الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حرفيات إماراتيات.. يدهشن زوار «زايد التراثي»

حرفيات إماراتيات.. يدهشن زوار «زايد التراثي»
24 يناير 2018 23:30
أحمد السعداوي (أبوظبي) الحضور النسائي في مهرجان الشيخ زايد التراثي لافتاً خلال 55 يوماً، منذ انطلاق فعاليات الحدث التراثي الكبير في الأول من ديسمبر الماضي، عبر الكثير من الأنشطة التي قدمنها، وأثبتن من خلالها قدرتهن على حمل راية الهوية الإماراتية، ونقل تراث الآباء والأجداد، من حرف تقليدية ومشغولات يدوية، ومأكولات إماراتية عصرية بلمسة عراقة مميزة، وغيرها من نماذج تراثية فريدة، أدهشت الزائرين بما احتوته من مهارة الصنع والأصالة التي انتشرت ملامحها في ساحات المهرجان، بفضل جهود نساء الإمارات، التي ساهمت في توصيل رسائل التراث إلى زوار المهرجان على مدى أيامه المقرر أن تنقضي في السابع والعشرين من يناير الجاري. لمسة إماراتية وتقول مروة أحمد المشجري، التي تقدم منتجات الحلوى: «إنها تفخر بالمشاركة في فعالية مهمة بحجم مهرجان الشيخ زايد التراثي للعام الثاني على التوالي، إذ قدمت ألواناً عديدة من الحلوى العصرية الممتزجة بلمسة إماراتية، تجعلها مختلفة عن جميع المنتجات الموجودة في السوق، حيث تخصصت في صنع «كعكة الحليب بالزعفران» و«كعكة الجبن»، وغيرها من النكهات المرتبطة بالبيئة الإماراتية، التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور، وهذا يشجعها بالتأكيد على السعي للمشاركة في النسخة القادمة من المهرجان، خاصة في ظل الرعاية التي وجدتها هي وزميلاتها العارضات لنماذج التراث الإماراتي من قبل إدارة المهرجان، التي وفرت مساحات مناسبة لعرض ما لديهن من منتجات، إضافة إلى حسن تنظيم أجنحة المهرجان كافة، ما يسهل على الزائرين مطالعة المعروضات كافة، وفي الوقت ذاته توافرت كل سبل الراحة للعارضين على مدى أيام المهرجان التي قاربت شهرين». فاطمة عبد الله، التي تخصصت في صناعة سف الخوص، أكدت أن مشاركتها ضمن فعاليات زايد التراثي، وغيره من المهرجانات التراثية، تعتبر واجباً عليها وعلى كل أبناء الإمارات، بضرورة المساهمة في التعريف بموروثنا الغالي، والعمل بما قاله المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل، وبالفعل فإننا نعتز بالحرف القديمة سواء سف الخوص أو غيرها من أساليب الحياة التي عرفناها من «زمن أول»، وكنا نمارسها قديماً من أجل التكسب والعيش، وإلى الآن نحافظ عليها، لأنها جزء من تاريخنا، وتحكي للأجيال الجديدة والعالم، كيف كانت الإمارات قديماً وإلى أين صارت؟، بفعل جهود «الأولين»، وسير الأبناء على طريق الآباء والأجداد، لأن هذا الطريق الذي سيحفظ لهم هويتهم، ويرفع مكانتهم بين دول العالم. وأفادت بأنها في غير أوقات المهرجانات تمارس هذه الحرفة في العديد من مؤسسات المجتمع المعنية بالتراث، حيث تعلم الفتيات الصغيرات على كيفية التعامل مع منتجات النخلة كافة، وليس فقط الخوص، وبالفعل زارت العديد من المدارس، وشاركت في ورش عمل متنوعة مثل تلك التي يشاهدها الجمهور في مهرجان زايد، والتي تنقل التراث إلى الجمهور مباشرة وتعرفهم بالكثير من تفاصيله وأسراره التي تعلمناها من الكبار حين كنا صغاراً. حرف تراثية الوالدة آمنة محمد الرميثي، الحائزة لقب الأم المثالية في الإمارات 5 مرات، تذكر أنها على علم بكثير من الحرف التراثية، وأن أكثر اهتمامها بصناعة الملابس التقليدية الإماراتية وتزيينها باستخدام التلي والزري، لافتة إلى أن عملية تطريز الملابس المسائية تسمى «تخوير»، ويكون ذلك باللونين الذهبي والفضي، معتمدة على أقمشة معينة تمنح الثوب الإماراتي العراقة المعروف بها، ومنها بوقليم، بوطيرة، بوتيلة، بو كازوة، بوتيلة، كما تصنع الشال بأشكاله المختلفة، وكذا الأثواب المنزلية، حيث تتميز الملابس النسائية بالألوان المزركشة، فضلاً عن العباءات التي تجذب الكثيرين إليها خاصة من السائحات، لشرائهن هدايا يعدن بها إلى الأهل والأصدقاء. أم أحمد، أوضحت من جانبها أنها تخصصت في عمل العطور والدخون، التي لا يخلو بيت إماراتي منها، وتقدم أنواعاً مختلفة منها، لأنها تستخدم على مدار العام وليس فقط في المناسبات، ويتم صنع العطور باستخدام والزعفران، والصندل، والزباد، الريحان، وماء الورد، والمسك، والعنبر، وغيرها من المكونات التي يعرفها أهل الإمارات جيداً، ويحرصون على التعطر بها سواء للملابس أو الفراش، لافتة إلى أن تعطير المرأة في يوم الزفاف يكون بشكل