الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

14 إماراتياً ينقلون «التجربة اليابانية»

14 إماراتياً ينقلون «التجربة اليابانية»
6 أكتوبر 2017 01:36
نسرين درزي (أبوظبي) يحرص قطاع الجامعات في الدولة على تعزيز مهارات طلابه من المواطنين والمواطنات للالتحاق بالتدريبات العملية في الخارج. وتأتي رحلات الاستكشاف التخصصي للتعرف إلى أحدث التقنيات والمستجدات المهنية المتبعة عالمياً والعودة بها لتطبيقها على أرض الوطن. وكان أحدثها البعثة إلى كبريات شركات التكنولوجيا اليابانية، التي استفاد منها 14 طالباً وخريجاً إماراتياً، حققوا نجاحاً بارزاً في إكمال برامج «إنتيرن شيب»، على مدار 10 أسابيع من الخبرة الميدانية. تجربة شاملة جاءت التجربة التعليمية التقنية الشاملة بالتنسيق مع مركز اليابان للتعاون الدولي «جايس»، الذي قدم خطة متكاملة لتعزيز المواهب الإماراتية الواعدة، من خلال التخصصات العلمية الدقيقة، ومنها مجالات الهندسة الكيميائية والكهربائية والميكانيكية والبترولية والطاقة المتجددة وتنمية المجتمعات الذكية والتكنولوجيا الخضراء. وهي فرصة مثالية عبّر الطلاب عن أهميتها كخطوة أولى وثابتة في طريق العمل الميداني وإجراء الأبحاث المتشعبة داخل الشركات اليابانية الأكثر تطوراً في مجالها. ولم يقتصر الوجود في اليابان على المهام التقنية، وإنما تخللته الكثير من المحطات الثقافية، بينها تعلم أساسيات اللغة ورموز التعامل مع أفراد المجتمع ممن يختلفون بعاداتهم وتقاليدهم. تقطير المياه روى الطلبة العائدون من اليابان لـ«الاتحاد» كيف تمكنوا خلال فترة قصيرة، لم تتجاوز الشهرين ونصف الشهر، من تحقيق نظرة شاملة عن التميز الحضاري الذي يلف بلاد التقنيات والتكنولوجيا. وأكدوا أن هذه التجربة ما كانت لتنجح لولا الدعم الكبير الذي تسخره الدولة للارتقاء بالمهارات الشابة على درب التخصص. وقال عبد الله الهنائي، خريج ماجستير هندسة كيميائية من معهد مصدر: «إن الزيارة التدريبية إلى اليابان أضافت الكثير إلى شخصيته وأسلوب تفكيره العملي، ولا سيما أن البرنامج تضمن جولات استطلاعية للتعريف بطبيعة البلاد وتاريخها العريق، مع لمحة مفصلة عن آداب التعامل مع الآخرين وأسلوب الحوار بحسب المنظومة المتبعة هناك. في حين تطلب التفكير بنقل التجربة اليابانية جملة من الأبحاث التي تحتاج إلى الوقت، إضافة إلى دراستها تقنياً داخل الدولة، والتأكد مما إذا كان استخدامها هنا مجدياً اقتصادياً». وذكر أن التدريب الذي أجراه في اليابان كان حول تقنية الضغط لتقطير الماء بالفلاتر بدلاً من البخار كما هو مستخدم في الإمارات. وأوضح أن مهمته كانت الوصول إلى دراسات تمكن من تطبيق الأسلوب الياباني على مياه الإمارات على الرغم من كونها ضحلة بحسب الإطلالة الساحلية على بحر الخليج. وأضاف الهنائي أنه طبق تجارب خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من خلال التقنيات الموفرة للطاقة في محطات تحلية مياه البحر التي توفرها شركة «ميتسوبيشي» للصناعات الثقيلة. وأكد متابعة سعيه في الأبحاث التي من شأنها تعزيز رؤية الحكومة للتنمية المستدامة والحد من التأثير البشري على البيئة. التخصص أولاً وعبرت الطالبة فاطمة ناصر المنصوري، من كليات التقنية العليا، عن سعادتها بالتجربة العملية في اليابان والتي أشبعت شغفها بالتعرف إلى الخبرات العالمية في مجال تخصصها. فهي تدرس الهندسة الكهربائية بسنتها الرابعة، وكانت محظوظة بتمكنها من التدرب داخل شركة yokogawa الأشهر في مجال الكهرباء بالعالم. وهناك توافرت لها المساعدة من قبل متخصصين يابانيين يتقنون اللغة الإنجليزية. وبحسبها فإن أهم ما اكتسبته في اليابان خلاصة التميز الذي يحوط شعبها المنظم والمهني حتى أقصى الحدود. وأوضحت أنه خلال وجودها داخل الشركة اليابانية وفي المختبرات ومعامل التصنيع، اكتشفت