الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكافيين» منشط للبالغين وخطر يتهدد الأطفال والمراهقين

«الكافيين» منشط للبالغين وخطر يتهدد الأطفال والمراهقين
16 يونيو 2012
حتى أعوام قليلة خلت، حذرت الدراسات البحثية من أن إدمان الكافيين يهدد الصحة، كما كان يحظر استخدام الكافيين خلال الحميات الغذائية التي يتبعها الرياضيون والنساء، ومع ذلك، أظهرت العديد من الدراسات الحديثة، أن استخدام الكافيين بصورة معتدلة قد يكون أمرا إيجابيا للصحة، حيث رفعت الوكالة العالمية لمكافحة الإدمان في العام 2004م، حظرها المفروض على استخدام الكافيين واعتبرته بمثابة عقار يعزز من الأداء الرياضي. محمد الحلواجي (الشارقة) - يرى خبراء الصحة والتغذية أن تناول الكافيين يترافق عادة مع أعراض جانبية متفاوتة، مثل سرعة وعدم انتظام ضربات القلب والأرق والعصبية وحدة الطبع والارتعاش والصداع وآلام البطن والغثيان والتقيؤ والإسهال وزيادة إدرار البول، وهو ما يثير القلق بالنسبة للمصابين بارتفاع ضغط الدم، كما أن هناك تأثيرا جانبيا خطرا للكافيين عبر احتمال إدمانه والاعتياد عليه، وبخاصة من قبل المراهقين والأطفال. خطر يتهدد المراهقين الدكتور أسامة كامل اللالا المختص بالأنشطة الصحية في وزارة التربية والتعليم، والمشرف على مركز الفراشة للياقة البدنية والصحية بالشارقة، أشار في بحث طرحه تحت بعنوان «الكافيين عند الأطفال والمراهقين بين الصحة والمرض»، خلال المؤتمر الخليجي الثاني لتغذية الأطفال والمراهقين في الشارقة الذي عقد مؤخرا بالشارقة، إلى أن معظم الدراسات أكدت أنه قد طرأت زيادة على استهلاك المشروبات الكافينية لدى الأطفال والمراهقين مع مرور السنين بنسبة خمسة وسبعين إلى ثمانية وتسعين بالمئة، كما أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون المشروبات الغازية بشكل يومي هم أكثر عرضة لاحتمالية زيادة الوزن والإصابة بالسمنة بنسبة ستين بالمئة، إضافة إلى وجود علاقة ممكنة بين استهلاك المشروبات الكافينية واختلال المزاج والسلوك والتركيز والاستيعاب لديهم.?ويرى الدكتور أسامة اللالا، أن الكافيين من أكثر المواد المنبهة المستخدمة في العالم، ويتكون الكافيين من «كرستالات الزانثين» ذات الطعم المر، ويضاف الكافيين لبعض المشروبات كما يضاف إلى بعض المستحضرات الدوائية التأثير الصيدلاني الملحوظ، حيث ينبه الجهاز العصبي المركزي ويزيد من فترة التيقظ، كما يساعد على انبساط العضلات الملساء وينبه عضلة القلب ويدر البول، كما وجد له دور في علاج بعض أنواع الصداع. الكميات المسموحة ويشير الدكتور اللالا أيضا إلى أن الكافيين يعتبر من المنبهات المسموحة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية والموجودة في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكلاته وبعض أنواع الآيس كريم وبعض العقاقير الطبية، وتبعاً لموقع الصحة الكندي فإن الكمية المسموح بها للبالغين الأصحاء يجب ألا تتجاوز الأربعمائة مليجرام من الكافيين في اليوم الواحد، أما المرأة في فترة الترتيب للحمل يجب ألا يزيد تناولها للكافيين عن ثلاثمائة مليجرام في اليوم، حيث وجد أن المرأة الحامل التي تستهلك الكافيين بكثرة أكثر عرضة للإجهاض أو إنجاب طفل ذي وزن منخفض، في حين يجب أن تكون النسب المسموح تناولها من الكافيين للأطفال والمراهقين، خاضعة للتقييد فلا يجب إعطاء الأطفال والمراهقين المشروبات الكفاينية والسكرية كبدائل للحليب والعصائر الطبيعية، مع تناول الاحتياجات الكمية الآمنة والأساسية للماء، وتنظيم أوقات تناول الكافين، بحيث لا يوثر على امتصاص المعادن، وذلك لارتباط الكافيين ببعض الأمراض كعامل وقائي أو محفز لظهور الأمراض التي تعتمد على العديد من المتغيرات. مغالطات شركات المشروبات أما أماني الرشيدي من قسم التغذية وعلوم الأطعمة في جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية، فتشير في السياق ذاته إلى زيادة معدلات استهلاك مشروبات الطاقة بين فئات الأطفال والمراهقين في العالم أجمع، وترجع ذلك إلى الترويج الإعلاني المكثف الذي تحظى به تلك المشروبات، والتنافس الكبير بين الشركات العالمية في هذا المجال في رعاية المنافسات الرياضية