السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإجازة الأسبوعية.. فرصة ذهبية تستثمرها العائلات في تجديد إيقاع الحياة

الإجازة الأسبوعية.. فرصة ذهبية تستثمرها العائلات في تجديد إيقاع الحياة
16 يونيو 2013 21:05
أشرف جمعة (أبوظبي) - الإجازة الأسبوعية فرصة حقيقية للاسترخاء واستعادة وجه الحياة من جديد بنضارته وصفائه، فهي عودة حقيقة إلى النفس وإلى الأسرة والأطفال في أجواء مفعمة بالحب والتقارب الحميم، وما من شك في أن كل الموظفين ينتظرونها بشوق وتوق حيث يضعون رحالهم على مرافئ الراحة والاستجمام بعد عناء أسبوع كامل من العمل الجاد الذي لا يهدأ خلاله العقل، ولا يستريح فيه الجسم، والكثير من الأسر الإماراتية العاملة تستثمر هذه الإجازة في تجديد إيقاع الحياة الرتيب، ومن ثم محاولة كسر الملل باستعادة الهمة والنشاط، حتى يعود الموظفون إلى أعمالهم وهم في حالة من النشوة والتجدد والحركة المتصلة. التقاط الأنفاس حول الإجازة الأسبوعية ودورها في تغيير نمط الحياة المتسارع بخاصة لدى المواطنين العاملين، يقول الدكتور نجيب محفوظ أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات: يحتاج أي فرد في المجتمع يبذل مجهوداً من خلال الأعمال الوظيفية التي يقوم بها على مدار عدة أيام أسبوعياً إلى أن يستريح ويأخذ عطلة مؤقتة حتى تكون لديه حافزية لمواصلة حياته العملية والخاصة بشكل طبيعي، فلا يمكن أن يستمر أفراد المجتمع في حالة عطاء دائم إلا إذا أخذوا هدنة مع النفس والحياة، حتى ولو كانت قليلة، وبطبيعة الحال يحلق الموظفون في أجوائهم العملية، ويستنفدون طاقاتهم بصورة مكررة، وتأتي الإجازة الأسبوعية لكي يلتقطون الأنفاس ويخلون إلى أسرهم وأطفالهم وحياتهم الخاصة، بما يجدد من حركة الحياة، ويبعث فيها روحاً جديدة، فالإنسان بشكل عام مجبول على الكد وبذل الجهد، لكن في نهاية الأمر فإن نفسه تكل، فيحتاج إلى الراحة من خلال تغير نمط الحياة عبر الالتفات إلى أسرته في الإجازة الأسبوعية الصغيرة التي لا تزيد في غالب الأحيان على يومين. طريقة مثالية وعن الطريقة المثلى لقضاء الإجازات الأسبوعية بشكل يضفي على الفرد السعادة، يلفت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات إلى أنه يجب أن تكرس هذه الإجازة إلى الأسرة والأطفال من أجل توطيد العلاقة بين الزوجين وتجديد مائها الراكد في الوقت نفسه، وقد أثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن استثمار العطلات بشكل عام يبث دماء جديدة داخل الأسرة وهو من العوامل المهمة التي تساعد على إرساء قواعد استقرارها، ويلفت إلى أن الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال مهم للغاية، لذا فإنه من الضروري أن يستثمر أولياء الأمور إجازاتهم في التحاور مع أطفالهم، واصطحابهم إلى الحدائق العامة وأماكن التجمعات العائلية وتنمية مواهبهم عبر وجودهم في الأماكن التي تجمع بين الترفيه والتعليم، أو بالذهاب معهم إلى المتاحف والأماكن الغنية بالتراث وجمال الطبيعة للتعرف على معالم بلادهم. وجوه وأمكنة من بين النساء العاملات اللواتي يحرصن على الاستفادة من الإجازة الأسبوعية القصيرة نوعاً ما منسقة الفعاليات