الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشعوذة ·· دوت كوم

الشعوذة ·· دوت كوم
14 فبراير 2009 01:45
دبي - أصبح المشعوذون والدجالون والنصابون على مستوى عال من الاحترافية في ما يتعلق بأساليب الدعاية والإعلان عن أنفسهم، فقد أصبحت لهم مراكز وجمعيات ومواقع على شبكة الإنترنت، كما يستطيع أي بائس أن يبعث لهم على البريد الإلكتروني ليقع في شراكهم ولا يستطيع الفكاك منهم، والأديان تمنع التعامل مع العرافين والسحرة، من أجل هذا السبب يدعي الأدعياء أنهم لا يتعاملون مع السحر والجن، وقد يؤثر ادعاؤهم هذا على الناس الذي لا يتابعون أخبارهم ولا يحاولون تثقيف وتحصين أنفسهم ضد هؤلاء، ولكن هفوات بسيطة تستطيع أن تكشف المدعي والحقيقي· في الشبكة الإلكترونية وفي مراكز التسوق والأسواق، وحيث تكون هناك كثافة نسائية تقوم سيدات بتوزيع منشورات على السيدات يدعي من خلالها أصحابها صنع الكثير من المعجزات، مثل: علاج روحاني إسلامي، الكشف الروحاني مجاني، علاج المرضى بطرق عديدة منها القرآن المجيد والقوة الروحانية، الأعشاب، والأحجار، كما يعدون بكشف الغيبيات وما يتعلق بالخوارق وما وراء الطبيعة، وفوق ذلك يحلون المشاكل المالية والاجتماعية ولهم مواقع الكترونية، كما وضعوا في صحيفة إعلانية: ''إذا كنت تريد أن تعرف الكثير عن برجك وعن شخصيتك ومستقبلك وأصدقائك وأحبائك''، ''ويعني ذلك الاطلاع على الغيب''، وبعد الدخول إلى مواقعهم تكتشف أن هناك معلومات أخرى بعيدة عن القيم الإسلامية كلياً، ولا يمكن أن يتعامل بها إلا السحرة والمشعوذون، وهذه ترجمة لبعض ما جاء في الموقع كإعلان: يوجد في المركز قسم خاص بجميع أنواع وأشكال الأحجار منها الرخيصة ومنها النادرة الثمينة، وعلى سبيل المثال: خرزة الحية- الهدهد- القنفذ- والهبهاب- عرج السواحل- سن الفيل- والتمساح· التاروت وهو عبارة عن 78 بطاقة وهي مجموعة الغموض الكبيرة ومجموعة الغموض الصغيرة، وهي بطاقات للتعرف على ما يختلج في صدرك، والتاروت يقدم للناس حلولاً تقودهم إلى الطريق الصحيح· التاروت سيساعدك في اختيار قدرك بالشكل الذي تريده، نحن نعرض عليك فرصة لتعرف ماضيك ومستقبلك وحلول مشاكلك ونقرأ التاروت فقط بـ 30 دولارا، فأرسل لنا اسمك وتاريخ ميلادك· تجارب أميمة محمد وهي سيدة حصلت على الإعلان خلال تسوقها في أحد المراكز، وبعد شهر توجهت إلى مركز تسوق في إمارة أخرى فوجدت أيضا من يوزع نشرة بذات المعنى، تقول: كل ما تقدم في إعلاناتهم وإعلانات سواهم دليل على أنهم قوم يتاجرون بآلام ومصائب الناس ويجدون لهم ضحايا بالمئات· هؤلاء المئات إما أنهم لا يتابعون الموضوعات التي تحذر من المشعوذين والسحرة والدجالين، ولا تحذيرات رجال الداخلية، وهم في ذات الوقت بعيدون عن الله، والكثير من الناس يثقون في الغرباء دون التفكير فيما وراء ما يقال لهم، بينما هناك البسطاء السذج الذي يصدقون كل ما يسمعون· أميمة لها تجارب مع أدعياء أخذوا منها الكثير مقابل الآلام النفسية والأزمات الزوجية روحانياً، وعند التجربة تجد من يكتب رموزا وطلاسم، ولم ترتدع إلا بعد أن أفلست ولم تجد أية نتيجة، ولاحظت أن معظمهم يعيش في فقر وحواري قذرة· أخبرتنا سيدة عربية من بلاد الشام أنها ذهبت مع آنسة تريد أن تتعرف على الأسباب التي أوقفت عنها العرسان، فذهبت لرجل من بلدها يوجد في الإمارات، وقد سبق الزيارة اتصال لتحديد الموعد وتحديد المطلوب، فاحتال عليها وادعى أن لديه طريقة تكشف الأسباب وقد دفعت مبالغ لكن منذ عام 2003 إلى الآن 2008 لم تتزوج الفتاة ومازالت تسأل وتبحث عن العرافين· آراء المسؤولين قمنا بعرض كل تلك المعلومات من أجل توضيح التلاعب بهموم وقضايا الناس من البؤساء والبسطاء، والذين ينساقون بسرعة خلف من يوزعون إعلاناتهم من أجل العلاج بالأحجار وكشف الطالع والبخت بالورق والفنجان والشاي والكف وعن طرق وسطاء، ومن أجل مزيد من المعلومات الرسمية، قمنا بالاتصال مع المسؤولين والمختصين كل في مجاله حتى يتم