الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خديجة: البحر و «اللمة» والمسحراتي أحلى ذكرياتي في رمضان

خديجة: البحر و «اللمة» والمسحراتي أحلى ذكرياتي في رمضان
2 يوليو 2014 01:13
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تحن خديجة أحمد إلى الزمن الجميل، لأن قدوم رمضان كان يرسم السعادة في قلوب الناس، وتتحدث عن أيام خلت من زمن الصوم، وتحن إلى تلك المرحلة التي ترى فيها والدتها وجاراتها منهمكات في تحضير الطعام البسيط في أبوظبي التي تعتبرها من أجمل الأماكن التي قضت فيها طفولتها قرب البحر الذي ترتبط به إلى اليوم هي وإخوتها، حيث كان يحلو لهم اللهو. وأكدت أن أسمى القيم تعلمتها على يد كبار السن في الفريج، موضحة أن الكل كان يتدخل في التربية، والرجال كانوا يذهبون في رحلة الغوص، لكن يظل «محرم» داخل البيت، مما يجعل الكل يعرف تفاصيل احتياجات البيت، ويعتبرون ابن الفريج ابنهم كلهم أو قريبهم، يخافون عليه ويرعونه في غياب أهله. أيام الطفولة وتذكر أنه بالرغم من تغير معالم أبوظبي وتطور عمرانها، فإن رائحتها وشواطئها لا تزال بالنسبة لها كما كانت، حيث تربط بين طفولتها ورمضان والبحر، وتقول خديجة التي جلست عند موقدها تجهز اللقيمات «أو الفقاع» ومشاهد الماضي تدور في ذهنها: كان شهر رمضان يضفي على منطقتنا حيوية وبهجة وأتذكر الأدخنة التي كانت تتصاعد في وقت واحد من مواقد تجهيز الأكل، وتلك الرائحة افتقدتها الآن، وكانت تضفي نكهة خاصة على الأكل وتزوده بطعم رائع، كما كنا نضع الماء في الجرار مما يجعلها باردة منعشة». العريش وتقول: البيوت لم يكن بها مكيفات وكانت عبارة عن عرشان ومع ذلك لم تشعر بالحرارة «وأشعر بأن درجات الحرارة ارتفعت عن السنوات 40 سنة أو 45 سنة، حيث كنا نسكن العريش، وبعد ذلك سكنا بيوتاً شعبية بها نظام تكييف البراجيل التي كنا ننام تحتها ولا نشعر بالحرارة، بينما كنا نجلب الماء من البئر، ونضعه في جرار من الطين، بحيث يظل بارداً ويكتسب نكهة جميلة. كما كنا نستيقظ باكراً ونقضي اليوم كاملا في أشغال البيت ورعاية الأغنام والأبقار والدجاج، وتجهيز الأكل». وتواصل حديثها: أسعد أوقاتي في شهر رمضان هي التي كنت أقضيها مع الأهل، حيث يلتئم الشمل حول مائدة واحدة وكانت العائلات تجتمع بالكامل على أصناف قليلة تدعها الأمهات ونتبادل الأطباق، ونعتني بالمريض أو بكبير السن، ولم نكن نلغي السحور، حيث كنا ننام بعد صلاة التراويح، ونستيقظ قبل السحور، وكان ذلك أمراً مقدساً، واليوم برامج التلفزيون ومتابعة المسلسلات والإفراط في تناول الأكل جعل الناس في خمول وكسل، بحيث ينامون متأخرين ويلغون السحور، وكان السحور يعلن على يد المسحراتي الذي كان يطرق الأبواب ويوقظنا من النوم لنتناول سحورنا، ولم يكن ينتظر أجراً من أحد، بينما ينعم عليه الناس صبيحة عيد الفطر، وكان المسحراتي يركب حماراً أحياناً للوصول إلى البيوت البعيدة، وكان الكل يعرفه ويمده بالسحور».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©