنغهاي بحيث مكنها مؤخراً من إنجاز التصميم الخاص بسيارة 'بويك لاكروس' التي سيتم طرحها حصرياً في السوق الصيني،وذكر ريموند بيرزينسكي رئيس مركز التطوير أن الشركات بات يتعين عليها أن تجلب معها أفضل ما عندها من تكنولوجيا إلى الصين إذا ما أرادت بناء وبيع الموديلات المتقدمة التي بإمكانها المنافسة في الصين·وقد لاحظ أن هذا الأمر ضروري 'لتوفير أرضية تدريبية جيدة للمهرة من العمال المحليين في مجال التصاميم والهندسة من أجل تحقيق استدامة التطور والنمو في صناعة السيارات الصينية'·
وفي مدينة ووهان في وسط البلاد نجحت شركة هوندا مؤخراً في مضاعة سعتها الانتاجية لأربعة أمثالها في مصنعها المشترك مع مجموعة دونج فينج موتورز إلى 120 ألف سيارة في كل عام، كما بدأت في بناء مصنع لسيارات سيفيك هناك·
أما شركة تويوتا فقد بدأت في أواخر العام الماضي في تجميع سيارتها المهجنة من نوع بريوس في مدينة شانغ شون الشمالية،علما أن الشركات العالمية المتعددة الجنسيات طالما كانت تتخوف من نقل تكنولوجيا المتقدمة الخاصة بانتاج المحركات المهجنة التي تعمل بالجازولين والكهرباء إلى الصين بسبب امكانية استنساخها،وعلى الرغم من أن تويوتا مازال يساورها الحذر إلا أن الصين الى جانب اليابان أصبحت المكان الوحيد الذي تجمع فيه تويوتا سيارتها من نوع بريوس التي يعتبرها البعض أكثر السيارات أهمية في عقد كامل من الزمان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©