الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلاء طاهر: رمضان الإمارات له مذاق أجمل

جلاء طاهر: رمضان الإمارات له مذاق أجمل
2 يوليو 2014 01:06
تعتبر الدكتورة جلاء طاهر، مدير إدارة الأمراض غير السارية، بقطاع الصحة العامة والأبحاث في هيئة الصحة بأبوظبي إحدى بنات الوطن اللاتي واجهن العديد من التحديات، واستطعن وضع بصمتهن، من خلال ما قدمنه من إنجازات في المجال الطبي، كما عرفت جلاء طاهر بحبها لعمل الخير ومساعدة الناس وبتفانيها في عملها، حيث قادت فريق عملها بجد واجتهاد ومثابرة لإنشاء عدة برامج لمكافحة ومراقبة السرطان بفضل ودعم وتوجيه الإدارة العليا في هيئة الصحة وقادتها، ومن هذه البرامج التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الإمارات: برنامج الفحص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم، وكذلك توسيع نطاق تطعيم للفئة العمرية الأكبر 18-26 سنة وإنشاء سجل أبوظبي المركزي للسرطان، درست جلاء طاهر في العديد من البلدان الغربية والعربية والإسلامية مما أكسبها العديد من التجارب وأسهم في استكشافها لعادات وتقاليد الشعوب خلال هذه الشهر الكريم. لكبيرة التونسي (أبوظبي) وتشير جلاء طاهر وهي أم لخمس بنات تتراوح أعمارهن بين 8 و17 سنة ومتفوقات دراسياً وأخلاقياً إلى أنها درست الطب العام في المملكة العربية السعودية، جامعة الملك فيصل، بالدمام 1986-1993، بينما درست الماجستير في مجال صحة الأم والطفل بالمملكة المتحدة، جامعة لندن «1999 - 2000»، والماجستير في الصحة العامة بالولايات المتحدة جامعة جونزهوبكنز 2011 / 2008، وتدرس حالياً في برنامج الدكتوراه في الصحة العامة أيضاً من جامعة جونزهوبكنز، وتحتفظ بالكثير من الذكريات عن البلدان التي قضت فيها الشهر الكريم الذي اعتبرته شهر الروحانيات، موضحة أن طبعها بيتوتي ومحبة للعائلة، وتتركز اهتماماتها على التربية والعناية بأولادها والاهتمام بزوجها، وأحب هواياتها الطهو والموسيقى بأنواعها ومساعدة الناس بقدر الإمكان. وعن البلدان التي قضت فيها رمضان، وما تعلمته من هذه التجربة تقول جلاء طاهر: «يحرص الجميع على قضاء رمضان في ربوع الوطن مع الأهل والأصدقاء، ولكن بسبب الدراسة أو الإجازات الصيفية قضيت كل أو بعض من أيامه خارج الدولة، وخلال فترة دراستي بالخارج قضيت سبعة رمضانات كاملة في بلدان الغربة، وتعلمت خلالها الطبخ وصنع الحلويات، وأثناء دراستي الطب في السعودية وإقامتي في السكن الخاص للبنات وخاصة في رمضان، تبادلنا مع الزميلات وصفات جميلة، وكنا نجتمع على الفطور ونتبادل الأطباق والحلويات والعزائم ونصلي جماعة ونسهر وندرس في مجموعات». طول فترة الصيام لم تشعر جلاء طاهر بالغربة وهي تقضي رمضان في ربوع بلد عربي وفي جو من الروحانيات، لكن شعر بالفرق عند دراستها ببريطانيا. وتقول: قضيت رمضانا كاملاً مرتين أثناء دراستي الماجستير في المملكة المتحدة، وبعض رمضان أثناء الإجازات والسفر إلى مصر وتركيا والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وما يميز رمضان في الغرب بشكل عام طول