مختلف، حيث تستخدم «المخمرية»، وهي مزيج من العطور العربية مع الزعفران على هيئة عجين يتم وضعه في طاسة وتخزينه مدة شهر تقريباً، بعدها يتم إخراجه وتعطير البيت والملابس. وأشادت بالدعم والمساندة التي تجده سيدات الإمارات من مختلف الجهات في الدولة، ومنها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي عملت على توفير محال كثيرة ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي، تشجع من خلاله النساء على عرض إبداعاتهن، وتحقيق فرص أكبر للنجاح في أعمالهن الخاصة، وفي الوقت ذاته تعزيز ملامح التاريخ والتراث الإماراتي ونقله إلى الآخرين في أجمل صورة. مهارة وإتقان عائشة الجابري، قدمت نماذج مبهرة من المشغولات والحلي النسائية الإماراتية، وقالت عن مشاركتها: «إن «زايد التراثي» له أهمية خاصة عند جميع العاملين في التراث، وتستعد له بشكل مميز، وتحاول إظهار أفضل ما لديها من مهارة وإتقان في الحلي كافة التي تعرضها، والتي عرفتها المرأة الإماراتية منذ مئات السنين، وما زالت تعتز باستخدامها وارتدائها إلى يومنا هذا، خاصة في المناسبات السعيدة والأفراح، ومن هذه المعروضات «المرتعشة»، قلادة عريضة تتدلى منها سلاسل ذهبية طويلة يتم تزيينها أحياناً بأحجار كريمة، «الطاسة» تكون بشكل دائري أعلى الرأس تتدلى منها سلاسل تنتهي بحبات من اللؤلؤ تزيد من جمالها، «المرية» عبارة عن قلادة طويلة بأشكال مختلفة تتدلى من العنق، «الطبلة»، «الكف» عبارة عن 5 خواتم ذهبية الشكل مرتبطة بسلاسل موصولة بسوار في معصم اليد، «المحزم» حزام ذهبي يلبس حول الوسط في مناسبات مختلفة، وغيرها من الحلي التي تعكس اهتمام المرأة الإماراتية بزينتها وأناقتها منذ القدم، ولا تزال الكثير منهن يستخدمن هذه الأنواع المختلفة من الحلي حتى يومنا هذا». «خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية» تعرض منتجات 121 أسرة تولي مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الحضور النسائي في مهرجان الشيخ زايد التراثي اهتماماً كبيراً، حيث تعتبر شريكاً إستراتيجياً للعام الرابع على التوالي، مسخرة كل ما تملك من دعم وخبرات لما فيه تقدم المهرجان، حيث أصبح من العلامات المهمة على الخريطة السياحية للدولة، حيث تتكفل المؤسسة بالتكاليف المالية لأجنحة 24 دولة مشاركة مع التسهيلات اللوجستية. ويعتبر الحي الإماراتي الذي يضم 121 محلاً، تعرض منتجات 121 أسرة، واحة إماراتية بامتياز، ترى فيها كل ما يخص التراث من حرف يدوية ومهنية وأكلات تراثية تعكس العادات والتقاليد الإماراتية، وحرصت المؤسسة على وجودها لعرض منتجات متفردة من الأعمال اليدوية من سف خوص ومنتجات سدو ودخون وعطور وملابس نسائية، وغيرها. كما يضم جناح المؤسسة متحفاً يوثق إنجازاتها المحلية والدولية في العمل الإنساني في بناء المدارس والمساجد والمستشفيات، بالإضافة إلى ورشة لتعليم الأطفال فنون الرسم والتلوين ولغة الصم وكتب للقراءة، وورشة تراثية تضم خمس حرفيات يعلمن الزوار حرف الخوص والسدو والكاجوجة والغزل، ويلتف الزوار حولهن لتعلم أساسيات كل حرفة وممارستها عملياً في الجناح. وتنظم المؤسسة مسابقة لطبخ الأكلات الشعبية طوال الأسبوع، تتضمن 8 مسابقات، منها القرص والتمر واللبن والبزار والدهن، وغيرها، وتقام كل مسابقة على مدار سبعة أيام، ليتم التحكيم في اليوم الثامن، ومنح الفائزات جوائز نقدية تبدأ من 10 آلاف للمركز الأول، كما أن المؤسسة حرصت في الدورة الحالية من المهرجان على توظيف 50 منسقاً إماراتياً شاباً طوال فترة المهرجان . ورش عمل متخصصة في صناعة الملابس التراثية تشرح آمنة محمد الرميثي، أن صناعة الملابس التراثية تتطلب ذوقاً في من يمارسها، وعليه، أن يضيف عليها بعض اللمسات العصرية حتى يشجع الأجيال الجديدة على استعمالها وارتدائها في مناسبات متنوعة، ولا تكون فقط مجرد ملبوسات تراثية من الماضي القديم، وهو ما نجحت فيه بالفعل والحمد لله، وتعمل على نقل خبرتها الطويلة في مجال التراث إلى الجيل الجديد من فتيات الإمارات سواء في محيط العائلة أو خارجها، عن طريق المشاركة في الفعاليات المختلفة، وإقامة ورش عمل متخصصة في التراث الإماراتي، خاصة في أوقات العطلات الدراسية حيث يكون الإقبال كبيراً بين الفتيات الصغيرات، بتشجيع من أهلهن حتى يتعلمن أشياء تفيدهن في الحاضر والمستقبل، ويقمن بدورهن مستقبلاً بحفظ هذا الموروث ونقله إلى الأجيال اللاحقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©