السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرعية اليمنية تواجه العبث الأممي.. وخارطة ولد الشيخ تمكين لإيران

الشرعية اليمنية تواجه العبث الأممي.. وخارطة ولد الشيخ تمكين لإيران
19 نوفمبر 2016 21:14
ماجد عبدالله (عدن) يواصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ مباحثات السلام للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلد جراء الانقلاب الذي تتزعمه ميليشيات الحوثي الانقلابية وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح منذ 21 سبتمبر 2014. أكد اللواء صالح عبيد أحمد، مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لـ «الاتحاد»، أن قوى الانقلاب لن تلتزم بالانسحاب من العاصمة صنعاء، كما صوره المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ في خارطة السلام التي قدمها مؤخراً من أجل التوافق عليها. وأضاف أن الحوثيين سينسحبون من صنعاء وفقاً للخارطة بطريقة شكلية، وسيعودون إليها خلال ساعات أو أيام، والأسلحة التي سيسلمونها في صنعاء وتعز والحديدة ستكون مقتصرة على بعض الأسلحة التي أصابها الإهلاك والقدم، في المقابل سيحتفظون بما لديهم من مخزونات استراتيجية في محيط صنعاء وصعدة من أجل الانقلاب مرة أخرى. وأضاف المستشار اليمني أن خارطة ولد الشيخ تشرع للانقلاب من خلال البند الخاص بتفكيك السلطة الشرعية، وتؤسس عملياً لتنحية الرئيس المنتخب مع إبقاء الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح والإجراءات كافة التي اتخذوها في مؤسسات الدولة والجيش والأمن. وأشار إلى أن الحوثيين، ميليشيات تتبع طهران وتستمد أسلحتها وقوتها منها من أجل البقاء في المنطقة وتنفيذ أجندتها، موضحاً أن مبادرة المبعوث الأممي تضع مسوغات أممية لاختطاف الدولة، وتمكين الطرف الذي تسبب في هذه الحروب والموت والدمار في اليمن. وأضاف اللواء صالح عبيد أحمد، مستشار الرئيس اليمني، أن الشرعية بهذا تواجه تحديات جادة، وعليها أن تبدأ العمل الفوري على تقديم رؤية تبين خطورة ذلك المنحى الذي رسمته خطة ولد الشيخ، وتعمل على تغيير صيغتها الحالية، خاصة تلك التي تساوي مبدئياً بين الشرعية والانقلاب كطرفين متكافئين، وأن تعيد روح المبادرة بالتعاون مع التحالف والأطراف الدولية إلى وضعها الطبيعي لمعالجة الشق الأمني أولاً كأرضية لأي توافق سياسي لاحق. وأشار إلى أن الكل يعلم ما يعني الشق الأمني الخاص بالانسحاب، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة كاملة، وإعادة أجهزة الدولة المختطفة، وتفكيك المليشيات الانقلابية. ودعا عبيد السلطة الشرعية إلى السير بخطوات عملية لمواجهة هذا الوضع المستجد سياسياً وشعبياً، والحال تبدأ في تفعيل مؤسسة الحكومة وتطبيع الحياة في المناطق المحررة وتفعيل قطاعات الاقتصاد المنتج وتأمينه، وكذلك ترتيب وضع البنك المركزي ودعمه بالموارد لكي تتمكن الحكومة من الإيفاء بالتزاماتها، واستيعاب المقاومة في إطار الجيش الوطني بصورة مهنية ومتكاملة، إلى جانب تنشيط الجبهات بشكل فعال، وأن يتفرغ المسؤولون لإسنادها، كل في محافظته، وأن تسخر الأحزاب أنشطتها للمواجهة، وتبتعد عن الصراعات المتعددة الجوانب. لا إملاءات وأكد أن على الحكومة عدم الخضوع لأي إملاءات من الأحزاب السياسية التي تحاول فرض فيتو محدد لعدم تطبيع أوضاع مناطق بعينها أو تحاول تشتيت الجهود وتوظيف مجريات