السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اختفاء مدارس «صناعة الحراس» في «زمن الاحتراف» !

اختفاء مدارس «صناعة الحراس» في «زمن الاحتراف» !
5 أكتوبر 2017 21:35
منير رحومة (دبي) العديد من الأندية في دورينا يشار لها بالبنان، في تفريخ الحراس، وإثراء كرة الإمارات بـ «أصحاب القفازات»، الذين تألقوا وتميزوا بمهاراتهم وفنياتهم، سواء مع فرقهم أو المنتخبات، مثل الشارقة والشباب والوحدة والعين والفجيرة والإمارات، ومع انتقال كرتنا من «الهواية» إلى «الاحتراف»، تغيرات الأحوال، وتزعزعت بعض الثوابت، وفقد عدد من الأندية موقعه التاريخي، ودوره الفعال على مستوى صناعة الحراس وتقديم أبطال يدافعون عن الشباك. وخلال السنوات الأخيرة نشطت صفقات الأندية مع حراس المرمى، سواء بالتعاقدات أو الإعارات، بحثاً عن العصفور النادر الذي يحرس العرين، وبث الأمان بالخط الخلفي، إلى درجة أن قائمة حراس المرمى، خلال المشهد الأول في دوري الخليج العربي للموسم الجديد، شهدت 8 صفقات، هي انضمام أحمد ديدا إلى الشارقة، وعلي الحوسني إلى عجمان، وسالم عبد الله، وسهيل عبد الله إبراهيم إلى الوصل، وإسماعيل ربيع إلى الإمارات، وإبراهيم عيسى إلى حتا، ومحمد يوسف إلى النصر، بالإضافة إلى إبراهيم عبد الله الكعبي إلى الظفرة. ويرتفع بذلك عدد الحراس في دورينا، ولم يصعدوا من المدارس الكروية للأندية نفسها التي يلعبون معها حالياً إلى 15 حارساً، وفي المقابل نجد 8 حراس تدرجوا عبر المراحل السنية لأنديتهم، ويدافعون عن ألوانها حالياً مثل محمد الشامسي حارس الوحدة الصاعد من أكاديمية «العنابي»، ومحمود بوسندة حارس العين الصاعد أيضاً من أكاديمية «الزعيم»، بالإضافة إلى علي صقر حارس «الصقور» الذي يلعب بدوره منذ المراحل السنية بنادي الإمارات، وجابر جاسم حارس عجمان الموجود مع «البرتقالي» منذ سنوات طويلة، وأيضاً خالد السناني من المراحل السنية لنادي الجزيرة، وزايد الحمادي من المراحل السنية للظفرة، وأحمد شمبيه حارس النصر الصاعد من أكاديمية «العميد»، وحسن حمزة لاعب شباب الأهلي دبي الصاعد من المراحل السنية للشباب سابقاً. ولأن كثرة انتقالات الحراس بين الأندية، في ارتفاع من موسم إلى آخر، حرصنا على البحث في الأسباب، والتفتيش في خبايا الظاهرة، من خلال نخبة من الحراس القدامى الذين يملكون التجربة الكافية والخبرة الكبيرة، لتقييم الوضع والرد على الأسئلة الحائرة. زكريا أحمد: المدربون محبطون لأنهم مهمشون! دبي (الاتحاد) حذر زكريا أحمد العوضي، المحاضر بالاتحاد الآسيوي، من خطورة الوضع الموجود في إعداد الحراس بالمراحل السنية، بسبب افتقاد أغلب الأندية لمدربي حراس في مدارس الكرة، نظراً للصعوبات الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع. وأشار إلى أن مدربي الحراس محبطون لأنهم لا يجدون التقدير أو الاهتمام مادياً ومعنوياً، ورغم حصولهم على مختلف درجات رخص التدريب، وأن نظرة إدارات الأندية إليهم، لا تزال فيها الكثير من التهميش، والتقليل من دورهم، خاصة في ظل الاهتمام الكبير للأندية بالفريق الأول على حساب المراحل السنية، حتى أنه يمكن أن تجد راتب مدرب الفريق الأول، يفوق إجمالي رواتب مختلف مدربي المراحل السنية. ويرى زكريا أحمد أن 80% من مدربي حراس المرمى في مدارس الكرة، بلا برامج فنية يعملون بها، ولا يعتمدون أية معايير علمية في اختيار المواهب الصاعدة، الأمر الذي يجعل الوضع غير مبشر في المستقبل، ويفسر لجوء الأندية للتعاقد مع حراس جدد بالفريق الأول من فرق أخرى، بدلاً من الاهتمام بالعمل القاعدي، ومنح العناية اللازمة بحراس المرمى، حتى يضمن الفريق صعود مواهب في هذا المركز تحمل «المشعل»، وتساعد على تحقيق أهداف فرقها في المستقبل. وقال زكريا أحمد إن دراسته لوضع الحراس في المراحل السنية بالدولة، كشفت عن نقص في المواهب، محذراً في الوقت نفسه من خطر عودة الحراس الأجانب، إذا استمر الوضع على ما هو عليه. انتقد عدم صبر الإدارات محسن مصبح: مركز الحراس آخر اهتمامات الأندية دبي (الاتحاد) انتقد محسن مصبح، حارس الشارقة