الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

وقت القيامة غيب استأثر الله بعلمه

1 يناير 2015 23:20
أحمد محمد (القاهرة) قال نفر من اليهود يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا، فإنا نعلم متى هي؟، سألوه عنها امتحانا لأنه إن كان نبيا فإنه لا يعين لها زمنا لأن الله تعالى لم يطلع على ذلك أحدا من رسله، وقالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن بيننا وبينك قرابة فأسّر إلينا متى الساعة؟ فأنزل الله تعالى: «يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون» «سورة الأعراف الآية 187». قال الإمام الشوكاني في «فتح القدير» السائلون هم اليهود، وقيل قريش، والساعة القيامة وهي من الأسماء الغالبة، وإطلاقها على القيامة لوقوعها بغتة أو لسرعة حسابها ومرساها بضم الميم أي وقت إرسائها متى يرسيها الله أي يثبتها ويوقعها، وظاهر يسألونك عن الساعة أن السؤال عن نفس الساعة، وظاهر أيان مرساها أن السؤال عن وقتها، ثم أمره الله سبحانه بأن يجيب عنهم بقوله «قل إنما علمها عند ربي» أي علمها باعتبار وقوعها عند الله لا يعلمها غيره ولا يهتدي إليها سواه لا يجليها لوقتها أي لا يظهرها ولا يكشف عنها إلا الله والتجلية إظهار الشيء، وفي استئثار الله بعلم الساعة حكمة عظيمة وتدبير بليغ كسائر الأشياء التي أخفاها واستأثر بعلمها. صيحة واحدة وقال الزجاج: الساعة اسم للوقت الذي يصعق فيه العباد، والوقت الذي يبعثون فيه، وتقوم فيه القيامة، سميت ساعة لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأولى التي ذكرها الله عز وجل فقال: «إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون» وقد تكرر ذكرها في القرآن والحديث، وأنها تطلق في الأصل بمعنين، وهما الساعة الزمانية والساعة الفلكية. وقال الشيخ محمد رشيد رضا في «المنار» مناسبة هذه الآية لما قبلها أنها إرشاد إلى النظر والتفكر في أمر الساعة التي ينتهي بها أجل جميع الناس، إنها كلام في الساعة العامة، وبعد الكلام في الساعة الخاصة قال تعالى: «يسألونك عن الساعة أيان مرساها» والساعة في اللغة جزء قليل غير معين من الزمان، وتسمى ساعة زمانية، وفي اصطلاح الفلكيين جزء من اربعة وعشرين جزءا متساوية من اليوم والليلة والغالب في استعمال القرآن التعبير بيوم القيامة عن يوم البعث والحشر الذي يكون بعد الموت وفيه الحساب، وما يتلوه من الجزاء فالساعة هي المبدأ، والقيامة هي الغاية، ففي الأولى الموت والهلاك، وفي الآخرة البعث والجزاء. إن قيام الساعة عبارة عن انتهاء أمر هذا العالم. عقيدة الآخرة و كانت عقيدة الآخرة وما فيها من حساب وجزاء تفاجئ المشركين في الجزيرة مفاجأة كاملة ومع أن هذه العقيدة أصيلة في دين إبراهيم عليه السلام وفي دين إسماعيل أبيهم الكريم إلا أنه كان قد طال عليهم الأمد وبعُد ما بينهم وبين أصول الإسلام الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل حتى لقد اندثرت عقيدة الآخرة. إن الساعة غيب من الذي استأثر الله بعلمه فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ولكن المشركين يسألون الرسول عنها إما سؤال المختبر الممتحن وإما سؤال المتعجب المستغرب وإما سؤال المستهين المستهتر والرسول صلى الله عليه وسلم بشر لا يدعي علم الغيب مأمور أن يكل الغيب إلى صاحبه وأن يعلمهم أنها من خصائص الألوهية وأنه لا يدعي شيئاً خارج بشريته ولا يتعدى حدودها إنما يعلمه ربه ويوحي إليه ما يشاء: «قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو» فهو سبحانه مختص بعلمها وهو لا يكشف عنها إلا في حينها ولا يكشف غيره عنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©