فترة الصيام عموما، بحيث يؤذن المغرب الساعة التاسعة والنصف مساء، بينما العشاء يكون متأخرا إلى الساعة 11 ليلا وأكثر مما يجعل فترة الإفطار قصيرة، بينما نمسك على الطعام عند الساعة الساعة 3 أو الثالثة والنصف، وفي هذه الأيام يكون الصيام مقبولا للطف الجو، ولكن صلاة العشاء والتراويح شاقة لأنها متأخرة، بينما يختلف الأمر عنه في فصل الشتاء، فيكون النهار قصيراً وأوقات الصلاة متقاربة، بحيث لا فرق بين كل من صلاة الظهر والعصر والعصر والمغرب إلا ساعتين ونجد صعوبة في أداء الصلاة في وقتها لتقارب الوقت ووجودنا خارج البيت، كنا نعاني صعوبة الحصول على الأكل الحلال، بحيث يبقى العثور عليه محدود جدا، مما يدفعني إلى تحضير الطعام في المنزل، وهذا ما أفضله، ولكن ليس بنفس التنوع التي يعرفه الوطن، كما نفتقد المساجد والصلاة في جماعة والتجمعات العائلية ونشتاق إلى لمة الأهل والأحباب». أجواء روحانية وترى أن قضاء رمضان في بعض الدول العربية أو الدول الإسلامية خاصة أثناء الإجازة يعتبر أجمل من قضائه في الدول الغربية من حيث الأجواء الإيمانية، موضحة أن ذلك جعلها تكتشف عادات وتقاليد بعض الشعوب خلال هذا الشهر الفضيل: «ويتميز رمضان في مصر وتركيا وهي من الدول التي قضت فيها رمضان أثناء العطلة الصيفية، بالأجواء الإيمانية والروحانية، بحيث تمتلئ المساجد، وتتنوع الأنشطة الاجتماعية وتكثر المهرجانات». رمضان والامتحان وتقول: إن أحلى ذكرى بشهر رمضان كانت في لندن أثناء دراسة الماجستير في صحة المرأة والطفل. وكان ذلك في شتاء 1999، «ورغم ما حمله الشهر من صعوبات، بحيث تزامنت فترة امتحان مادة الإحصاء مع وقت صلاة المغرب والفطور، وكنا ثلاثة مسلمين في الفصل، وأحضرنا التمر والماء معنا داخل القاعة وأفطرنا، واستأذنا لنصلي المغرب ثم نعود للقاعة من جديد، وأذكر أن طاقم التدريس كان متفهماً جداً ويراعي التنوع والاختلافات العقائدية والثقافية، بل كان يحترم المتدينين. وفي السنة التي تلتها كنت في أواخر تسليم بحث الماجستير ووضعت ابنتي الثالثة في تلك الفترة وكان زوجي معي، وما خفف عني صعوبة الغربة تواجد صديقة دراسة الإعدادية والثانوية في أبوظبي وهي مستقرة في لندن وتصادف وجود أمها في تلك الفترة، «أم هلال» التي أغرقتنا بالأكل العراقي اللذيذ والحلويات، وكذلك لشارع ادجور في لندن ذكريات جميلة في رمضان والعيد حيث يكثر تجمع الجاليات العربية والإسلامية، مما قلص الشعور بالغربة». تعريف بالتقاليد تواجد جلاء طاهر في بلد الغربة أثناء الدراسة جعلها تنشر ثقافة وعادات بلدها خلال الشهر الكريم مما جعلها سفيرة للوطن خلال تلك الفترة وتقول: «كنا نوزِّع هدايا متنوعة وفاخرة من تمور الإمارات والقهوة العربية وبعض البهارات الخاصة: مثل الزعفران والهيل، مع تبادل الأطباق التقليدية كالثريد والهريس والبرياني وغيرها، كما كنا نظهر عاداتنا وتقاليدنا من خلال طريقة تقديم الطعام وإكرام الضيف والحرص على العبادات وخاصة صلاة التراويح وقراءة القرآن، وتحضيرات العيد: وشراء الحلويات والملابس الجديدة وغيرها». رمضان في ربوع