والرياضيين، حيث أن زعم تلك المشروبات على تزويد الجسم بالطاقة والعمل على تأخير التعب البدني والذهني، هي مجرد ادعاءات محل جدل علمي لم يتم حسمه حتى الآن، كما أن معظم الشركات المنتجة تعمد إلى عدم كتابة نسبة المكونات الحقيقية على العبوات أو إغفال ذكر بعض المكونات الضارة صحياً، مكتفية بالقول إن منتجاتها ذات تأثير جيد تنشيط الجسم والمخ وتحسين الأداء النفسي. وتؤكد أماني الرشيدي أن من المكونات الرئيسة في مشروبات الطاقة، مادة الكافيين التي يراوح محتواها في الوحدة بين اثنين وسبعين ومئة وخمسين مليجراما، علماً أن بعض العبوات تحتوي على وحدتين إلى ثلاث ليصل المحتوى إلى مئتين وأربعة وتسعين مليجراما في العلبة، وبينت الدراسات أن استهلاك أربعمائة مليجراما في اليوم من الكافيين لا يرتبط بالتأثيرات الضارة على الأشخاص البالغين أو الأصحاء، إلا أن هذه الكمية يجب أن تنخفض للمراهقين بحد أقصى إلى ثلاثمائة مليجرام، وللأطفال إلى اثنين ونصف مليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم. مخاطر الوفاة وأضافت أماني الرشيدي أن تناول الكافيين من قبل المراهقين والأطفال يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتهيج والأرق والجفاف والصداع والعصبية ونزف الأنف وعدم انتظام دقات القلب والوفاة، فمشروبات الطاقة تصبح خطرة عند استهلاكها بكميات كبيرة، لا سيما بعد ممارسة التمارين البدنية أو عندما تكون ممزوجة مع منتجات أخرى مثل الكحول أو الأدوية، كما تشير الرشيدي إلى أن هناك دراسة أجريت في جدة، بينت إقبال تسعين بالمئة من المراهقين الذكور على تناول مشروبات الطاقة مقابل ثمان وستين من الإناث، إضافة إلى أن ثمانين بالمئة من أفراد عينة البحث جربوا مشروبات الطاقة ولو لمرة واحدة، وأن واحدا وثلاثين بالمئة من الذكور يتناولون أكثر من ثلاث عبوات في الأسبوع، وتعود أسباب تناول هذه المشروبات إلى الطعم اللذيذ ستين بالمئة، والرغبة في التجربة خمسة وخمسين بالمئة، والحصول على الطاقة والنشاط خمسة وأربعون بالمئة. بدائل صحية للكافيين يجمع خبراء الصحة والتغذية على أن الاستخدام المعتدل للكافيين لن يكون مضرًا للأفراد بصورة عامة، حيث يجب أن تكون أعلى نسبة لتناول الكافيين هي خمسمائة مليجرام يوميًا، والنسبة المتوسطة مائتين وخمسين إلى خمسمائة مليجرام، أما النسبة القليلة فهي أقل من مائتين وخمسين مليجراما، وقد تظهر الأعراض الجانبية السلبية المذكورة آنفًا حتى مع تناول كمية قليلة يبلغ معدلها مئة مليجراما يوميًا بالنسبة للبعض. فلكل منا نسب استجابة مختلفة للمواد التي يتم تناولها، ولذلك يجب على الفرد أن يضع نصب عينيه عند احتساب نسبة الكافيين التي يتناولها يوميًا احتمالية زيادة الكافيين إثر بعض العقاقير الطبية التي يتناولها، فتناول 3 أقراص للصداع سيضيف مائة وخمسين مليجراما من نسبة الكافيين على مدار اليوم. ويمكن الحصول على تأثير الكافيين من خلال عدة بدائل، حيث يمكن أن يساعد تناول عصير الليمون أو الشاي بالزنجبيل على تنظيم مستويات ضغط الدم، وتسكين أعراض البرد والأنفلونزا والغثيان، كما يخففان من تقلصات المعدة، وتحسين عملية الهضم، وسيولة تدفق الدم، فضلاً عن تقويتهما لجهاز المناعة، ومن أجل إضفاء طعم حلو للشاي، يمكن إضافة بعض العسل العضوي. أعشاب منزوعة الكافيين تعتبر عشبة «التيشينو»، إحدى أعشاب القهوة منزوعة الكافيين، بديلا معقولا، خصوصا أن طعمه يروق لمحبي احتساء القهوة، ويمكن أيضا تجربة بديل «البامبو العضوي» سريع التحضير، علما أن القهوة الحقيقية يمكن أن تحتوي على بقايا المبيدات الحشرية، فعادة ما يتم رش القهوة بالمبيدات الحشرية والعشبية على الحقول، أما البامبو فيعطي الفرد مذاق القهوة الذي يرضيه لكن من دون كافيين أو مبيدات، وهناك الشاي الأحمر الخال من الكافيين، والذي يصنع من عشب «الرويبوس»، الغني بالمواد المضادة للأكسدة، وهي مكونات مضادة أيضا للتشنجات والالتهابات والحساسية، حيث وجد أن عشب «الرويبوس» يمكن أن يساعد في علاج مشاكل صحية مثل الصداع والمغص والربو والحمى والأرق، كما يمكنه إفادة من يعانون من آلام البنكرياس، وهو مسكن أيضا لآلام وعسر الهضم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©