علاء المشهراوي، وام (غزة) - حذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» الفلسطينية، أمس، من أن المسجد الأقصى المبارك يمر بمرحلة مصيرية ومفصلية في ظل تزايد الدعوات الإسرائيلية إلى هدمه، حيث وصل الأمر إلى وضع خرائط ومخططات، وتجهيز أدوات لبناء «الهيكل الثالث» اليهودي المزعوم على أنقاضه.
وقالت المؤسسة إن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بثت، مساء أمس الأول، تقريراً تسجيلياً حول مراحل بناء الهيكل المزعوم، إضافة إلى وجود خرائط ومخططات تفصيلية جاهزة لإقامته وتحضير أدواته في أماكن متعددة، بينها «معهد الهيكل» المقام قرب المسجد، لنقلها مباشرة إلى موقع المسجد بعد هدمه.
وأظهر التقرير التلفزيوني الذي أعده مراسل القناة حين تسلل إلى المسجد الأقصى قبل بضعة أيام بحراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبمشاركة عدد من المستوطنين اليهود والصحفيين الإسرائيليين، وقام بتوثيق اقتحامه وتدنيسه من قبل أولئك، صلوات يهودية وشعائر تلمودية تقام في عدد من مرافقه. وصرح أحد المستوطنين المتطرفين، في التقرير، بأنه يزور «جبل الهيكل» ليلة زفافه وكان يتمنى أن يقيم شعائر زواجه كاملة في المسجد الذي يسميه اليهود «جبل الهيكل». وأضاف «يجب رفع وإزالة الأوساخ من هذا الموقع». وأشار إلى مسجد قبة الصخرة المشرفة مراراً، وقال «إن هذا المبنى مؤقت، ولو كانت هناك حلقة في أعلاه، لأمكن رفعه وإزالته حتى يُبنى الهيكل بأسرع وقت ممكن».
من جانب آخر، زار رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله القدس الشرقية المحتلة، حيث تفقد مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية والمسجد الأقصى المبارك برفقة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس ووزير شؤونها عدنان الحسيني، ووزير الصحة الفلسطيني جواد عواد. وقرر الحمدالله تشكيل لجنة مشتركة من عواد ومسؤولي جمعية المقاصد الخيرية وإدارة مستشفاها لحل مشكلات المستشفي المالية والإدارية كافة. وأدى صلاة الظهر في المسجد الأقصى، واستمع من رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، ومدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي، إلى شرح واف عن انتهاكات سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين لحرمة المسجد وجهودها لتهويد القدس. وقال، في تصريح صحفي، «إن القدس هي عنوان القضية (الفلسطينية)، وصمودها وصمود مؤسساتها وإنسانها من أهم أولويات القيادة الفلسطينية والحكومة الجديدة، وإن مستشفى المقاصد يمثل قيمة كبيرة في الصمود والعطاء المقدسي ويجب الحفاظ عليه».
ميدانياً، اقتحم مستوطنون متطرفون وصحفيون إسرائيليون ساحات المسجد الأقصى المبارك وتجولوا فيها وقاموا بتصوير جميع مرافقه. وحطم مستوطنون نحو 25 شجرة زيتون واعتدوا على منزل فلسطيني في قرية قصرة جنوب شرق نابلس. واعتقلت قوات الاحتلال الشابين رامي مصطفى الهيموني وبسام صالح النجار خلال حملة تفتيش شنتها في الخليل.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن المدعي السابق في المحكمة الدولية التي خصصت لمعاقبة مجرمي الحرب في يوغوسلافيا السابقة مروان دلال قدم إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يوم 9 يونيو دعوى ضد 10 مسؤولين إسرائيليين سابقين بتهمة قتل المدنيين وخرق القانون الإنساني الدولي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.
وقالت الصحيفة إن دلال طلب من المحكمة فتح التحقيق في جرائم إسرائيل في العدوان بوصفها جرائم حرب تستوجب العقاب. وأوضحت أن أبرز المسؤولين المتهمين بارتكاب تلك الجرائم هم وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ورئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ونائبه حاييم رامون ووزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الأسبق يوفال ديسكين ورئيس هيئة أركان الجيش جابي أشكنازي وسلفه دان حلوتس وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق يؤاف جالنت.
عدد اليوم