تحذير السيدات بالذات من هؤلاء الأدعياء، خصوصاً ممن ينشرون الإعلانات وهم عادة من خارج الدولة ولا سلطة من الدولة عليهم في الخارج· عندما عرضنا المنشورات على ضابط أمن مسؤول قال: هؤلاء خطر يهدد كيان الأسرة في الدولة، وهم ليس لهم مكان بيننا ويعلمون أنهم سيتعرضون للعقوبات التي تندرج تحت قانون أمن الدولة، ولذلك يقومون بنشر أوراقهم الدعائية بالسر لأنهم يعلمون أنهم يرتكبون مخالفة للقانون· وبمقابلة اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي قال: نحن نجرم هكذا أشخاص قانونياً، وهؤلاء الذي وضعوا هذه الإعلانات أو وزعوها، لو كانوا يستطيعون نفعاً لنفعوا أنفسهم، ولكانوا استغنوا بذلك عن تكليف أنفسهم بالإنفاق على طبع منشورات والصرف على المواقع الكترونية· هؤلاء لا يمكنهم الاطلاع على الغيب لكشف المستقبل، ولكن المؤسف أن هناك ضحايا كثيرين يرفضون تقديم أي معلومات عن هؤلاء خوفا من الفضيحة لأنهم استعانوا بهم، وخجلوا لأنهم تم الضحك عليهم، كما أنهم يخشون الزج بأسمائهم في التحقيقات· وردت حالات وعملنا على وضع كمائن وتم ضبط من حاولوا الضحك على الآخرين والمتاجرة بأحلامهم وآلامهم ومشاكلهم، خصوصاً أولئك الذين يدعون حل المشكلات الأسرية والمالية عن طريق مضاعفة الأموال، وآلية عمل هؤلاء تعتمد على التعرف على توجهات الضحية أثناء المقابلة وتحديد اتجاهاته وهم إما بقراءة الأفكار أو الاستعانة بالجان· من القضايا التي ضبط فيها بعض الدجالين أو المشعوذين بعض الأفارقة، الذين يوهمون الشخص بمقدرتهم على مضاعفة مبلغ من المال ليصبح لديه ثروة، فيستولون على مبالغ كبيرة كعشرين ألف دولار أو أكثر وهم يستخدمون في ذلك مادة كربونية، وقد تمت مصادرة هذه المادة كما يظهر في الصورة· أيضا جاءتنا سيدة تشكو من أن رجلاً قام بالاستيلاء على مبلغ 27 ألف درهم من أجل شفاء طفلتيها المعاقتين، وأعطاها ما يدعي أن فيه الشفاء واختفى ولم يحدث الشفاء، وقد تم عمل كمين لهذا الرجل بعد تحريات كثيرة عنه ثم تم القبض عليه· وطالب اللواء خميس المزينة كل من يعرف أي معلومات عن أي شخص يمارس هكذا أفعال أن يقوم بالاتصال بإدارة البحث الجنائي للإبلاغ، وأضاف يطمئن الجمهور أن على كل شخص لديه معلومات ويخشى أن يقدمها خوفاً من أن يوضع اسمه ضمن التحقيق، أو يتعرض للمثول كشاهد أن يطمئن· عن رأي الطب النفسي في هذا الموضوع تحدثنا إلى الدكتور مدحت الشريف- اختصاصي الطب النفسي في دبي فقال: موضوع اللجوء للساحر أو من يدعون عمل السحر من الدجالين والمشعوذين موجود في كل المجتمعات العربية، وليس مقتصراً على بلد محدد، وانجذاب الناس للعلاج الروحاني بعيداً عن العلاج النفسي ليس بالجديد، ورغم التطور الهائل للطب النفسي إلا أن هناك من يعتقد بأن الطب النفسي للمجانين والمخبولين والمعقدين·· يأتي ذلك من قصور في الفهم وعدم اطلاع، ويجب أن نعرف أن العلاج الديني لا يلغي العلاج الكيميائي، كما يجب أن يعرف الناس أن الأدوية التي توصف لتجاوز أي محنة نفسية قد تطورت، ولابد من أن يكون هناك عمل مشترك بين رجال الدين وبين أخصائيي الطب النفسي حتى نسد الباب في وجه الدجل والشعوذة· الشيخ الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد- مدير دائرة الإفتاء في دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي يوضح: المراد بالعلاج الروحاني، الرقية بالكتاب أو السنة أو الأذكار النبوية والمأثورة، فإن كان ذلك هو المراد فإنه لا باس به شرعاً وعقلاً، فإن الله تعالى قد جعل الشفاء في القرآن الكريم كما قال سبحانه وتعالى: ''وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين إلا خسارا''، ومازال السلف من الأمة يسترقون بالقرآن ويتعالجون به، من لدن عصر الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا، وهناك قصص كثيرة عن رقية أصحاب رسول الله ورقيته عليه الصلاة والسلام وذلك ثابت في الكتب الصحيحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©