محمد عيسى:
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارت تنطلق ظهر اليوم الملحمة البحرية التراثية الكبرى على ضفاف الخليج قبالة سواحل العاصمة أبوظبي بمشاركة أكثر من ألف وخمسمائة بحار ونوخذه سيتسابقون للظفر بناموس سباق الضبعية للمحامل الشراعية فئة 43 قدماً، ويشارك في السباق الكبير أكثر من مائة وستين محملاً قصدوا العاصمة من مختلف إمارات الدولة،وقضوا ليلة أمس في جزيرة الضبعية بعد أن حطوا رحالهم بها لوضع لمساتهم الفنية والتحضيرية النهائية قبل الانطلاقة وإجراء عملية الفحص الفني التي قامت بها اللجنة الفنية برئاسة الخبير البحري أحمد مانع للتأكد من التزام البحارة والنواخذه بالمواصفات والشروط الخاصة،وضمان عدم تجاوز أي محمل لأي شرط من الشروط الأساسية للمحامل والبحارة على حد سواء،وقامت اللجنة يوم امس بإجراء الفحوصات الفنية اللازمة على الآلة والمحامل، وقد اجتازت المحامل المائة والستون الفحص الفني من دون تسجيل أي مخالفة، وهو ما يعكس درجة التجاوب من النواخذه مع القرارات المنظمة ولوائح المشاركة في السباقات البحرية التي دخلت عهد جديد منذ فترة بالشروط واللوائح الجديدة والتي حرصت على تأمين سلامة المشاركين والبحارة في المحامل، وإظهار السباق بالصورة اللائقة مع الحفاظ على هوية المحامل التراثية وصبغتها وأشكالها وذلك لتحقيق أهداف النادي بالحفاظ على مهنة الآباء والأجداد والأنشطة التراثية·
وينطلق السباق من قبالة سواحل جزيرة الضبعية وحتى مدخل كاسر الأمواج على كورنيش العاصمة أبوظبي لمسافة تقدر بخمسة عشر ميلا بحريا ما بين منطقة جزيرة الضبعية ومنصة التتويج، حيث من المقرر أن يقوم سمو رئيس النادي وفي لفتة كريمة معتادة منه بتكريم وتتويج الفائزين بالمراكز الأولى في السباق حيث أعدت إدارة النادي للفائزين جوائز ماليه وعينية كبيرة تشجيعا لهم وتقديرا لمجهوداتهم بإحياء التراث البحري الأصيل وتواصل هذه الرياضة التي تحظى بكل اهتمام ودعم رسمي وشعبي وإعلامي·هذا وقد استكملت اللجنة المنظمة للسباق واللجان الفرعية كافة الاستعدادات والإجراءات التي من شأنها إقامة سباق مثالي وناجح تحت شعار (سباق القمة ) كما استكملت أعمال الفحص الفني للمحامل يوم أمس ومتابعة شؤون البحارة في مخيم الضبعية التراثي·
وسيزخر سباق المحامل الشراعية فئة 43 قدماً بقوة وتنافس شديد متوقع من المحامل المشاركة التي سيكون هدفها ناموس السباق والظفر باللقب الغالي خاصة من البحارة من ذوي الخبرات والمهارات في عالم البحر وبين نخبة ممتازة من البحارة الشباب حيث يتنافس فرسان البحر على ( الناموس ) وإنجاز الفوز باجتياز خط النهاية في مهرجان بحري أصيل يشكل يوما لفرح البحر والأشرعة البيضاء،لتؤكد إدارة النادي بتوجهاتها الجديدة التمسك بتراث الآباء والأجداد في محاولة لتطوير هذه الرياضة وتواصلها واستقطاب أعداد ومحامل جديدة لتواصل هذه الرياضة التقليدية وفق أصول ومعطيات تسعى لترسيخ الجوانب الأصيلة في حياة المجتمع المعاصر حيث سجلت الجهود استقطاب المزيد من المحامل التي تم تسجيلها رسميا لدى النادي في كافة الرياضات البحرية · أما اختيار منطقة الضبعية التي صارت ملازمة لسباقات النادي البحرية كنقطة للتجمع والانطلاق فله أهمية قصوى كتقليد سنوي يحتفل من خلاله البحارة والنواخذة بحياة البحر وفصولها وطقوسها ومفرداتها ترسيخا بعهد الأيام السالفة وأيضا كون جزيرة الضبعية مكانا مناسبا لاتجاه الريح مما يساهم فعليا في تحقيق سرعة وحركة المحامل بصورة تضاعف من متعة المشاهدة وخلق أجواء من الإثارة وإتاحة مسارات بحرية متنوعة للمتنافسين بحيث يتمتع عشاق البحر والضيوف والجمهور بتشكيلات بحرية بديعة تبرز مهارات المتسابقين في أجواء تقليدية تراثية رائعة ·
الرميثي يحذر البحارة
المدرب التراثي في النادي خميس راشد الرميثي يتوقع أن يكون السباق مثاليا وفي نفس الوقت يحذر البحارة من حركة الرياح المتوقع أن تأتي من الغرب، وتمنى على جميع البحارة الالتزام بأخلاق البحر، والاعتماد على وسائل التنافس الشريف، وقال أتوقع أن لا تزيد حركة الرياح عن 10 عقد وهي موازين مناسبة لإجراء سباق ناجح ومثالي وساخن في ذات الوقت·
الحفاظ على البيئة
للمحافظة على البيئة البحرية من أخطار التلوث سواء في منطقة التجمع بالضبعية في خط البداية، أو خلال السباق ومنطقة ما بعد النهاية وفرت إدارة النادي قوارب خاصة لأعضاء اللجنة البيئية لمتابعة التزام البحارة بعدم رمي النفايات أو الأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة والكائنات البحرية النادرة وخاصة السلاحف البحرية المخالف سيعرض نفسه لغرامة مالية تصل إلى 500 درهم·
والجدير بالذكر أن جزيرة الضبعية من أهم الجزر الغنية بالأعشاب البحرية والسلاحف وأبقار البحروبالتالي تأتي أهمية المحافظة على البيئة البحرية في الجزيرة ضمن اولويات النادي وإدارة البحوث البيئية ·
عدد اليوم
