الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بلير: غزو العراق لم يكن بدافع تغيير النظام

بلير: غزو العراق لم يكن بدافع تغيير النظام
30 يناير 2010 00:58
دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أمس بقوة عن قراره بانضمام بريطانيا إلى الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003. وأكد في شهادته أمام لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق ان دافعه لم يكن تغيير النظام العراقي السابق وإنما مكافحة أسلحة الدمار الشامل والإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة، بينما تظاهر مئات المحتجين خارج قاعة الجلسة في “مركز الملكة اليزابيث” وسط لندن مطالبين بمحاكمته بتهمة ارتكابه “جرائم حرب” في العراق. وقال بلير لرئيس اللجنة جون شيلكوت وأعضائها إنه قرر المشاركة في الحرب بسبب خرق رئيس النظام العراقي السابق الراحل صدام حسين لقرارات الامم المتحدة وليس بدافع تغيير النظام كما نسب إليه في مقابلة مع الإذاعة البريطانية مؤخراً. وأوضح “لم استخدم عبارة (تغيير النظام) في تلك المقابلة ولم تكن لدي اي نية لتغيير المبرر الاساسي للحرب”. واضاف “كل ما قلته هو أنه لم يكن ممكنا وصف طبيعة التهديد بالطريقة نفسها لو كنا نعلم وقتها ما نعلمه الآن (عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق) ولم تُظهِر تلك المقابلة أي تغيير في الموقف المبني على فحوى قرارات الامم المتحدة المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل وكانت هذه هي الحجة”. واستهل بلير شهادته بالحديث عن نظام صدام حسين بعد هجمات 11 سبتمبر، دافعاً بأن تلك الهجمات كانت عاملاً رئيسيا وراء عملية إعادة تقييم تهديدات الدول “المارقة” والمنظمات الارهابية العالمية المحتملة للولايات المتحدة وأحد العوامل الأساسية وراء قرار غزو العراق. وقال “بعد تلك المرحلة، كان رأيي أنه لا يمكننا المخاطرة في هذه المسائل”. وأضاف “قيل لنا ان هؤلاء الاشخاص سيستخدمون الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية أو النووية إذا حصلوا عليها وهذا غيّر كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وإيران وليبيا”. وتابع “لم يفعل نظام صدام حسين شيئا جديدا بعد أحداث 11 سبتمبر لكن مفهومنا للخطر تغير وما كنت سأهاجم العراق لو لم اكن مقتنعا بصحة ذلك”. ونفى بلير عقده اتفاقا “سريا” مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في شهر أبريل عام 2002 وأكد أن كيفية مواجهة التهديد العراقي كانت “مفتوحة” للنقاش وأنه وعد بوش فقط بان يكون “إلى جانبه” في حال فشل الجهود الدبلوماسية في إقناع العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال “ما كنت أقوله، ولم اقل ذلك في السر بل كنت اقوله في العلن، هو: سنكون معكم في مواجهة هذا التهديد لإبعاده”. ولكن الطريقة التي ينبغي من خلالها معالجة هذه المسألة كانت مفتوحة للنقاش. وعندما ساله اعضاء اللجنة عما فهمه بوش من لقائهما في مزرعته في كروفورد جنوبي الولايات المتحدة، أجاب “اعتقد ان ما فهمه هو بالضبط ما كان ينبغي ان يفهمه وهو انه في حال تقرر العمل العسكري في غياب اي وسيلة للحل الدبلوماسي، فسنكون معه”. واضاف “الواقع، ان القوة هي دائما خيار، ما تغير بعد 11 سبتمبر هو انه في حال الضرورة وان لم يكن من سبيل اخر لابعاد التهديد، سيتعين علينا قلب نظام صدام حسين”. وأقر بأن بلير بريطانيا في عهد حكومته كانت تعترف بعدم وجود صلة بين صدام حسين وتنظيم “القاعدة”. لكنه اكد انه كان “واثقا تماما” من ان الغرب سيتحمل التبعات لو اتيح لصدام حسين مواصلة برنامج أسلحة الدمار الشامل. وقال “حتى 11 سبتمبر كنا نظن