الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحياء فضيلة إسلامية.. ثمارها طيبة في الدنيا والآخرة

5 أكتوبر 2017 23:18
القاهرة (الاتحاد) وصف علماء الدين الحياء بأنه خلق نبيل لا يأتي إلا بخير، حيث يبعث دوماً على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق أصحاب الحقوق، مشيرين إلى أن له فوائد عظيمة وخصالاً جليلة تتمثل في هجر المعصية خجلاً من الله سبحانه وتعالى، والإقبال على الطاعة بوازع الحب لله عز وجل، ويكسو المرء الوقار فلا يفعل ما يخل بالمروءة والتوقير، ويدفع المرء إلى التحلي بكل جميل محبوب، والتخلي عن كل قبيح مكروه. وأوضح العلماء أن للحياء صوراً عديدة، أبرزها الحياء من الله تعالى، ويكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره، وهو أعظم صور الحياء، ويكون بأن لا يقابل العبد إحسان الله ونعمته بالإساءة والكفر والجحود والطغيان. أوضح د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإسلام يحث المسلم على أن يكون عفيفاً، وأن يكون الحياء من أبرز سماته وأخلاقه، مؤكداً أن الحياء من الإيمان، والإيمان عقيدة المسلم وقوام حياته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»، وسر كون الحياء من الإيمان أن كلاً منهما داع إلى الخير، وصارف عن الشر، حيث إن الإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي، والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق. كما يمنع الحياء من فعل القبيح اتقاء للذم والملامة، ومن هنا كان الحياء خيراً، ولا يأتي إلا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «الحياء لا يأتي إلا بخير». ووصف د. جمال نصار، الباحث في فلسفة الأخلاق الحياء بأنه خلق نبيل يبعث دوماً على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق أصحاب الحقوق، وقد حث الإسلام على أدب وخلق الحياء في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، «سورة القصص: 25»، وهذه الآية تتحدث عن حياء ابنة شعيب عليه السلام حين جاءت إلى موسى عليه السلام تدعوه إلى أبيها ليجزيه على صنيعه، فجاءت إليه تمشي على استحياء، فمن شدة حيائها، قد فاض حياؤها حتى ملأ الأرض حياء. أما الداعية الإسلامي د. خالد بدير بدوي، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، فقال: الحياء من الخصائص التي حبا الله بها الإنسان، ليبتعد عن الذنوب والمعاصي والشهوات، فالحياء خلق يكف العبد عن ارتكاب القبائح والرذائل، ويحثه على فعل الجميل، وعن قرة بن اياس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله، الحياء من الدين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل هو الدين كله»، وقال ابن القيم: من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه، فقد جاء في الحديث الصحيح «الحياء خير كله»، وقال عمر رضي الله عنه: من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©