الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشات الليلي» في غرف الدردشة أمر مكروه

«الشات الليلي» في غرف الدردشة أمر مكروه
2 يوليو 2014 01:09
حسام محمد (القاهرة) حول حكم السهر والتحدث مع الأصدقاء عبر الفيس بوك، أوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، أن الإسلام أرشد إلى المبادرة بالنوم بعد صلاة العشاء وكره تضييع فترة الليل فيما لا يفيد خيراً ما دامت لا توجد ضرورة ولا حاجة تدعو إلى السهر كالذين توكل لهم الحراسة بالليل من أجل المصلحة العامة أو يستذكرون دروس العلم، وقد جاء في حديث حسن رواه الترمذي «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله». والسهر في طاعة الله محمود وكذلك السهر في مصالح المسلمين العامة كالجهاد والرباط، وكذلك السهر في إحياء الليل بالقيام والتلاوة وقال تعالي: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، «سورة الذاريات، الآيتان: 17، 18». وهناك السهر المباح: شريطة ألا يؤدي إلى تضييع واجب، ومن أنواع هذا السهر حديث المسافرين لبعضهم لتهوين مشقة السفر على أنفسهم، ولا ريب أن بعض مصالح المسلمين تقتضي أن يكون هناك من يعمل ليلاً كالعمل في الأمن والمستشفيات. العمل بالنهار والراحة بالليل أما السهر في معصية الله: كالسهر في مشاهدة الأفلام والقنوات الفضائية والألعاب المحرمة كلعب الورق أو ممارسة السهر في أكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة والشتائم والبهتان، وما شابه ذلك من أنواع المعاصي فهو مذموم محرّم. ومما جاء في كراهة السهر لغير ضرورة أو حاجة، ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر العشاء إلى ثلث الليل ويكره النوم قبلها والحديث بعدها. تكفير السيئات ويوضح أن الحديث على الشات أو الإنترنت يدخل فيما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم، ذلك أن الحديث في ذلك الوقت سيكون لغواً أو ارتكاب معصية، وهو ما يضيع الثواب الذي أخذه العبد من الصلاة وهو تكفير السيئات، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على الحديث بعد العشاء ويقول: اسمرا أول الليل ونوما أخره أريحوا كتابكم وقد ذم الله تعالى الساهرين للهو والحديث فيما لا طائل منه بقوله تعالى: (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ)، «سورة المؤمنين: الآية 67». ومن هنا نعلم أن السهر بالليل إذا كان في حرام كان النهي عنه وإن كان في حديث للهو واللغط فهو مكروه والرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمر عند أبي بكر الليلة في مصالح المسلمين ومعهما عمرو، وأما السهر والسمر في غير الطاعة فممنوعان على وجه الكراهة أو الحرمة، خاصة عبر مواقع التواصل التي اعتاد الناس الحديث فيها في مسائل غير أخلاقية إلا ما رحم ربي. أغلى سلعة والوقت أثمن وأغلى سلعة تضيع على الإنسان في حياته، فيجب أن نستغله الاستغلال الأمثل بما يحقق لك الفائدة المرجوّة، فإذا كان فراغك يرميك في محيط السهر والضياع من دون أن تفكر تفكيراً منطقياً يجعلك تعمل على ترتيب أوقات فراغك ترتيباً تجني ثماره في تحصيلك العلمي وفي مساعدة الأهل وفي توثيق عرى الروابط معهم وفي صلة أرحامك، فأنت وقعت في خطأ سوف تندم عليه في مستقبلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم». لذا عليك أن تستغل وقتك فيما يفيدك وينفعك، فأنت بحاجة إلى كل دقيقة وكل ثانية من عمرك، وإذا كان لا بد من شيء من الترويح عن النفس فلا تجعل التلفاز ومشاهدة القنوات الفضائية وسيلتك الوحيدة لهذا الترويح، بل اجعل التلفاز في وقت معين ولأمر محدّد ليس فيه مخالفة شرعية تحاسب عليها، وأن تكون لك هوايات أخرى وألعاب رياضية وزيارات اجتماعية وقراءة كتب، فالتنويع في هذه الأمور يزيدك ترويحاً عن نفسك على عكس الاكتفاء بمشاهدة التلفاز والقنوات التي يمكن أن تزيدك هماً وغضباً على غضب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©