الوطن رغم ثراء تجربة جلاء طاهر من خلال استكشاف رمضان في مختلف بعض الدول الغربية والعربية والإسلامية فإنها تفضل قضاء رمضان في الوطن لما له من طعم وأجواء روحانية بحضور الوالدين، وتقول: «يتميز رمضان في بلدي بأجواء روحانية جميلة، بحيث تتجمع العائلة في رمضان، مع إصرار الوالد والوالدة على حضورنا للفطور يومياً في منزلنا الكبير وقضاء الوقت حتى ساعات متأخرة من الليل، وتجمع العائلة بعد الفطور لمشاهدة شعبية الكرتون أو الفريج وخواطر أحمد الشقيري. وصلاة التراويح في المسجد القريب للبيت أو العشر الأواخر في مسجد الشيخ زايد، الذي تحضره نخبة من العلماء المتميزين». وتوضح أنها تقضي الشهر الكريم في العبادة والعمل، مؤكدة أنها تنفر من مشاهدة المسلسلات، لتخصيص الشهر للعبادة والعمل أو الدراسة أو للزيارات الاجتماعية الضرورية أو لقضاء طلبات الأولاد والتحضير للعيد في أواخر رمضان. إضاءة تخرجت الدكتورة جلاء طاهر عام 1993 في جامعة الملك فيصل بالدمام، وعملت بقسم الجراحة العامة في مستشفيات الجزيرة والمركزي من 1999 حتى عام 1999، ثم بعد العودة من الماجستير، عملت في البرنامج الوطني للاكتشاف المبكر لصحة المرأة والطفل، وبرنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي حتى 2008. ثم انتقلت إلى هيئة الصحة في أبوظبي، والآن في قطاع الصحة العامة بمنصب إداري، وبدأت مديرة للمبادرة العالمية للتوعية بسرطان الثدي، ثم رئيس قسم مكافحة السرطان، والآن مدير إدارة الأمراض غير السارية التي تشمل أقساماً عدة، منها مكافحة السرطان وأمراض القلب والأمراض المزمنة. رسالة إلى التمريض تعلق جلاء طاهر على ظاهرة عزوف الشباب الإماراتي عن مهنة التمريض، قائلة: «الإقبال على الطب والتمريض من قبل الإماراتيين لا يزال ضعيفاً، وهذه ظاهرة تخص الرجال والنساء معاً، وسوف أسلط الضوء على المرأة الإماراتية بالنسبة لمهنة التمريض خاصة، التي تعد مهنة أساسية ومهمة، لكنها شاقة، وتتطلب ساعات عمل طويلة ومجهوداً وطبيعة تعامل حساسة وتفهماً للمريض. وأسباب عزوف المرأة عن هذه المهنة، تتعلق بالراتب والبدلات التي لا تتناسب مع طبيعة العمل، وهذا أول احتمال». وأوضحت أن عدم توافر برامج تدريب ومتابعة وتخصص وتطوير مهني بعد الثانوية أو البكالوريوس، لا يشجع الكثيرين عليها. كذلك عدم مراعاة قوانين العمل طبيعة التزامات المرأة، مثل الدوام الطويل مقابل التزاماتها الأسرية وإجازات الأمومة وغيرها، كما أن النظرة الدونية لمهنة التمريض تسهم في عدم الإقبال عليها، لذلك يجب تصحيح هذا المفهوم، وإبراز الدور المهم للمهنة، خاصة في مرحلة المدارس لتشجيع البنات على دخولها، أما بالنسبة للطب، فالنساء الإماراتيات أكثر إقبالاً من الرجال على هذه المهنة، ولكن مقارنة مع المجالات الأخرى، فالإقبال يعد ضعيفاً بين الجنسين، ولهذا فالعمل واجب ومطلوب في شتى القطاعات، وتوطين الوظائف بجميع تخصصاتها مطلوب وهدف وطني، فالمرأة تخدم وطنها بطرق مختلفة، وأهمها مجالات التمريض والطب والعلوم الطبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©