الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتصال والإدارة.. الشركات والدول

16 يونيو 2013 21:10
تلعب وسائل الاتصال الحديثة دوراً متزايداً في الإدارة بالشركات ومختلف المؤسسات، وهي وإن توفرت للكافة فإن الفارق هو في النظرة الثاقبة الكفيلة بتوظيفها هذه الوسائل بكفاءة وعبر ابتكار أفكار جديدة وإدارة أفضل للأعمال. غير أن الكثير من الحالات والدراسات تشير في الوقت نفسه إلى الطبيعة المؤقتة لـ«التفوق» في المنافسة، فإذا كان وسبب التفوق يعود، ليس فقط لتوظيف بعض الشركات والمؤسسات لتكنولوجيا الاتصال قبل غيرها بتميز، بل أيضاً إلى أن المتنافسين الآخرين الذين ما زالوا يديرون أعمالهم بطريقة قديمة نسبياً لم يظهروا قدرة على «رؤية « الخطر الذي يهدّد أعمالهم إلا متأخراً. غير أن هذا الوضع قد لا يستمر طويلاً في ظل الانتشار السريع لاكتساب المعارف والخبرات والحدود المفتوحة لانتقالها عبر العالم قاطبة، فسرعان ما تعود دورة المنافسة للظهور من جديد. وتزخر الدراسات الاقتصادية بأمثلة تدل على التغيير السريع الذي أصاب أنشطة وإنتاج عشرات الشركات الكبرى العالمية نتيجة هذا الاكتساب السريع للمعارف والتكنولوجيا، «من ذلك مثلا كتاب استراتيجية العولمة «، الطبعة العربية، مكتبة العبيكان». لقد فرضـت التحولات العالمية في السنوات الأخيرة قواعد جديدة للحفاظ على استمرار وجود الشركات وزخمها، ووسط هذه القواعد نشأ ما سمي «الإدارة التحويلية» التي تعرف بأنها الإدارة التي «تدرس بعناية السياق التنافسي الذي تجد الشركة فيه نفسها وتتعرف على خصائص التنافس في المستقبل. ويقدم روبرت إي جروس «المصدر السابق» صورة تمثيلية لهذا المشهد: هذه الشركات لا تقول: «ها هي ذي منتجاتنا وخدماتنا، الآن أين نستطيع بيعها – بل تقول بدلاً من ذلك: إننا نرى العالم يسير في اتجاه جديد، وها هي قوتنا الحالية، وهذا ما نود وضع أنفسنا فيه للعمل في المستقبل. والآن لنخبر بقية العالم كيف يبدو المستقبل وكيف سنكون مزودي الخيار في ذلك السياق». وفي جميع متطلبات هذه الإدارة نرى الدور الحاسم لاستراتيجيات الاتصال، سواء في استشراف المستقبل الجديد أو في أخبار بقية العالم بالإتجاه الجديد، فالإدارة التحويلية تستدعي كذلك «تثقيف السوق حول ذلك المستقبل وحول قدرة الشركة على تقديم الخدمات - المنتجات اللازمة في المستقبل». ما ينطبق على الشركات والدول قد ينطبق بجزء كبير على الكيانات الأخرى، بما فيها المجموعات أو المجتمعات البشرية. وكذلك على الدول. ومثلما قد تفشل شركات ومؤسسات فشلاً ذريعاً في استخدام الاتصال والتكنولوجيا، إلى حد الكارثة أحياناً، كذلك قد تفشل وتنهار دول إذا أساءت استخدام طفرة التكنولوجيا والاتصالات هذه، فمشاهد الدم والدمارالوحشية التي يتم ابتكارها و»تحديثها» في كل لحظة وحين تظهر للجميع أن مثل هذه المنتجات والخدمات لا تشرّف مستقبلاً، بل إنها تخبر العالم «بقوة وفعالية وسرعة وبدون رحمة» بأي حال يريد هؤلاء المنتجون/ المرسلون أن يكون المستقبل عليه. د. إلياس البرّاج | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©