الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نوبل للآداب تستقرّ في حجر كازو اشيغورو

نوبل للآداب تستقرّ في حجر كازو اشيغورو
6 أكتوبر 2017 15:13
أحمد عثمان (خاص) كان من الطبيعي بعد الصدمة التي تلقاها غالبية عشاق الأدب العام الفائت لحصول بوب ديلان على جائزة نوبل للآداب، أن تتوجه الجائزة هذا العام لروائي، وعلى الأقل حتى تتبدد الغيوم التي صاحبتها ودعت الكثيرين إلى انتقاد سارة دانيوس، السكرتير الدائم للجائزة، شخصياً... وهكذا، كان هؤلاء العشاق مع كازو ايشيغورو البريطاني- الياباني، 62عاماً، ?الذي «?كشف ?في ?رواياته ?عن ?سلطة ?المشاعر ?الكبيرة، ?عن ?الهوة ?التي ?تقبع ?تحت ?الوهم ?الذي ?نمتلكه ?في ?علاقتنا ?بالعالم»?، ?كما ?قالت ?دانيوس. على كل حال، استقرّت نوبل في حجر الرجل؛ فكانت «ضربة لعصفورين بحجر»: اليابان وانجلترا. ولد كازو اشيغورو في ناجازاكي، عام 1954، ?وانتقل ?مع ?والديه ?إلى ?انجلترا ?في ?عام ?1960 ?حتى ?يتمكن ?الأب ?من ?متابعة ?دراساته ?في ?علم ?الأوقيانوغرافيا. ?وإلى ?اليوم، ?لم ?يزل ?يتذكر ?سنواته ?اليابانية، ?بيت ?العائلة، ?لعبه. منذ روايته «نور شاحب على الروابي» (1980)?، ?فرض ?اشيغورو ?نثراً ?واضحاً ?شفيفاً، ?في ?خدمة ?السرد ?اللحوح، ?الذي ?بلغ ?أوجه ?مع ?رواية «?غير ?المتعظ» (?1995)?. ?روايته ?الثالثة، «?آثار ?النهار»?، ?وسمت ?منعطفا ?مؤكداً. ?وقد ?حازت ?على ?جائزة «?البوكر»?، وتغوص ?هذه ?الرواية ?الرائعة ?في ?قلب ?صيف ?1956، ?ولاقت ?ترحيباً ?كبيراً ?لدى ?النقاد ?والجمهور ?على ?حد ?سواء. ?ترجمت ?إلى ?عدد ?غير ?قليل ?من ?اللغات، ?قبل ?أن ?تعرض ?على ?الشاشة ?الكبيرة ?بتحقيق ?جيمس ?ايفوري. ?ومع ?الوقت، ?شارك ?في ?كتابة ?سيناريو ?بعض ?الأفلام؛ ?هواية ?تتحقق. بين رواية وأخرى، يعكف كازو ايشيغورو على كتابة القصص القصيرة، وبعد تردد كبير وإلحاح من المقربين والناشر، جمع بعض القصص وأصدر مجموعة باسم «ليلي : خمس قصص، من الموسيقى إلى الأفول». إذا صدقناه، فإن لورنا، زوجه الاسكتلندية، هي قارئته القاسية. بعد أن قرأ دوستويفسكي، اتجه إلى «جين أوستن»!، ومن بين الكتاب، يوصي بقراءة ديفيد ميتشيل. كل صباح، حينما لا يسافر، ينهض، يسمع الأخبار في الإذاعة، يتناول إفطاره، قبل أن ينصرف إلى عمله. دوما، يتناول غداءه في البيت. ثم يبدأ عمله ثانية حتى السادسة، من دون الاستماع إلى الموسيقى ولا إلى أي شيء، إلى حد أنه يقرأ «الهيرالد» على دراجته الرياضية في البيت. قال البعض له، مع صدور روايته «بالقرب مني» (2015)?، ?أنه ?يحتاج ?إلى ?جائزة ?بوكر ?ثانية، ?فأجابهم ?بأنه ?حاز ?عليها ?قبل ?خمسة ?عشر ?عاماً. ?إذن، ?يحلم ?الروائي ?بمراهقين ?في ?الريف، ?من ?دون ?آبائهم، ?مترابطين ?إزاء ?التهديد ?النووي. ?رواية ?كلفته ?ثلاثة ?أعوام ?من ?العمل ?الدؤوب. ?حينما ?يجلس ?إلى ?مكتبه، ?يقوم ?كازو ?ايشيغورو ?بالبحث، ?يدون ?النقاط، ?يخربش ?على ?أطراف ?الحوارات ?في ?النص. ?يكتب ?باليد، ?وهذا ?يطمئنه، ?ويجعله، ?كما ?يقول، ?يفهم ?شخصياته ?بسهولة. ?الصفحة ?الأولى ?يتأخر ?قدومها ?في ?مسار ?العملية ?الإبداعية ?لديه. ?حينما ?يسألونه ?لماذا ?يكتب ?رواياته ?دوما ?بضمير ?المتكلم، ?يجيب ?أنها ?عادة ?قديمة، ?ولكنه ?لا ?يرى ?أنها ?شيء ?مهم. ?اختيار ?السارد ?أكثر ?أهمية ?بالنسبة ?له. ?في «فنان ?العالم ?العائم» (?1986)?، ?غيَّر ?الأسلوب ?خلال ?السرد. عن عالمه، لخصته صحيفة «الاندبندنت» جيداً : «ايشيغورو سيد طبقة اجتماعية معينة بامتياز». (بقايا النهار) اشتهر كازو اشيغورو بروايته «ذي ريماينز اوف ذي داي» (بقايا النهار) التي تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح قام ببطولته «أنتوني هوبكنز» و«إيما تومسون». ويمثل منح الجائزة لإيشيغورو هذا العام عودة للتفسير المتعارف عليه للأدب، بعدما ذهبت العام الماضي إلى المغني وكاتب الأغاني الأميركي بوب ديلان.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©