فاطمة عطفة (أبوظبي)
كانت الإمارات ضيفة الشرف في المهرجان الدولي للعود الذي نظمته وزارة الثقافة المغربية، بالتعاون مع ولاية تطوان، وشارك فيه عدد من نجوم العزف على العود من مصر، العراق، الأردن، تركيا، فرنسا، اليونان، إسبانيا، ونيبال.
و اختارت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عازف العود الفنان فيصل الساري ليمثل الإمارات في المهرجان.
وبعد عودته من المغرب، منذ أيام التقيناه وتحدث لنا عن أهمية هذا المهرجان الدولي، سواء من حيث «مسرح إسبانيول» التاريخي الذي جرت الفعاليات على خشبته، كصرح معماري بناه الإسبان، أو من حيث الجمهور الحاشد الذي شغل جميع مدرجات المسرح بالطابقين، وفي مقدمة الحضور كبار المسؤولين والشخصيات الأدبية والفنية.
مقطوعات من تراثنا
ويرى الساري أن مهرجان تطوان من أهم المهرجانات التي شارك فيها بعد حفل التخرج من بيت العود، وكان يشعر بمسؤولية كبيرة لأنه كان يمثل دولة الإمارات، إلى جانب كبار العازفين على العود في البلاد العربية، ومنهم العازف الموسيقي ممدوح الجبالي من مصر.
وأوضح الساري أن حفل الافتتاح لم يكن حفلا موسيقياً عادياً وخاصة في حضور جمهور مثقف يتمتع بذائقة فنية عالية، قائلاً: «اقتضى مني التحضير مدة أسبوعين قبل المهرجان، وكنت أقوم بالتمرين ما لايقل عن 12 ساعة في اليوم، كما كان التخت الشرقي الذي رافقني على قدر المسؤولية». ولم ينسَ الفنان الساري أن يشير إلى جو المسرح الفخم الذي يزيد عمره عن 200 سنة قائلا: «شعرت أن جدران المسرح مشبعة بالتاريخ، وهي توحي برهبة التراث وجلاله، فالجدران مزينة بالزخرفة الفنية العريقة في الفن الإسباني الممتزج بالتراث الأندلسي، في هذا الإطار التراثي الجميل يشعر الفنان بأن المسؤولية مضاعفة، وطنية وشخصية، عربية وعالمية، ولابد أن يقدم أفضل ما يستطيع. وحول البرنامج والمقطوعات الموسيقية التي حضر لها الفنان وقدمها في المهرجان قال: «عملت برنامجا يتضمن مقطوعات من تراثنا، منها مقطوعة للفنان علي بن روغة، وإيقاع على فن العيالة، ثم مقطوعات من التراث الشرقي، وأخرى متنوعة بين إقيلم «مالقا» وفن الفلامنكو، وهي مقطوعة جارسيا لوركا، هو الشاعر الذي قدم حياته وفنه للحرية، وبمجرد ذكرت اسم القطعة تفاعل الجمهور معي وأخذ يصفق.
وقد نوهت باختياري لهذه المقطوعات الفنانة الكبيرة سميرة القادري وهي السوبرانو مديرة المركز الثقافي بالمغرب، قائلة: «إن اختيارك ذكي جدا ونابع عن خبرة، لأنه يتناسب مع ذوق الحضور».
«العود في الإمارات»
وبجانب الساري شارك في المهرجان عازفون مغاربة مثل كريم التدلاوي، وكريم القادري، وياسر رامي، وغيرهم.
وبعد تكريم الفنان فيصل بدرع المهرجان، أيضا كرمت وزارة الثقافة الإماراتية وهيئة التراث الفنانين المغاربة والقائمين على تنظيم المهرجان.
وحول ألبومه الجديد الذي صدر بعنوان: «العود في الإمارات»، يقول الساري إنه يضم 10 مقطوعات موسيقية، منها: «السلام الوطني لسعد عبد الوهاب، وصلة علي بن روغة، وصلة جابر جاسم عيد الفرج، ومن التراث وصلة عيالة الإمارات، إضافة إلى وصلة عيالة العين، ألحان جمعة العويضي، ثم قطعة تحية لنصير شمة، وقطعة رقصتي المفضلة لجميل بشير، قطعة زمان النهوند لنصير شمة، ثم وصلة كلثوميات». واعتبر الفنان أن إصدار»سي دي» بالعزف على العود، هو سبق فني يصدر لأول مرة في الإمارات ويقدم تراث الإمارات عزفا على العود.
وبعيدا عن الموسيقى وفن العود، فإن للساري هوايات أخرى يحبها، حيث إنه يحب العزف على الكمنجة، إلى جانب اختصاصه بالعود، ويدرس حاليا العزف على الجيتار، كما أنه يقوم بتربية المرجان وله محبة للبيئة البحرية وهو يمتلك حوضين كبيرين في بيته، واحد للمرجان والثاني للأسماك.
عدد اليوم
