الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تنبض بالإبداع والأنوثة تضيء سماء باريس

تصاميم تنبض بالإبداع والأنوثة تضيء سماء باريس
16 يونيو 2013 21:07
غادر لبنان خلال الحرب الأهلية، ودرس تصميم الأزياء في كندا، ليعود بعد عشر سنوات إلى لبنان، ويفتتح مشغلاً صغيراً، ما لبث أن عرف نجاحاً من حيث المبيعات ليصل اليوم إلى العالمية، بعد أن ارتدت تصميماته العديد من النجمات العالميات.. إنه المصمم اللبناني جورج شقرا الذي قدّم مع انطلاق أسبوع الموضة الراقية في باريس، وكعادته في كلّ موسم، مجموعته للـ«هوت كوتور» لربيع وصيف 2013 في الـ«Palais de Tokyo». رنا سرحان (بيروت) - أطلت امرأة جورج شقرا بثقة وعزم على منصّة العرض بلباس هندسي معاصر مستوحى من مدينة شنغهاي الصينية، بأسلوب شقرا الأنثوي جداً، تضمن الكثير من السحر والأناقة والكثير من الرقة، كما أحب أن يدمج العناصر الهندسية في أعماله. وتعبّر هذه المجموعة عن موقف واضح من الأنوثة من خلال القصّات الجريئة، الأكتاف المكشوفة، ومزيج الألوان غير المتوقّع، حيث عرض شقرا تشكيلة تنبض بالحيويّة وحسّ الإبداع، كما أنّه اعتمد القصات في القماش وإدخال التول الشفاف الرفيع في التصاميم. الصخب والهدوء وتعكس مجموعة صيف 2013 ذوق وأسلوب شقرا الخاص كمصمم يجمع بين الصخب والهدوء في آن معاً، صخباً يعكس شخصيته الجريئة الخلاقة، وهدوءاً يعكس شخصية المرأة التي يتوجه إليها، وفي هذا الإطار يشرح شقرا: «عمل المصمم يرتكز على الخلق والإبداع، وعند التحضير لأي مجموعة جديدة لا أستمع سوى لنفسي، وعندما يقترح علي المستشارون والمساعدون أفكاراً لما ستكون عليه الموضة في الموسم المقبل على مستوى الألوان والقصات، فإنني لا أصغي إليهم، لأنني أشعر أنها سوف تقيدني وتحدّ من إبداعي، كذلك أعمل على تصاميمي الجديدة وفق ما تمليه علي مخيلتي، منطلقاً من فكرة معينة موجودة في رأسي، ألعب بها وأجربها، وإن كنت لا أعرف إلى أين يمكن أن أصل بها في النهاية». ?غلبت الأقمشة المتناقضة والستراس وأحجار الشوارفسكي والتطريز على العديد من فساتين المجموعة، كما تزاوجت وتداخلت فيها أقمشة الكوتور من الكريب، والموسلين، والأورجانزا، والتول، والدانتيل، إضافة إلى الساتان والحرير، فهناك فستان من التول الأسود المزين بالنقشات وأوراق الشجر الاسود يكشف أهداباً بارزة سوداء فيما تكسو طبقة من التول الوردي المدرج ببقية الفستان، وفستان يناقضه من قماش الساتان الأصفر المطعم بالتول البيج ومزين في الأسفل بمقدمة قصيرة منتفشة بطبقات التول، عكست تجاذب وإبداع شقرا في طرح الأفكار الغريبة فيما طرح فستان من الحرير الأسود والقبة المحددة بالتول الأبيض والمزين بأهداب سوداء وبيضاء بارزة كلاسيكية معبّرة من شنغهاي في عصور مضت. واستخدم شقرا باقة من الألوان الزاهية كأضواء المدينة من النيون الأزرق، الزهري، الأصفر، البرتقالي والأخضر، محاولاً إظهار امرأة جريئة مندفعة في فصل الصيف ليعيد هذه الثقة والاستقلالية لحبه لفن الرسم، واصفاً: «حبي للرسم ساعدني على النجاح في هذا المجال، فعند التحضير لأي مجموعة جديدة، انطلق من فكرة لها علاقة بفن الرسم أو بفن الهندسة المعمارية، فالفساتين تبدو وكأنها لوحات مطبعة بالورود بألوان الشمس المضيئة المختلفة كالبرتقالي، الزهري، الأبيض، الأزرق والأخضر الفوسفوري. كما يبدو الأصفر حاضراً بقوة في هذه المجموعة، كما في كل مجموعاتي السابقة، لأنه لون الضوء والشمس بالنسبة إلي. وهذه التصاميم لا ترتكز على حقبة زمنية معينة بل هي من حقب زمنية مختلفة، ويجمع بينها الألوان والرومانسية، أما القصات فهي مستقيمة، مع التركيز على قصّات الظهر التي تميزني عن جميع المصممين». قصّات مفرحة وأنيقة وقد جذب عرض جورج شقرا عدداً كبيراً من الصحافة العالمية والنقاد والمشاهير الذين أبهرتهم التصاميم، فصفقوا للمصمم طويلاً في نهاية العرض، واصفين أن أهم ما ميزها هي تلك الألوان المبهجة الصريحة، والتي جاءت مفرحة وأنيقة وجريئة معاً تعكس أفكاراً جديدة، اعتاد شقرا تقديمها في كل موسم. ولا ينكر شقرا أنه قبل أن يتوجه إلى الخارج كان لديه أسلوبه وخطه الخاص، ولكن عمله في الخارج أكسبه خبرة جديدة وثقافة مختلفة، أثرت على شخصيته كما على أسلوبه كمصمم، يشرح: «الأسلوب اللبناني بثقافته يختلف عن ثقافة كل الدول العربية، لأنها مطعمة بشيء من الثقافة الغربية، ومن خلال وجودي في الخارج اكتسبت ثقافة من نوع آخر، امتزجت مع ثقافتي الأساسية، ليكونا معا ثقافة جيدة، كما أن مشاهداتي وتجاربي في الخارج أثرت علي بطريقة أو بأخرى، حيث إن هناك ميلاً أكثر نحو البساطة، ولذلك يمكنني القول إنني أعطيت الغرب من ثقافتي وخبرتي، كما أنني أخذت منه من ثقافته وخبرته». ليلة عرس أسطورية وعن سبب نجاح المصمم اللبناني في العالم بعد ارتداء العديد من النجمات العالميات لمصممين لبنانيين يضيف شقرا: «في الواقع هناك أسباب عدة، أهمها أن المصممين اللبنانيين يرسمون أزياء واقعية، يمكن للنساء أن يرتدينها فعلاً في عالمهن اليومي، وليس فقط أزياء استثنائية على المنصة، لكن لا يمكن ارتداؤها بعد ذلك، فهم لديهم الخبرة، أيضاً، كما أن حصول انهيار مفاجئ لكثير من بيوت الأزياء العالمية التي لم تعد موجودة ساهم في بروز أسماء جديدة». وفي نهاية العرض وبإطلالة رومانسية وعصريّة بآن واحد، جاء فستان العرس ليختتم العرض بنفحة مستقبليّة. وأبدع شقرا في رسم ليلة عرس أسطورية لامرأة تظهر بفستان من الشيفون الأبيض المطبع بنقشات الورود الصغيرة البيضاء والمزين من الأعلى بطبقة فضفاضة تشبه الكاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©