مجوهرات ومرجان·· ولؤلؤ ذهبي يخرج من قيعان البحار

في تايلاند، التي يغلب عليها طابع الحياة البحرية، وتعبق في أرجائها رائحة السمك والروبيان والسلطعون، يكون للشواهد والتحف المعبّرة عن حاضر وتاريخ أنواع الأحياء التي تعجّ بها الشواطئ والقيعان البحرية العميقة، دور تثقيفي وسياحي مهم·· وقد حرصت الدوائر المعنية بالشأن الثقافي والسياحي هناك على إنشاء متحف يضم المجموعات المحفوظة بأسماء أصحابها من روائع الأصداف وبقايا الأحياء التي تعمر البحار والخلجان المنتشرة في كل مكان في جزيرة بونكيت السياحية الشهيرة أطلقت عليه اسم ''متحف ومعرض بونكيت للأصداف البحرية''· وكل عام، تنظم إدارة المتحف معرضاً سنوياً يجتمع فيه الهواة لبيع مجموعاتهم أو لشراء مجموعات جديدة·· وضمّ معرض العام الجاري الذي ينظم في المتحف أكثر من 2000 نوع من الأصداف تشتمل على مجموعة كاملة من أندر أنواع اللؤلؤ ذي اللون الذهبي الذي تفرزه أنواع نادرة من الأصداف ويختلف في مظهره عن اللؤلؤ الأبيض· ويمكن لدارسي علم الجيولوجيا أن يستفيدوا من المعلومات القيمة حول تطور الحياة في العصور السالفة من خلال تفحّص تركيب بعض الأصداف التي تعود إلى أكثر من 380 مليون سنة ومن أهمها أحافير الحيوانات التي تنتمي إلى فصيلة الرأسقدميات cephalopodes والقواقع وأنواع الهياكل الكلسية لحيوان المرجان والرخويات·· ويعود تاريخ بناء المتحف إلى 40 عاماً مضت، وكان يتم إثراؤه بالمعروضات والمقتنيات الجديدة من خلال نشاطات الغواصين وهواة جمع الأصداف والمتبرّعين بنوادر بقايا الأحياء البحرية التي يتم العثور عليها في مختلف المواقع البحرية· ومن ذلك مثلاً أن الأخوين التايلانديين باتاماكانثين طافا معاً بحار العالم بهدف تحقيق عنصر التكامل في رسم صورة معبرة عن تطور الحياة البحرية على مستوى بحار الأرض كلها· وتضم مجموعتهما المنفصلة في معرض بونكيت بضعة آلاف من الأصداف· وتذكر نشرة إعلامية صادرة عن إدارة المتحف أن أكثر المعروضات ندرة تتجسّد في اللؤلؤ الذهبي· وتوجد منه لؤلؤة ثمينة يبلغ وزنها 140 قيراطاً وتعد من قطع المجوهرات الشهيرة على المستوى العالمي، وتم العثور على هذه القطعة على عمق 80 متراً في القطاع البحري المنتشر إلى الغرب من جزيرة بونكيت