الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة المياه العالمية

16 يونيو 2013 21:07
على الرغم من أن كمية المياه الصالحة للاستخدام على مستوى العالم بحدود تسعة الآف إلى أربعة عشر ألف كيلومتر مكعب سنوياً، يضاف إليها كميات المياه المعاد استعمالها أو تدويرها، إلا أن أهم قطاع يستهلك المياه في منطقتنا العربية هو الزراعة، والذي تصل نسبة الاستهلاك فيه ما بين سبعين إلى خمسة وثمانين في المائة، وهناك بليون شخص لا يستطيعون الحصول على مياه نقية للشرب وللحياة اليومية، في الوقت ذاته الذي يستهتر الكثير منا بقطرات الماء التي تهمل، وهي تتسرب من أنابيب لم تجرب لها صيانة، بينما يلعب آخرون بمياه من باب الترفية، ولا يعلم العامة من الناس في أي عام يمكن أن نبحث عن الماء ولا نجد قطرة منه ترويهم. تقارير مشتركة ما بين الأمم المتحدة بمكاتبها الإقليمية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومركز البيئة والتنمية للدول العربية وأوروبا، تخرج بشكل منتظم، وتشير إلى أهمية استغلال المصادر الحديثة من المياه كالتحلية ومعالجة مياه الصرف الصحية، ومياه البزل المياه الناجمة عن غسل الأراضي المالحة، لاستصلاحها كما هي الحال في كل من العراق وسوريا، ودول الخليج العربية تبذل قصارى جهدها لسد العجز، ولذلك فإن مسؤولية التخطيط السليم في استهلاك المياه على مستوى المؤسسات والأفراد، يعد هدفاً تنموياً، ومكافحة ظواهر الهدر والإسراف تبدو جلية من خلال طرق الري التقليدية التي يتبعها بعض المزارعين أو من خلال زراعة محاصيل ونباتات وأشجار ذات احتياج مائي عالي أو من خلال الاستخدامات المدنية. في الإمارات قامت وزارة البيئة بوضع إستراتيجية للمحافظة على المياه ومواردها، ومن خلال الاستراتيجية يتوقع أن يواجه ميزان الطلب والعرض على المياه المحلاة عجزاً على المدى المتوسط، ليصل إلى معدل 30 في مائة من إجمالي الطلب على المياه بحلول عام 2030، ويختلف ذلك من إمارة إلى أخرى، حيث من المتوقع أن تعاني إمارة أبوظبي عجزاً مائياً بحلول عام 2017، وفي العام الذي يليه تواجه إمارة دبي ذلك العجز، بينما لن تعاني بقية الإمارات ذلك العجز مثل الشارقة إلا بحلول عام 2024. تلك معلومات حصلنا عليها قبل عام من خلال اجتماع حول ندرة المياه العذبة، تم عقده في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، وكان قد تحدث من خلاله لنا مجموعة من القائمين على الشأن البيئي هناك، ومن خلاله عرفنا أن الدولة تعتمد اعتماداً كبيراً على محطات تحلية المياه لتوفير المياه العذبة، ومن أجل تحديد قيم الطلب على تلك المياه مستقبلاً وضعت مناهج إحصائية، خاصة أن عملية التحلية ينتج عنها نفايات سائلة شديدة الملوحة. المشكلة أن هناك حقيقة تقول إن الطلب في المنطقة يتزايد سنوياً، وهذا يحتم علينا التركيز بشكل أقوى على مفهوم الاستهلاك المسؤول، من أجل التغلب على التحديات التي تواجهنا، ودولتنا تبذل جهوداً حثيثة لإيجاد خيارات جديدة وفاعلة لمواجهة أزمة المياه، حتى لا نصل إلى طريق مسدود، وذلك من خلال إدخال الحلول المستدامة التي يمكن أن تتغلب على التحديات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى خفض الاستهلاك للحد الأقصى. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©