استغرب الكثير من متابعي الأخبار عدم إطلاق وصف «الإرهابي» على ستيفن بادوك منفذ مجزرة لاس فيغاس في الولايات المتحدة التي راح ضحيتها 58 شخصا وأصيب أكثر من 500 آخرين بالرصاص.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي. سي) أن مشاهير وشخصيات تلفزيونية وأكاديميين من مختلف دول العالم شاركوا في النقاش حول أسباب عدم وصف بادوك، البالغ من العمر 64 عاما، بـ«الإرهابي».
ولا توجد حتى اللحظة معلومات موثوق بها حول دوافع بادوك لتنفيذ هذا الهجوم المميت، كما أنه لم يُعثر حتى الآن على أي صلة بينه وبين الإرهاب الدولي رغم تبني تنظيم داعش الإرهابي للهجوم.
وقالت بي بي سي إن القانون في ولاية نيفادا الأميركية، التي تقع فيها مدينة لاس فيغاس، يصف «العمل الإرهابي» بأنه: «أي فعل ينطوي على استخدام العنف بهدف إلحاق أضرار جسدية جسيمة أو وفاة بعموم السكان».
وبالتالي، يكون وصف «العمل الإرهابي» ينطبق تماما على ما أقدم عليه بادوك. وعلى ضوء هذا، تساءل الكثير من رواد التواصل الاجتماعي عن الأسباب وراء عدم وصف بادوك بذلك على الرغم من وجود نية مبيتة واضحة من جانب الجاني. وبدلاً من ذلك، اكتفى قائد شرطة مدينة لاس فيغاس جوزيف لومباردو بالقول: «نحن لا نعرف شيئاً عن نظامه العقائدي في الوقت الحالي. والآن، نحن نعتقد أنه يعمل بمفرده، وأنه ذئب منفرد».
واستخدمت عبارة «ذئب منفرد» أكثر من 200 ألف مرة منذ الهجوم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية في «تويتر» لوصف الاعتداء. واستخدمت عبارة «هجوم إرهابي» أكثر من 170 ألف مرة. ودخل الناس في نقاش حول سبب التباين الواضح بين وصف المشتبه بهم البيض والمشتبه بهم من ذوي البشرة الأخرى.
وسبق أن حدث النقاش ذاته عندما وصفت صحيفة بريطانية مهاجماً استهدف مسلمين بأنه «ذئب منفرد». فردت عليها كاتبة رواية «هاري بوتر» الشهيرة ج. ك. رولينغ في تغريدة بأن المهاجم «إرهابي».
الأغرب من كل ذلك أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف مرتين منفذ هجوم لاس فيغاس بأنه معتوه ومجنون مستبقاً التحقيقات التي ما تزال تجريها الوكالات الأميركية المتخصصة في هذا المجال.
وقال مورسال، وهو من أندونيسيا على "فيسوك" إنه "لا يعتبر إرهابيا دوليا؟ ربما لأن وجهه ليس عربيا".
وأعرب محمود العوضى الأميركي المسلم على موقع "فيسبوك"، عن أسفه لسماع هذا الخبر.
وقال: "كل إطلاق نار جماعي يعني أن حياة زوجتي تصبح في خطر لأنها اختارت تغطية شعرها، وأن ابني سوف يتعرض للهجوم في المدرسة لأن اسمه محمد، وأن ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات سوف تعامل بشكل غير عادل لأنها تتحدث العربية. لكن لو كان الإرهابي أبيض أو يعتنق المسيحية فسيصبح فجأة شخص مريض عقليا وكل شيء طبيعي".
وانتقد الأغلبية الساحقة من التعليقات عدم وصف بادوك بأنه إرهابي.
عدد اليوم
