الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء سعوديون لـ «الاتحاد»: الزيارة تؤكد سعي الرياض إلى تنويع سلة علاقاتها الدولية

5 أكتوبر 2017 10:00
عمار يوسف (الرياض) تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى روسيا والتي تعتبر الأولى من نوعها لملك سعودي إلى موسكو امتداداً لنهج المملكة العربية السعودية في بناء شراكات إستراتيجية مع القوى العظمى في العالم من خلال البحث عن نقاط الاتفاق والمصالح المشتركة وتضييق الاختلاف في وجهات النظر أو تحييده من أجل تعاون متعدد يشمل المجالات كافة، بما يقود إلى خلق علاقات وشراكات أكثر ديناميكية. وينتظر أن يبحث الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال اجتماع القمة الذي يجمعه مع الرئيس بوتين في الكرملين، الشراكة الإستراتيجية، وسبل تعزيزها في العديد من مجالات التعاون، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمات في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمات اليمنية والقطرية والسورية، وسبل لجم الإرهاب وتجفيف منابع ومصادر تمويله. وتتمتع كل من المملكة العربية السعودية وروسيا بثقل سياسي واقتصادي وعسكري على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن اهتمام قيادتي البلدين بمعالجة قضايا الصراع في المنطقة وإطفاء الحروب والأزمات الطاحنة التي دمرت العديد من العربية لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين في كل مكان. ويصف المراقبون وجود الملك سلمان بن عبد العزيز في روسيا بأنه يمثل رسالة جديدة نحو انفتاح السعودية على مصالحها في الخارج، وبناء تحالفات اقتصادية تستطيع أن تنقل علاقة البلدين إلى ما هو أكبر من النفط، حيث يوجد رغبة روسية للاستثمار في المملكة وفق رؤيتها الوطنية الطموحة، وسط التزام سعودي أن تبقى موسكو حليفاً لها في مشروعات مشتركة مع صندوق الاستثمارات الروسي. وفي المقابل، فإن روسيا تنظر إلى المملكة على أنها شريك قوي، وفاعل، ومؤثر على خريطة العلاقات الدولية، ولديها رؤية طموح تستحق المشاركة والاستثمار فيها، والمضي معها في تبادل محفز للإمكانات، وكسب السوق السعودي في قطاعات واعدة، والدخول فيه بثقة، فضلاً عن الأمن والاستقرار الذي تعيشه المملكة، وهو المحفز الأكبر للمشاركة. واعتبر الخبير الاستراتيجي د. أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا تكتسب أهمية استثنائية كونها الأولى لملك سعودي إلى روسيا منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1926، إذ كانت روسيا أول دولة غير عربية تعترف بالسعودية وتقيم معها علاقات دبلوماسية في ذلك التاريخ، كما أنها تأتي في توقيت مهم عطفاً على عدة مؤشرات إقليمية وسياسية واقتصادية كثيرة، منها انحسار تنظيم داعش في سورية وبلاد الشام والدور المتبقي للقوات الروسية هناك، وهو ما تريد أن تعرفه السعودية. وأضاف عشقي أن القمة السعودية الروسية سيكون حتما لها ما بعدها من حيث تحقيق مكاسب ثنائية للبلدين وللمنطقة العربية بأكملها، خاصة أن الملك سلمان لا يضع المصالح العربية في قمة أولوياته في كل اجتماعاته مع قادة الدول العظمى. أما عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي د. محمد آل الزلفة، فقد أكد أن تعزيز السعودية لعلاقاتها مع روسيا يأتي كجزء من سعي الرياض إلى تنويع سلة علاقاتها الدولية وخلق شراكات استراتيجية فاعلة مع كافة القوى الدولية في مرحلة تشهد سيولة سياسية على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة وان المنطقة تمر بما يمكن تسميته تغير الخرائط السياسية، وتبدل الأفكار حول قوى المنطقة والنفوذ. وأضاف آل الزلفة أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تأتي في وقتها لتؤكد على استقلالية القرار السعودي بخصوص الأزمة السورية وحقها المشروع في احتواء أزمة الحوثيين في اليمن، مشيراً إلى أن الزيارة جاءت كثمرة جهود دبلوماسية كبيرة قام بها ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو خلال عامي 2015م و2017م استطاع فيهما تحويل التباين والخلاف في وجهات النظر بين موسكو والرياض، إلى تحالفات وشراكات إستراتيجية طويلة المدى. ومن جهته، اعتبر رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية د. ماجد التركي أن أول زيارة لملك سعودي إلى دولة عظمى مثل روسيا هو أمر يحظى باهتمام الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية حول العالم، لما يمثله البلدان من ثقل سياسي إقليمي ودولي، فمثلما أن روسيا دولة عظمى، وأصبحت في عهد الرئيس فلاديمير بوتين لاعباً مهماً في المنطقة العربية والشرق الأوسط، فان المملكة العربية السعودية أيضاً دولة محورية وقائدة للعالمين العربي والإسلامي. وأشار التركي إلى أن القمة السعودية الروسية ستشهد إلى جانب العلاقات الثنائية في جوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية وربما العسكرية، بحث ملفات إقليمية ساخنة كالوضع في سوريا، واليمن والعراق وليبيا، وقطر، فضلاً عن تعزيز التنسيق القائم بين البلدين في مجال النفط، وكذلك جهود البلدين في مكافحة الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©