أنه (صدام حسين) خطر، لكننا كنا نعتقد أن الأمر يستحق محاولة احتوائه غير أن حسابات المخاطرة تغيرت بشكل كبير بعد 11 سبتمبر”. إذا لم تكن (الهجمات) وقعت لكان تقييمنا اختلف. لكن بعد 11 سبتمبر تغير منظورنا ومنظـور الأميركيين بشكل جذري ولم يعد بالإمكان المخاطرة في ظل ذلك البعد الجديد للتهديد الإرهابي المغاير للأشكال السابقة من التهديدات السياسية”. وأضاف “منذ تلك اللحظة وما بعدها. كان لزاما وقف (تهديدات) إيران وليبيا وكوريا الشمالية والعراق”. وذكر أنه لا يزال يعتقد أنه كان من الصواب الوقوف دون تطوير “الدول المارقة” أسلحة الدمار الشامل. وتابع “أعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل. أعتقد أن المعلومات (المتوفرة حينها) قاهرة واضطررنا للتحرك على أساسها”. وقال “كنت أعي تماما التبعات السلبية المحتملة للتحرك العسكري على العلاقات مع العالم الاسلامي والعربي وكان قراري أنه لا يسعنا ترك ذلك الموقف يستمر ولا أزال أعتقد حتى اليوم أنه القرار الصحيح وكنت متفقا تماما مع الرئيس بوش في القضية”. وأوضح “إذا كنت تعتقد انك على صواب، فينبغي عليك الاستعداد التام للعب دورك كاملا”. وخارج “مركز الملكة اليزابيث”، كان مئات المتظاهرين المناهضين للحرب يصرخون “بلير..مجرم حرب” و”توني إلى لسجن” رافعين لافتات وصفوا فيها بلير بأنه “كذاب”. ولطخ متظاهرون ايديهم باللون الاحمر ولبسوا اقنعة تشبه وجه بلير وحملوا نعشا كتب عليه “ثمن الدم”. وفيما كان بلير يدخل المركز من باب خلفي تجنبا للمحتجين صاح عدد من هؤلاء “توني بلير أين انت، نريد ان نرميك بحذاء!” و”مجرم حرب” وقد دعت جماعات السلام البريطانية إلى التظاهرة وشارك فيها افراد عائلات وأقارب 179عسكرياً بريطانياً قتلوا في العراق. وقال أحد المتظاهرين فرانس برس “انه يوم ننتظـره منذ زمن طويل. اريد ان اسمع ماذا لديه ليقول. على توني بلير ان يفسر لنا لماذا ضلل البرلمان، لماذا تغيرت المعلومات في الملف”. خيبة أمل في بغداد من شهادة بلير ?بغداد (أ ف ب) - رأي عراقيون في بغداد أن شهادة بلير خطوة متاخرة لا طائل منها لبلدهم . وقال متقاعد اسمه سامي علي حمادي “لا اعتقد ان هذا سيؤدي الى شيء لان الضرر قد وقع. ان قرار غزو العراق اتخذ بناء على تصورات خاطئة من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وحليفه بلير لاستهداف العراق، فقد تم على اساس امتلاكنا أسلحة دمار شامل تبين لاحقا اننا لا نملكها اساسا”. وتأضاف “كانت مجرد ذريعة صنعها بوش وتابعه بلير بهدف الاطاحة بصدام”. وقال نائب مدير مدرسة يُدعى عباس موسى “ان العراق اصبح افضل حالا من غير صدام وحكومته لكنه ما يزال غير مستقر. واضاف “كبلد، يسير العراق بخطى واضحة على طريق الديمقراطية لكن هذا لا يعني ان ما حدث كان حقا، فالاحتلال كان خطا”. وأوضح “كان على بلير السير باتجاه آخر اي تقديم المساعدة للشعب العراقي لكي يتمكن من اسقاط صدام “. ? وقال شاب اسمه مروان عبد الرزاق فقد ساقه اليسرى بانفجار سيارة مفخخ قبل عامين لكنه يواصل عمله كبائع للثلج انه كثير الانشغال لكي يفكر بجدوى الاستماع الى شهادة بلير. واضاف “قتل جيش المهدي والدي”. قال عاطل عن العمل عرَّف نفسه باسم ابو سنان فقط”إن التحقيق ليس بدافع اخلاقي من الحكومة البريطانية. وقعت الحرب ولم يكن بامكاننا تصنيع اسلحة دمار شامل” قال رجل مسن عرَّف نفسه باسم ابو علاء “على البريطانيين وضع بلير في القفص لاجراء محاكمة عادلة للتوصل الى نتيجة تكون مقبولة. يجب معاقبته على الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها فهي اغلاط يرتكبها رجل جاهل”. ??????
المصدر: لندن، بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©