الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دونجا: أسوأ «سامبا» منذ 40 عاماً!

دونجا: أسوأ «سامبا» منذ 40 عاماً!
2 يوليو 2014 02:03
بدا البرازيلي دونجا أحد أساطير جيل التسعينيات وقائد «السيسلساو» الفائز بكأس العالم عام 94 والمدرب الأسبق للمنتخب البرازيلي لمدة 4 سنوات حتى عام 2011، غير متفائل، وهو يتحدث عن توقعاته لمشوار أصحاب الأرض في المونديال الذي تستضيفه البرازيل، بعد غياب 64 عاماً عن أرض السامبا، ووضح على دونجا صاحب الشخصية الهادئة تأثره بالأداء المتواضع -على حد وصفه - لـ «السيليساو» منذ بداية البطولة، حيث لم يقدم الفريق أداءً مقنعاً، بحسب المدرب الأسبق للبرازيل. والتقت«الاتحاد» دونجا على هامش وجوده في مركز البث الفضائي بريو دي جانيرو، لتحليل مباريات المونديال، حيث أكد عدم ارتياحه حول مستوى «السيليساو»، الذي وصفعه بغير المقنع، ليس فقط خلال كأس العالم، ولكن أيضاً قبله، وقال «الفريق لم يقنعني بالأداء المعروف عن البرازيل، ليس في المونديال الذي ظهر خلاله الفريق دون ثقة كافية في النفس، ولكن حتى خلال كأس العالم للقارات، رغم فوزه بلقبها، فحتى الآن لا يزال «السيليساو» يعتمد على قوة الدافع الجماهيري، فضلاً عن ظهور تأثر اللاعبين نفسياً بالضغوط المحيطة بهم، وهم يعرفون أن الشعب البرازيلي لن يقبل خسارة بطولة على أرضه مرة أخرى بعد صدمة مونديال 1950، وشبح هذه البطولة لا يزال يحلق فوق رؤوس اللاعبين حتى الآن ، لذلك لو أراد منتخب «السامبا» أن يستمر ويتقدم ويحرز اللقب، فعليه أولاً التخلص من «شبح 50»، وإظهار الشخصية المتميزة للكرة البرازيلية التي يجب أن تفرض نفسها على أرض الملعب، وتكون أكثر سيطرة». وكان دونجا قاد منتخب البرازيل لمدة 4 سنوات بعد اعتزاله بفترة قليلة، وحقق لقب كوبا أميركا، وكأس القارات، كما تأهل مبكراً للمونديال، وعن تلك الفترة التي قضاها مدرباً لـ «السامبا»، خاصة أنه تعرض لانتقادات شديدة طوال فترة عمله، قال «كانت فترة عصيبة، أعترف بذلك، لكننا نجحنا إلى حد بعيد فيها، وأعتقد أن نسبة نجاحي في قيادة المنتخب يمكن أن تصل إلى 80% إذا جاز لنا قياسها بالدرجات والنسب، ولم أجد دعماً كبيراً، كما هو متوافر الآن لجهاز المنتخب الحالي، ورغم ذلك نجحنا في تحقيق أهداف كثيرة وحصد بطولات وألقاب» وأضاف «البعض يلومني على الخروج من مونديال 2010 دون تحقيق شيء، لكن لا أحد يتذكر أن بطولة جنوب أفريقيا كانت أقوى، ومنتخباتها أكثر قوة من منتخبات البطولة الحالية التي أفرزت أداءً غير قوي، كما تأهلت إليها منتخبات متوسطة المستوى بشكل». وقال دونجا «واجهنا فرقاً قوية في تلك البطولة، لكن أكثر ما أثر علينا كانت القرارات التحكيمية العكسية التي أثرت كثيراً علينا، حيث دفعنا ثمن تلك الأخطاء بالخروج من البطولة». وكشف دونجا عن تلقيه عروضاً مؤخراً من أندية خليجية بالدوريات السعودية والإماراتية والقطرية، ولكنه لم يقرر موقفه بعد، حيث كان يدرب إنترناسيونالي البرازيلي، حتى الموسم المنصرم، ولفت إلى أن محطته المقبلة ستكون قيادة منتخبات وليس أندية. أما عن تقييمه لـ «السيليساو» في المونديال خصوصاً تأهله الصعب إلى دور الثانية، ومواجهة كولومبيا بعد غد في «ديربي لاتيني» لا يمكن التنبؤ بنتيجته، قال «لست مقنعاً تماماً بأداء المنتخب، وأعتقد أنه من أسوأ المنتخبات التي مرت على كرة البرازيل، وتحديداً منذ عام 1974؛ لذلك لا أتوقع فوز (السامبا) بلقب المونديال لو استمرت الحال هكذا فالدفاع يعاني، وترابط الخطوط غير قوي، والأداء لا يزال يعتمد على سمعة نيمار كلاعب مهاري، بالإضافة إلى الدفعة الجماهيرية المعنوية». وأضاف «ناهيك عن البطء في التحرك وغياب النقل السريع للكرات في الثلث الهجومي، رغم أن الأسماء الفردية بصفوف المنتخب، خصوصاً على مستوى طرفي الجنب الأيسر والأيمن وقلب الوسط، وكلها أسماء جيدة، وتقدم بصورة طيبة مع أنديتها الأوروبية». وواصل دونجا منتقداً تغيير طبيعة إعداد المنتخبات