الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغاربة يستقبلون رمضان بـ «الحريرة» و «الشباكية» و «الثريد» و «المسمن»

المغاربة يستقبلون رمضان بـ «الحريرة» و «الشباكية» و «الثريد» و «المسمن»
2 يوليو 2014 01:12
سكينة اصنيب (الرباط) يتميز شهر رمضان في المغرب بممارسة العديد من العادات الرمضانية الأصيلة، فهو شهر له خصوصية في كل شيء، فيه يقبل الناس على العبادة والذكر والصدقات طمعا في الأجر المضاعف، وفيه تعود العائلات إلى اللمة واستحضار العادات والذكريات القديمة، وفيه تنوّع وتنافس بين الوجبات وإحياء لمظاهر الاحتفال بحلول الشهر الفضيل والتقاليد الأصيلة المرتبطة به. ويحتفل المغاربة بشهر رمضان وسط أجواء عائلية ودينية تحترم خصوصية هذه المناسبة ومكانتها، وتتنافس النسوة على إعداد الحلويات والأكلات التقليدية مثل «الحريرة» و«الشباكية» و«الثريد» و«المسمن» غير أن انتشار مظاهر البذخ والإسراف في شراء الطعام وإعداد المائدة يعكر صفو الصائمين. ذريعة للتبذير والبذخ وتقول مريم العلوي «ربة بيت»، إن الكثيرين ينتظرون حلول شهر رمضان فيتّخذونه ذريعة للتبذير والبذخ وإنفاق الأموال على شراء الأطعمة والحلويات والمشروبات، التي ينتهي الكثير منها إلى سلات القمامة، وتقول «الإسراف سلوك حاضر في أغلب البيوت المغربية في شهر رمضان، فالبذخ الذي تتميز به المائدة الرمضانية يعود إلى العادات والتقاليد الاجتماعية، التي تفرض إعداد الأطباق التقليدية وإقامة الولائم وطهي الكثير من الطعام». وتضيف «صحيح أن شهر رمضان المبارك هو شهر لم شمل العائلة والولائم لكن لا يجب أن يتحول هذا الشهر الى سباق على التسوق للتباهي والتفاخر والإسراف فالإفطار الخفيف كاف غذائياً لفك الصيام ورمضان هو شهر عبادة وليس شهر إسراف وبذخ». عادات أصيلة ومن العادات المغربية الأصيلة في شهر رمضان الاحتفاء بصيام الطفل للمرة الأولى، حيث يحظى الأطفال الذين يتحملون الجوع ويجاهدون لصيام يوم كامل بتقدير كبير في أسرهم، حيث تجهز لهم الأمهات فطورا مميزا وشهيا، كما يتم الاحتفاء بهم من طرف جميع أفراد الأسرة بإهدائهم اللعب والحلوى والقطع النقدية وتشجيعاً لهم تقدم لهم نسخة من المصحف الشريف كهدية. وعن عادات المغاربة للاحتفاء بصيام الطفل تقول كوثر همام (موظفة) «من المعتقدات السائدة تخضيب يد الصائم الصغير بالحناء، حتى لا يصاب بالعين حيث لا تزال العائلات المغربية تحافظ على هذا التقليد بوضع الحناء في الكف اليمنى للصغير على شكل قرص في أول يوم صوم له، كما يرتدي الثياب التقليدية مثل الجلباب والسلهام والطربوش ويعامل معاملة خاصة أثناء تناول الفطور ويثني الجميع على صبره وتحمله، وعند الانتهاء من تناول الفطور يرافق المصلين إلى المسجد لأداء الصلاة ثم يذهب في جولة بالمدينة مع والديه ويأخذ صورا تذكارية باللباس التقليدي مع الخيل والزفة البلدي وباقي الديكورات التي يحرص المصورون على إقامتها أمام استوديوهاتهم في رمضان». وفي بعض المناطق يتخذ الأمر شكلا آخر، حيث يغالي البعض في الاحتفال بهذا الحدث، كما تقوم مؤسسات التعليم الخاصة في المغرب بتنظيم حفل للاحتفاء بصيام الأطفال حسب العادات والتقاليد المغربية. وفي رمضان يحرص المغاربة على زيارة القبور وصلة الرحم وإقامة حفلات عائلية ودينية تردد فيها مدائح تبرز فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تتميز ليلة القدر بعادات اجتماعية ودينية خاصة، حيث تزداد درجة التعبد وقيام الليل والاعتكاف بالمساجد حتى ليلة العيد. مهن موسمية تبرز خلال شهر رمضان مهن موسمية كثيرة في الأسواق والأحياء الشعبية، حيث يستغل العاطلون والعاملون الشهر الفضيل للعمل كباعة بسوق الخضر وعمال بمحلات الفطائر وعلى عربات العصير، ويعمل بعضهم بائعين متجولين بتجارة تتضمن ملابس ولعب وتجهيزات المطبخ الأكثر استعمال في رمضان. وبسبب التفاوت في مستويات المعيشة داخل الأحياء الشعبية وارتفاع نسبة الإعالة وتدني الدخول فإن غالبية الشباب يلجأون إلى هذه المهن الموسمية من أجل تلبية احتياجات أسرهم. تطوير الخطاب الديني ويولي المغرب أهمية كبرى بالمساجد في رمضان، فقد أعلن قبل أيام من حلول الشهر الفضيل عن خطة جديدة للتأطير الديني من خلال تطوير آليات عمل المؤسسة الدينية وتحصين المساجد من أي استغلال سلبي وتأهيل الخدمات الدينية. وتهدف هذه الخطة التي أعدتها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، إلى تطوير المجال الديني وتحديثه، وتوسيع تأطير الشأن الديني محلياً، بواسطة جهاز تأطيري يتكون من 1300 إمام مرشد، موزعين على جميع محافظات المغرب، يقومون بعملهم داخل المساجد وفي الأماكن العمومية بالثوابت الدينية خطابا وسلوكا. ويتطلع المغرب ليصبح نموذجا في تدبير الشأن الديني في أفريقيا من خلال هذه الخطة الجديدة، التي تهدف أيضا إلى التطوير المستمر للوظائف الدينية داخل المساجد وخارجها من خلال التواصل مع المواطنين في أمور الدين ومحاربة الأمية والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة ومواكبة تزايد الطلب على الخدمات الدينية الخاصة بهما بالنظر للنمو الديموغرافي والعمراني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©