«ابن ليل» ملحمة تجسد غياب العدل وسط أجواء غامضة

سعيد ياسين (القاهرة) - نفى المخرج اسماعيل عبدالحافظ ما تردد عن توقف تصوير مسلسل «ابن ليل» الذي يصوره حالياً، ويلعب بطولته مجدي كامل وأحمد بدير ويوسف شعبان وأحمد راتب ومحمد وفيق وفريال يوسف ونهال عنبر ومحمد عبد الحافظ وفتوح أحمد وأشرف زكي وتأليف طارق بركات، بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها شركة «صوت القاهرة» التي تتولى إنتاج المسلسل. ظلم وقهر وقال اسماعيل عبدالحافظ لـ»الاتحاد»، إن تصوير العمل يتم وفق الخطة الموضوعة، وأنه انتهى من تصوير غالبية المشاهد وتتبقى له مشاهد قليلة يصورها خلال الأيام المقبلة ليصبح بعدها العمل جاهزاً للعرض في رمضان، خصوصاً وأن الشاعر سيد حجاب والموسيقار عمار الشريعي انتهيا من كتابة وتسجيل تيترات المقدمة والنهاية الى جانب بعض الرباعيات التي سيتم تقديمها داخل الأحداث، رغم عدم الاستقرار على المطرب الذي سيقوم بغنائها. وأشار عبد الحافظ، الذي يعود من خلال هذا العمل الى دراما الصعيد منذ قدم مسلسل «حدائق الشيطان» لجمال سليمان وسمية الخشاب ورياض الخولي وتأليف محمد صفاء عامر، الى أن أحداث المسلسل تدور في صعيد مصر خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي وحتى أوائل الألفية الجديدة، عبر رحلة بحث عن الحق، من خلال قصة شاب يدعى «حامد ولد أبوه» الذي ولد لقيطاً ورباه أحد شيوخ القرية، وتعرض للقمع والظلم والقهر بسبب الظروف التي تربى فيها ‏حتى كبر، وأصبح يجمع بين الرجولة والجمال والعطاء وخدمة أهل القرية، ولكنه حين يجد نكراناً للجميل من المحيطين به يتحول الى طاغية، كما يرصد ما ساد المجتمع من أخلاقيات، وسيطرة المادة على كل شيء وانعدام الروحانيات. أجواء أسطورية وأكد مؤلف المسلسل طارق بركات أن دراما الصعيد تشبعت طوال الفترة الماضية بقصص الغرام والانتقام التي كانت الأساس في كل المسلسلات الصعيدية، وقال: هذه البيئة تحتمل روائع وكلاسيكيات الأدب العالمي ومنها «الكونت دي مونت كريستو» و«زيارة السيدة العجوز» و«الإلياذة» و»قصة مدينتين» و«حرب طروادة» وغيرها، ففيها نفس العادات والتقاليد والقيم الموجودة في الصعيد، وكل هذا كان إلهاماً لي لزقدم عملاً ليس له علاقة بقضايا الثأر، ولكن علاقته وطيدة بالمثل والقيم من خلال جو غامض وأسطوري فيه الكثير من الرموز الواضحة والتي يأتي في مقدمتها كيفية صناعة المجتمع لذئابه وشياطينه حين تغيب قيمة العدل، حيث توجد سيطرة من «عمدة القرية» وبعض حوارييه، وكيف استغلوا الطفل اللقيط ونبذوه وقهروه واستخدموه وعاملوه بالسخرة، وحرموه من بيته وحبيبته، رغم أنه مثل أي مواطن عادي له كل الحقوق، فتحول الى شيطان يبحث طوال الوقت عن ثأره، ويسعى الى تعويض عقد النقص لديه. خبرات الزمن الجميل وعن تعاونه مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ قال: هو قيمة وقامة كبيرة، ومخرج يملك زمام أموره تماماً داخل وخارج الاستديو، ولديه اهتمام بالممثل والمؤلف، ويحتاج إلى نوع خاص من التعامل، لأنه يملك خبرات الزمن الجميل ويتعامل من هذا المنطلق، وطوال مشواري لم أر مخرجا يهتم بجوهر العمل ومضمونه مثله. ودافع عن اختيار مجدي كامل وفريال يوسف لبطولة العمل رغم أنهما حلا بعد ترشيح عدد آخر من النجوم والنجمات وقال: زادت شعبية مجدي كثيراً بعد مسلسل «وادي الملوك» الذي قدمه مع سمية الخشاب وصابرين في رمضان الماضي، وأرى أنه ممثل وانسان مميز، وهو مخلص ويشيع جواً من الألفة والحب في البلاتوه، كما أرى فيه مميزات نجوم الزمن الماضي، أما فريال فكنت أخشى لكنتها التونسية رغم تفوقها في أعمالها الماضية وكان آخرها «خاتم سليمان» أمام خالد الصاوي ورانيا فريد شوقي، ولكنني بعدما جلست معها تخلصت من هذا الخوف، كما وجدتها متميزة وخلوقة ومثقفة ومجتهدة بدرجة كبيرة.