الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرشحات يواجهن مخاطر كبيرة في الانتخابات الأفغانية

المرشحات يواجهن مخاطر كبيرة في الانتخابات الأفغانية
13 سبتمبر 2010 00:11
لم تكد نعمة سوراتجار تسجل اسمها ضمن قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية التي تجري في أفغانستان يوم 18 سبتمبر، حتى انهالت عليها عشرات التهديدات والإهانات عبر رسائل البريد الإلكتروني. منها رسالة إلكترونية مجهولة المصدر جاءت بعنوان “أشهر غانية أفغانية ترشح نفسها للبرلمان” ـ والتي أرسلت أيضاً إلى مكاتب وسائل الاعلام ومسؤولي الانتخابات - تحتوي على هجوم قاس في أربع صفحات على حياة سوراتجار الخاصة وتحث الناخبين على عدم مساندتها. ولا يمثل هذا إلا بداية مخاوف المعلمة التي تعيش في كابول وتبلغ من العمر 39 عاما. تقول سوراتجار من مكتب حملتها الانتخابية المتواضع في العاصمة الافغانية “هذه الرسالة.. كانت هذه مجرد البداية.. أتلقى رسائل عبر البريد الالكتروني ومكالمات هاتفية كل يوم من رجال يهددون بقتلي إذا لم أتوقف عن خوض الانتخابات”. وتبرز مثل هذه التهديدات الصعوبات التي تواجهها النساء في ممارسة حقوقهن التي اكتسبنها بشق الأنفس، ومن بينها الحق في التصويت والتعليم، منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة عام 2001. وسوراتجار ليست وحدها، فهي تمثل ما وصفه مراقبو الانتخابات بأنه اتجاه مثير للقلق واسع الانتشار لترهيب المرشحات من جانب المتمردين والمحافظين المتشددين الذين يعقدون العزم على إبعاد النساء عن المشاركة في الانتخابات التي تحل هذا الشهر. ورغم أن الرجال ليسوا بمأمن إذ قتل أربعة مرشحين ونحو 15 من مسؤولي الحملات الانتخابية، فقد حذرت مؤسسة “أفغانستان لانتخابات حرة ونزيهة” أكبر منظمة لمراقبة الانتخابات في أفغانستان الشهر الماضي من أن النساء يواجهن مخاطر من نوع خاص. وتقول المؤسسة إن من بين كل عشرة تهديدات يبلغ عنها المراقبون تسعة موجهة لنساء، وأجبرت امرأة على وقف حملتها في اقليم تغلب عليه المناطق الريفية بوسط أفغانستان بعد أن تلقت تهديدات بالقتل وانتقلت إلى كابول. تقول روبينا جلالي (25 عاما) العداءة الاولمبية السابقة التي ترأس حاليا جمعية خيرية في كابول إن المجتمع الأفغاني المحافظ بشدة يجعل من الصعب على النساء النجاح، وأضافت “لا تتمتع النساء بحرية الحركة مثل الرجال، لا يمكننا أن نذهب إلى معظم الأماكن لاسيما في الليل وزيارة مؤيدينا.. الرجال يمكنهم أن يذهبوا أينما شاءوا ومتى أرادوا”. وعلى عكس سوراتجار لم تتلق جلالي أي تهديدات بالقتل لكن في كل مرة تذهب في جولة انتخابية تجد أن ملصقاتها إما مزقت أو شوهت بطلاء أحمر وهي الشكوى السائدة بين معظم المرشحات، واستطردت “انهم يفعلون هذا لأني امرأة وشابة”، وتمثل سوراتجار وجلالي وهما متعلمتان وتعملان ومتحدثتان مفوهتان، مثل معظم المرشحات البالغ عددهن 406 مرشحات، كل شيء يجب ألا تكون عليه المرأة في أعين ليس فقط مقاتلي طالبان بل غالبية المجتمع الأفغاني الذكوري، وينص الدستور الأفغاني على أن يكون للنساء ربع مقاعد مجلس النواب أو 68 مقعدا من بين 249 مقعدا. وبالرغم من التهديدات والعقبات تتحلى جلالي وسراتجار مثلهما في ذلك مثل الكثير من الأفغانيات بالنزعة العملية وصلابة الإرادة. تقول سوراتجار “أحب بلدي وشعب بلدي. لا يمكنني ان أجلس هنا مكتوفة اليدين ولا أفعل شيئا حيال ما يحدث لبلادي. وأحث أيضا الأخريات على المشاركة”.
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©