والمنتخب الأول سابقاً، طريقة عمل إدارات الأندية في زمن الاحتراف، وغياب الاهتمام بمراكز حراس المرمى، مما أدى إلى تراجع بعض الأندية عن دورها التاريخي في تفريخ الحراس، بعد أن كانت مدارس عريقة في تفريغ الحراس، مثل الشارقة والشباب، وأشار إلى أن السنوات الأولى للاحتراف شهدت تغيراً في الاهتمام الإداري بالأندية، حيث أصبح التركيز منصباً على الفريق الأول، وتراجعت العناية بالمدارس وفرق المراحل السنية، وشدد على أن الأندية لا تصبر على المواهب الصاعدة في حراسة المرمى، وتستقدم الحارس الجاهز، سواء بالتعاقد أو الإعارة، بحثاً عن النتائج السريعة. وشدد «سوبر مان» المنتخب سابقاً، على أن كرة الإمارات تشهد حالة «شح» في الحراس، خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثر حتى على المنتخب الأول، بغياب المنافسة على حراسة شباك «الأبيض»، بوجود الأسماء نفسها في مختلف التجمعات والاستحقاقات. وأضاف أيضاً أن الأندية مطالبة بإعادة النظر في طرق اهتمامها باللعبة وخطط العمل، من خلال اعتماد استراتيجيات دقيقة، تضمن العناية بمختلف المراكز، تفادياً للحلول السريعة، والتي تكبد ميزانيات الأندية أموالاً كبيرة. جمعة راشد: البحث عن نتائج سريعة وراء تفضيل «الجاهز» دبي (الاتحاد) أوضح جمعة راشد، حارس الشباب سابقاً، أن الاحتراف العشوائي الذي تعيشه كرتنا، والتطبيق الخطأ للعمل الفني، سواء بالفريق الأول أو بالمراحل السنية، وراء اختفاء مدارس كروية عريقة مشهود لها بتقديم نخبة من أمهر وأشهر حراس المرمى بالدولة، وذلك بسبب ما تشهده اللعبة في السنوات الأخيرة، من بحث الإدارات عن الحلول السهلة والنتائج السريعة، بفضل السيولة المتوافرة من الأموال، وعدم وجود رقابة قوية على عملهم. واعترف بأن أغلب الأندية لا تولي مركز حراسة المرمى أي أهمية في المراحل السنية، وعندما تفتقد البديل المناسب في الفريق الأول، تبحث عن الجاهز، سواء من خلال التعاقدات أو الإعارات. وحذر جمعة راشد من الخلل الحاصل في بناء وتكوين اللاعب الناشئ، حيث يهتم بالمادة منذ مرحلة عمرية مبكرة، ويركز اهتمامه على الفريق الذي يدفع أكثر، بدلاً من التركيز على الجوانب الفنية، والارتقاء بمستواه، والوصول إلى درجات متطورة، الأمر الذي يضع الأندية أمام ضغوط كبيرة، ويدفعها إما للاستجابة لطلبات اللاعبين أو البحث خارج أسوار النادي عن البديل المناسب، وشدد على أن عودة مدارس تفريخ الحراس للعمل من جديد، وتفعيل دورها المعروف، يتطلب صبراً على العمل، ودعماً لقطاع المراحل السنية حتى تهتم بالمواهب الصاعدة وتوصلها إلى الفريق الأول في الظروف المواتية. أكد غياب النظرة المستقبلية وليد سالم: المشكلة «إدارية» وليست «فنية» دبي (الاتحاد) يرى وليد سالم، حارس العين والمنتخب سابقاً، أن كثرة صفقات الحراس، والانتقال من فريق إلى آخر، يعود إلى غياب الحراس الصاعدين من المراحل السنية، وبالتالي فإن المشكلة إدارية وليست فنية، لأن أنديتنا في عهد الاحتراف، ركزت عملها على الفريق الأول، ونسيت المراحل السنية ومدارس الكرة التي تعتبر الممول الأساسي في المستقبل. وشدد على أن غياب النظرة المستقبلية في العمل الإداري أدى إلى تراجع دور الأندية التي كانت تعتبر مدارس تفريخ الحراس، ومصدراً مهماً لكرة الإمارات في تقديم حراس كبار عبر سنوات طويلة، وأشار إلى أن عدم الصبر على إعداد الحراس في المراحل، مقابل البحث عن البديل الجاهز والقادر على المشاركة بسرعة في صفوف الفريق، من شأنه أن يغلق الطريق أمام صعود أو بروز مواهب جديدة لـ «أصحاب القفازات». وأكد وليد سالم أن بعض الأندية سرعان ما عدلت خطط عملها، وصححت الأخطاء التي ارتكبتها في بداية التجربة الاحترافية، في الاهتمام بالمراحل السنية والأكاديميات، منها العين الذي اهتم بحراسه الصاعدين، وبعد التعاقد مع خالد عيسى خلال المواسم الماضية، بدأ التجهيز للمستقبل من خلال الاهتمام الكبير بخالد بوسندة، وداوود سليمان وحمد المنصوري، بما يبشر بجاهزية نخبة قوية من الحارس المميزين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©