الحرب لمصالحها. وحول موقف الرئيس هادي ومما تضمنته مبادرة ولد الشيخ بخصوصه، أكد عبيد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس منتخب ويمثل المرجعية الوحيدة، وعلى الجميع الالتفاف حوله، بغض النظر عن أي خلافات حول المآلات المستقبلية، لأن اللحظة لا تقبل الآن أي تهاون في المواقف. الشرعية مرجعية ومظلة للجميع ويتطلب من الجميع إسنادها عملياً، ما لم ستنهار أوضاع كثيرة وتتفكك جبهات مهمة، فالجنوب سيذهب إلى المجهول قبل أن يرتب أوضاعه الأمنية، وكذلك الشمال سيسقط كاملاً في غضون وقت قصير في يد المخلوع صالح والحوثي، وسيعود الجميع إلى مربع صفر، ولكن هذه المرة بعد أن جرب الحوثي وصالح مرارة الحرب وخرجوا منها سالمين. وأضاف: «هناك حاجة ماسة لمواجهة العبث الأممي بالشأن اليمني، من خلال خطوات موضوعية مدروسة على مستوى المواجهات في الجبهات، وعلى مستوى تطبيع الحياة في المناطق المحررة وتثبيت الأمن فيها، وهذا لن يأتي دون أن يعمل الجميع، كل في مجاله، أي الحكومة الشرعية والأحزاب والأفراد، لتصبح هناك قاعدة حقيقية للشرعية لا يستطيع أحد تجاوزها إلا وفق خطط سلام حقيقية يقبل بها الجميع، وتشتمل على حلول للنزاعات الداخلية كافة». وأوضح اللواء صالح عبيد أحمد، مستشار الرئيس اليمني، أنه من دون ذلك، فإن العالم ينظر للشرعية كأنها جهاز بيروقراطي مهاجر لا يمتلك قواعد مادية وعسكرية وأمنية موحدة ومنظمة، وليست لديه قوى وازنة وفاعلة، ويمكن استبدالها بشخص توافقي مؤقت يُبقي على الانقلابيين بكامل عدتهم وأعدادهم وهيئاتهم وجيوشهم وزعمائهم، وتلك الكارثة الكبرى. وفيما يتعلق بالجنوب المحرر من سيطرة الانقلابيين، قال إن الجنوب تحرر وقدم تضحيات كبرى، ولكن لم يستطع بعد لملمة أوضاعه وتوحيد صفوفه، ولا يزال بحاجة إلى أسس متينة للأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لكي لا يبقى عرضة لأي انتكاسة، خاصة أن هناك خلايا أمنية ممولة من قبل نظام المخلوع وأخرى إرهابية مُستنفرة في مخابئها، وهذا ما يجعل أبناء الجنوب بحاجة ماسة في الوقت الراهن إلى مرجعية يستظلون بها، وهذه المرجعية حالياً لا توجد سوى في السلطة الشرعية، وقد تبين ذلك بصورة جلية في الدعم الشعبي الكبير في عدن والمحافظات المحررة لموقف الرئيس هادي. وعن مطالب الجنوب المشروعة وتحقيقها، أشار عبيد إلى أنه لا يمكن تحقيق المطالب المشروعة للجنوب دون فهم الخطوات الموضوعية موحدة، وفي ظل الشتات الذي يتجلى بصورة مؤسفة في منابر التواصل الاجتماعي، حيث يفرد البعض عضلاتهم المناطقية هنا وهناك بشكل عبثي، ولهذا على الجنوبيين أن يدركوا حساسية أوضاعهم، وكيف يتعاملون مع الشأن اليمني العام وفق أولويات مدروسة، ويواجهون التحديات بسياسات حكيمة ومنطقية، ويعدون أنفسهم بشكل هادئ للمجاهيل القادمة. واختتم اللواء صالح عبيد أحمد، مستشار الرئيس هادي، أن اليمن يمر بمخاض صعب، والجهود الدولية لم تعد مأمونة، لهذا مطلوب من الجميع في الجنوب والشمال اليقظة التامة، فالشرعية هي الحائط الذي يجمعهم ويسندهم، وإذا تفككت تفككوا، ويسهل على الخصوم المدعومين بقوة من إيران أن يضعوا أيديهم على السلطة لاحقاً، وبشكل تدريجي، وربما في أحسن الأحوال سيعقدون صفقات مهينة مع بعض القوى والأحزاب كتلك التي حصلت حين سقطت صنعاء في سبتمبر 2014 وربما أفظع منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©