الدقة التي يعمل فيها كل شخص في مجال محدد. ولمست أهمية التخصص في إتقان مهمة معينة، إذ لا يكفي أن يلم المهندس أو الطبيب أو الحرفي في شتى الأمور التي تتعلق بمهنته فلا بد من تفرغه للإبحار في تفاصيل تجعله قادراً على تطوير مجاله بما لا يقدر عليه الآخرون. وذكرت المنصوري أن المنهاج الدراسي في شركة yokogawa الكهربائية كان عملياً جداً مع الفوز بالمراقبة الإشرافية واكتساب البيانات، وهو نظام الكمبيوتر المتقدم لجمع البيانات وتحليلها في الوقت المناسب. إضافة إلى تمكنها من مراقبة المعدات في صناعات تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والمياه والنفايات والطاقة وتكرير النفط والغاز والنقل. زيادة المحاصيل وأشار منتصر المنصوري الذي يحضر رسالة الدكتوراه بالهندسة، إلى أنه كان أول متدرب في العالم يتم قبوله في شركة tottori لإعادة تدوير الموارد. وقال: «إن هذه الفرصة الذهبية جعلته يثمن كل دقيقة أمضاها داخل المختبرات اليابانية على أقصى معايير الجودة العالمية». وكانت له تجارب في مجال تخصصه، حيث تعرف إلى أساليب جديدة لم يستخدمها من قبل في الجامعة، حيث أخذ يبحث كيفية الاستفادة منها داخل الإمارات. ومنها منتج شهير يقوم بتوفير المياه وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية. وقال المنصوري: «إن بحثه كان حول هذه المادة وإمكانية استخدامها على أرض الوطن، حيث بدأ تواصله مع عدد من الهيئات المعنية داخل الدولة». من جانبه، أورد مونيهيرو ميشيما، المدير العام لمكتب مركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي، أن برنامج التدريب الداخلي مهم جداً، بحيث تنعكس فائدته على الطلبة الباحثين عن ميادين جديدة لتنمية فطرتهم الفنية والتعليمية والثقافية في الشركات اليابانية المرموقة. ولفت إلى اهتمامه بأن يتمكن الطلبة المشاركون في الدورات التدريبية من تطبيق ما تعلموه في اليابان لمصلحة الإمارات. دورات تمهيدية الطلاب، وبمجرد وصولهم إلى اليابان، انضموا إلى برنامج التدريب الداخلي بشكل تدريجي، تمهيداً للتأقلم مع الأجواء الجديدة. وخضعوا أولاً إلى دورات تمهيدية بالمهارات الأساسية في اللغة اليابانية والأعمال التجارية وآداب السلوك المعتمدة هناك، بعدها تلقوا مجموعة من المحاضرات عن الممارسة التجارية اليابانية وتطبيق «كايزن» الذي يشير إلى «التحسين المستمر» داخل مكان العمل. وكانت جولة للجميع داخل شركة «توتوري» لإعادة التدوير والتي قامت بتطوير تكنولوجيا عبقرية لتحويل مادة الزجاج المعاد تدويره إلى زجاج رغوي، وقد حازت عنها براءة اختراع لاستخدام التقنية في حلول لتوفير المياه وتكييف التربة وإزالة الروائح الكريهة من الهواء. وشملت رحلة الطلبة إلى اليابان زيارات سياحية وثقافية إلى مدينة هيروشيما ومتنزه السلام. شركات مستضيفة تدرب الطلاب في شركات يابانية ذات مستوى عالمي، بينها أي إتش إي، جي سي، ميتسوبيشي إلكتريك، ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، توتوري لإعادة تدوير الموارد وشركة يوكوجاوا الكهربائية. تطور محلي أثبت الوفد الطلابي خلال ورش العمل التدريبية في اليابان التطور في القطاع التخصصي داخل الدولة. وجاءت المشاركات من مختلف الجامعات والأكاديميات، بينها جامعة خليفة، كليات التقنية العليا، معهد مصدر للتكنولوجيا والمعهد البترولي. علاقات تكنولوجية انطلق البرنامج التدريبي المشترك مع مركز «جايس» قبل 6 سنوات، وهو برعاية وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، وقد استفاد منه حتى الآن 58 طالباً إماراتياً. إذ يتولى مركز اليابان للتعاون الدولي تنسيق الإجراءات وتقديم الخدمات والاستشارات اللازمة للطلبة من باب دعمهم مهنياً والمساهمة في بناء علاقات تعليمية وتكنولوجية طويلة الأمد بين البلدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©