بإحدى المؤسسات الحكومية حصة العامري، التي توضح أنها لا يمكنها البقاء في البيت يومي الجمعة والسبت حيث تنطلق مع زوجها وأطفالها إلى إحدى إمارات الدولة لقضاء الإجازة الأسبوعية في استرخاء تام بعيداً عن صخب العمل، ونمط الحياة الرتيب. وتذكر أن تغيير الوجوه والأمكنة عامل مهم في استعادة النفس هدوئها المنشود لذا فهي اعتادت السفر إلى أماكن حيوية على اعتبار أن الدولة تزخر بمعالم ترفيهية جميلة تمنح الزائر فرصة حقيقية للاستمتاع. وتشير إلى أن أطفالها مثلها تماماً يحبون التنقل بين الأمكنة الخلابة وزوجها يساعدها دائماً على اقتراح وجهات جديدة وتلفت إلى أنها في أغلب الأحيان تضع خطة مسبقة من أجل أن تكون الرحلة مشوقة. طعم الحياة ويقول المهندس المدني سعيد الظاهري، من سكان دبي: هيأت نفسي على أن أقضي يومي الجمعة والسبت مع زوجتي وأطفالي سواء في إحدى الحدائق التي نشوي فيها اللحوم ونستمتع بوقتنا بين العديد من العائلات التي تأتي للغرض نفسه أو في التنزه بين أماكن الترفيه في الأسواق التجارية الكبيرة عندما يشتد الحر، وهناك يفرح أطفالي ويمرحون بمزاولة الألعاب المسلية ونتناول طعام الغداء وفي الوقت نفسه نتسوق بعض الأشياء الضرورية لنا. ولا أخفي أن هذه الإجازة تلم شمل الأسرة وتمنحها فرصة للتقارب بصورة أكثر حميمية وتعطي للأطفال حرية خاصة لكي يعرضون مشكلاتهم التي يسعى الأهل بدورهم إلى حلها ومن ثم احتضانهم عبر الترفية وتزويد مهاراتهم الفردية واستثمارها في أيام العطلات بشكل مفيد. ولا تبرح منى عبيد أحد النوادي الاجتماعية في العين في بعض العطلات الأسبوعية وتحاول أن تربط زوجها به خصوصاً وأن بها جميع الألعاب المسلية التي يحبها أطفالها والتعليمية في الوقت نفسه. وتبين أنها تحب زيارة الأماكن السياحية في العين حيث ترى هذه المدينة قطعة من الجنة بجمال الطبيعة الآسرة فيها وكذلك الأماكن التي تحتفي بتراث الدولة وتتابع: تأتي هذه العطلة في وقتها تماماً إذ إنني وزوجي نصل في نهاية الأسبوع إلى حالة من الإنهاك بسبب ضغوطات العمل، لذا نحاول أن ندخل في رحاب الإجازة الأسبوعية بقوة من أجل أن نستعيد السلام بداخلنا وتضفي على أطفالنا البهجة والراحة الحقيقية. تشجيع السياحة الداخلية وفي الغالب يقضي مقدم برنامج شاعر المليون حسين العامري عطلته الأسبوعية متنقلاً بين إمارات الدولة، حيث يرى أن الإمارات تتمتع بمعالم سياحية خلابة فهي وجهة سياحية من الدرجة والأولى، ويقول: اعتدت منذ فترة طويلة على التعرف إلى كل ما تتمتع به إماراتنا الجميلة من معالم تاريخية عريقة وأحرص في هذه الرحلات الأسبوعية التي تستغرق مني يوماً فقط على أن تلازمني زوجتي وأولادي. أما يوم الجمعة فأنا أقضيه بين عائلتي الكبيرة وهناك يستمتع أولادي ويندمجون في الجو العائلي الجميل، وأنصح كل العاملين من المواطنين في أن يستثمروا اجازاتهم الأسبوعية في التحليق في أجواء بيئتنا المحلية الغنية بكل شيء فمن يقصد الشواطئ يجدها من أجمل ما تكون ومن يقصد الأماكن الأثرية يرى ما يفيده، فنحن أمة لها تاريخ عريق وماض تليد وهذا التراث هو محور تطورنا ومواكبتنا للعصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©