البرازيلية بشكل عام، وقال «الأمر تغير تماماً والمواهب البرازيلية الشابة أصبحت عملة نادرة، وفي الماضي كان أمراً عادياً أن يلعب شاب عمره 18 عاماً في المنتخب الأول، لكن اللاعبين الشباب الآن ليسوا جاهزين، على سبيل المثال (زيكو) و(روبرتو) وغيرهما بزغ نجمهما وهم في سن الـ 23 عاماً، وقتها كان لديهم الوقت الكافي للنضج، بينما نحن نتسرع الآن في ضم اللاعبين الشباب للمنتخب الأول، حتى ولو كانوا غير جاهزين بدنياً أو ذهنياً، فالأمر ليس سهلاً على الإطلاق، خصوصاً إذا كانت المباراة تقام على أرض البرازيل». وأوضح دونجا أن الشعب البرازيلي بالكامل ينتظر أن يحقق نيمار المعجزات وحده، وهذا لا يمكن له أن يحدث، لأنه ليس بيليه الستينيات أو مارادونا في الثمانينيات، وبالتالي كان يجب منح نيمار وقال «الكل ينتظر أن يأتي الحل من عند نيمار، صحيح أنه يقدم بمستوى متميز حتى الآن، لكنه لا يزال لاعباً شاباً، ويعاني بالتأكيد الضغوط الهائلة، وبالتالي الاعتماد عليه وحده كان خطأ». أما عن المواجهة المرتقبة لـ «السامبا» أمام كولومبيا، فقال «ستكون صعبة للغاية على (السيليساو) على ضوء الأداء المتواضع أمام تشيلي الذي أظهر اهتزازاً كبيراً من جانب اللاعبين، كولومبيا منتخب قوي ويضم عناصر متميزة ولديه شخصية رائعة، سيكون اللقاء المقبل (ديربياً لاتينياً) لا يمكن التنبؤ بنتيجته». وعن بقية منتخبات البطولة، قال «أعتقد أن المنتخب المكسيكي يستحق لقب (الحصان الأسود) في المونديال، فهو يقدم مستويات طيبة للغاية، أما منتخبات بلجيكا وسويسرا، بالإضافة إلى المنتخب الكوستاريكي، فهي تعتبر 3 مفاجآت سارة بالبطولة، التي لا زلت أرى أن مستواها الفني أقل كثيراً من بطولة عام 2010 في جنوب أفريقيا». وأضاف «المنتخب الأرجنتيني يسير بخطى ثابتة، كما أعجبني أداء ومستوى المنتخبين الهولندي والألماني، بالإضافة إلى المنتخب الفرنسي، وهذا الثلاثي الأوروبي حافظ على هيبة الكرة الأوروبية التي أتوقع أن يصل ممثلا لها إلى النهائي أمام فريق آخر لاتيني، وأتمنى أن يكون منتخب البرازيل» (ريو دي جانيرو - الاتحاد) مسيرة مظفرة بدأ دونجا مسيرته الكروية مع نادي إنترناسيونال البرازيلي في عام 1980، وأمضى معه أربعة مواسم، وفي موسم 1984 - 1985 انتقل إلى نادي كورينثيانز البرازيلي، وفي عام 1985 انتقل إلى نادي سانتوس ولعب معه لمدة موسمين. في موسم 1987 - 1988 انتقل إلى إيطاليا وبالتحديد إلى نادي بيزا الإيطالي، واستقطبه نادي فيورنتينا في عام 1988، ليلعب معه لمدة أربعة أعوام، وفي سنة 1992 هبط نادي فيورنتينا إلى الدرجة الثانية، فتركه دونجا وانتقل إلى نادي بسكارا، ولعب له لمدة موسم واحد. في عام 1993، انتقل دونجا إلى نادي شتوتجارت الألماني، وقضى معه موسمين، وبعدها انتقل إلى نادي جوبيلو إيواتا الياباني في عام 1995، قبل أن يختتم مسيرته الكروية في موسم 1999 - 2000 مع نادي إنترناسيونال الذي بدأ منه لعب كرة القدم. في 24 يوليو 2006 تم تعيين كارلوس دونجا مدرباً لمنتخب البرازيل خلفاً لكارلوس إلبرتو بيريرا، أحرز أول بطولة له وهي كأس أميركا الجنوبية عام 2007 بفوزه على الأرجنتين في المباراة النهائية 3 - صفر، كما أحرز بطولة كأس القارات 2009 التي أقيمت في جنوب أفريقيا عندما فازت البرازيل على أميركا بنتيجة 3 - 2 بعد أن كان متأخراً بهدفين مع نهاية الشوط الأول. قاد منتخب البرازيل في بطولة كأس العالم 2010، وحقق صدارة المجموعة السابعة برصيد 7 نقاط إثر فوز المنتخب البرازيلي على منتخبي كوريا الشمالية وكوت ديفوار 2 - 1 و3 - 1 وبتعادله سلبياً مع البرتغال، ليتأهل للدور ثمن النهائي ويتغلب على تشيلي 3 - صفر، وصعد بالمنتخب إلى ربع النهائي قبل أن يخرج على يد منتخب هولندا بعد الخسارة 1 - 2، وأعلن بعدها دونجا أن عقده انتهى مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي كان ممتداً بموجب انتهاء بطولة كأس العالم 2010. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©