الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشباب» الصومالية .. وتهريب الفحم

2 يوليو 2014 01:43
ريان لينورا براون نيروبي ـ كينيا في كل عام، تغادر مئات المراكب الموانئ الصومالية، محملة ببضائع مهربة تدر أرباحاً إلى خزائن جماعة “الشباب” الإرهابية التي تتخذ من الصومال مقراً لها. ولكن هذه المراكب لا تكون محملة بمخدرات أو أسلحة خطيرة محرمة، وإنما تكون ممتلئة بـ«الفحم النباتي». وتجني حركة «الشباب» الصومالية سنوياً ما يربو على 56 مليون دولار من «الفحم النباتي»، وهو ما يجعل من هذه التجارة غير الشرعية المصدر الرئيسي لدخل الجماعة الإرهابية، حسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في اجتماعها البيئي في نيروبي خلال الأسبوع الماضي. وفي حين أن عدداً من حركات التمرد والميليشيات الأفريقية ـ مثل “جيش الرب” للمقاومة الذي يقوده «جوزيف كوني» ـ تمول نفسها بصورة أساسية من تهريب العاج وأنشطة الصيد المحظورة، لا تفعل حركة الشباب ذلك، وفق التقرير. وتستخدم «الشباب» الأموال التي تجنيها من «الفحم النباتي» في تنفيذ حملتها الإرهابية التي تضمنت الخريف الماضي حصار مركز «ويست جيت» التجاري في نيروبي، بينما شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الهجمات القاتلة في مدينة «مبيكتوني» الساحلية الكينية، والتي أسفرت عن مصرع أكثر من 60 شخصاً، بينما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجومين منها. وعلى رغم ذلك نفى الرئيس الكيني «أهورو كينياتا» على نحو مفاجئ أن حركة الشباب هي من نفذّت المذبحة. وأفاد “أكيم ستينر”، المدير التنفيذي للبرنامج البيئي في الأمم المتحدة: قائلاً: «إن هذه ليست مبالغ ضئيلة من المال، وعند تحصيها فإنك تتحدث عن أموال طائلة تكفي لشراء كثير من الأسلحة». وأضاف: «يعتبر ذلك أيضاً اعتداء كبيراً على الموارد الطبيعية في القارة السمراء». وعلى رغم الحظر الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2012 على صادرات «الفحم النباتي» الصومالي، لا تزال كميات من هذا المنتج تقدر بأكثر من 350 مليون دولار تغادر الدولة سنوياً، ويتجه معظمها إلى دول مثل مصر واليمن، حسب التقرير. وتعمل حركة الشباب بمثابة «حارس» لهذه التجارة، إذ تفرض بصورة غير قانونية ضرائب على السوق التي يتجه إليها «الفحم النباتي» في نقاط تفتيش على طول الطرق وفي الموانئ التي تسيطر عليها في كيسمايو وباروي في جنوب الصومال. وتفوق الأموال التي تجنيها حركة «الشباب» من مشاركتها في تجارة «الفحم النباتي» سنوياً المبالغ التي تتراوح بين أربعة ملايين و12 مليون دولار والتي تحصل عليها ميليشيات أفريقية متورطة في أنشطة صيد غير قانونية. وتزيد أيضاً بكثير عن قيمة تجارة المخدرات في أفريقيا، حسبما أفاد «كريستيان نيلمان»، أبرز معدي تقرير الأمم المتحدة. وأضاف «نيلمان»: «هناك سوء تقدير كبير لنطاق هذه التجارة». و«حركة الشباب» ليست الميليشيا الأفريقية الوحيدة التي تملأ جيوبها بأرباح من مبيعات الفحم غير المشروعة. وتدر المشاركة في هذه التجارة أكثر من 14 مليون دولار على أقل تقدير لميليشيات في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية. ويُقدر إنتاج «الفحم النباتي» الرسمي في أفريقيا بين تسعة ملايين و24.5 مليـون دولار سنويـاً.. بينمـا يمثل هذا النـوع من الفحم والوقود الخشبي نحو 90 في المئة من الأخشاب التي يتم استهلاكها في القارة. وتقدر الأمم المتحدة أن الدول الأفريقية تخسر نحو 1.9 مليار دولار من إيرادات متوقعة سنوياً بسبب عدم تنظيم «تجارة الفحم النباتي». وينمو كذلك إنتاج «الفحم النباتي» كمصدر لإزالة الأشجار والغابات في أفريقيا، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات المقبلة بسبب زيادة الاستهلاك. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©