أتعجب كثيراً عندما أرى أحد السفهاء يتجمهر عليه المعجبون للتصوير معه. يخرج في ليلة وضحاها أحد السفهاء في شبكات التواصل الاجتماعي، ويشتم فلان، ويضحك على فلان، ويهزأ من فلان، ويرقص على مروءته الناقصة، وتُفاجأ بأنه أصبح محبوب الجماهير والقنوات.
هؤلاء السفهاء لم يصنعوا أنفسهم، ولكن صنعهم جهلنا الذي رفع السفهاء للسماء وحفر قبوراً للعقلاء والحكماء.
نصفق لهم فيفرحون ويزيدون فوق سفاهتهم سفاهة. ولو وضعته في حوارٍ أو نقاشٍ ما لتلعثم فمه وتصبب جبينه عرقاً لجهله بما يعرفه العقلاء. جامعيون ومثقفون وخبراء وعلماء وأصحاب شهادات عديدة لا يعرفهم أحد ويخرج من بين الزحام الجاهل الذي يمتلك شهادة الجهل بامتياز مع مرتبة الشرف، والذي لا يفقه في حياته سوى الضحك على نفسه وعلى الآخرين ويشتهر ويعرفه الناس.
وااا أسفاه، ما كان أباؤنا وأجدادنا بعلمهم القليل هكذا، بل كانوا حكماء في أقوالهم وأفعالهم. وأن أكون دكتوراً في منزلي ولا يعرفني أحد خير من أن أكون مشهوراً في كل العالم بسفاهتي وغبائي.
محمد بن يعقوب المنصوري