الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوز «الشيخ الدبلوماسي»... هل يحقق المصالحة والسلام؟

فوز «الشيخ الدبلوماسي»... هل يحقق المصالحة والسلام؟
16 يونيو 2013 23:54
جاسون رزيان - جوبي واريك طهران خطا الإيرانيون خطوة مهمة نحو إنهاء عزلة بلدهم، بالتصويت بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة الماضي، لصالح رجل دين إصلاحي معتدل، وعد بالقطيعة التامة مع السياسات التي وضعت إيران على طريق الصدام مع الغرب. فقد تدفق ملايين الإيرانيين على مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد، لمنح انتصار مدو لحسن روحاني رجل الدين الذي خاض الانتخابات على أجندة تعهد فيها بالعمل على تحقيق «المصالحة والسلام». وروحاني الذي كان يعتبر الحصان الأسود في الانتخابات، تخطى مجموعة من المرشحين المحافظين، ليفوز بالرئاسة من أول جولة تصويت بنسبة50,68 في المئة، وهو ما قلب كل التوقعات، وشكل إحراجاً للمرشد الأعلى للجمهورية. ورغم أن تأثير هذه النتيجة مازال غير واضح لحد كبير، فإن المسؤولين الأميركيين، ومراقبي الشرق الأوسط، رحبوا بها، وقالوا إنها تبشر بفصل جديد في العلاقات بين إيران والغرب. وقد رأى البعض من هؤلاء أن الآمال بتحقيق تقدم نحو حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية التي تمثل نزاعاً مستعصياً للغاية وربما خطيراً في سياق علاقات إيران بالغرب، قد تزايدت لحد كبير. وتعليقاً على نتيجة الانتخابات قال «جاي كارني» المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريح له عقب الإعلان عنها: «نحن نحترم رأي جموع الشعب الإيراني، ونهنئه على مشاركته الكبيرة في العملية الانتخابية وعلى شجاعته وتصميمه على جعل صوته مسموعاً»، ثم أضاف، مشيراً إلى أن عملية التصويت قد تمت على خلفية من الرقابة الصارمة والبيئة الأمنية القمعية: «لقد كان الشعب الإيراني مصمماً على العمل من أجل صياغة مستقبله». وعقب إعلان خبر فوز روحاني انطلقت احتفالات فورية في شوارع العاصمة طهران، والتي تحولت إلى بحر من السيارات التي أخذ سائقوها يطلقون أبواقها ابتهاجاً بالمناسبة. وأثناء إجراء الانتخابات يوم الجمعة، اصطفت أعداد هائلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع (بلغت نسبة المشاركة72 في المئة) ما حدا بالسلطات لزيادة الساعات المخصصة للتصويت أربع مرات على الأقل. وجاء عمدة إيران، محمد باقر قاليباف، في المركز الثاني في الترتيب بفارق كبير حيث لم يحصل سوى على 16.6 في المئة من مجموع الأصوات. أما سعيد جليلي، المفاوض النووي المتشدد، فحل ثالثاً بنسبة بلغت 11.4 في المئة. وقد تعهد روحاني بتجسير الفجوة بين المحافظين والإصلاحيين. وإذا ما كان سجله السابق يمثل مؤشرا في هذا السياق، فيمكننا القول إنه في وضع يمكنه من الوفاء بوعده. والتأييد الذي يحظى به روحاني من جانب الرئيسين السابقين، خاتمي ورفسنجاني، سوف يمنحه تفويضاً قوياً لتحسين علاقات إيران الدولية، ومحاولة التفاوض على تسوية لأنشطتها النووية. يقول «كريم سجاد بور»، المحلل الأميركي من أصول إيرانية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، إن «روحاني كما نقول بالفارسية (بازاري) أكثر منه مقاوم، بمعنى أنه رجل قادر على عقد صفقات أكثر منه أيديولوجياً متصلباً». ويواصل «سجاد بور» تحليله قائلا: «صحيح أن السياسة الخارجية لإيران تتسم بالثبات وعدم التغير لحد كبير في الوقت الراهن، إلا أنه ربما يكون قادراً على التأثير عليها مع ذلك، على الأقل من الناحية التكتيكية. وبالنسبة لأوباما وفريقه، يمثل روحاني «أفضل أمل لتحقيق الوفاق مع إيران»، كما يقول «سجاد بور». ويشار إلى أن روحاني الذي تطلق عليه وسائل الإعلام الإيرانية لقب «الشيخ الدبلوماسي»، قاد مفاوضات إيران النووية خلال الفترة بين عامي 2003 و2005 ثم استقال من منصبه بعد أن أصبح نجاد رئيساً للبلاد. وحتى قبل إعلان النتيجة رسمياً كان المسؤولون الأميركيون وخبراء الشؤون الإيرانية، ينظرون إلى أداء روحاني القوي، على أنه يمثل تطوراً إيجابياً يمكن أن يؤدي لإذابة جليد العلاقات بين واشنطن وطهران. وكان رجل الدين المعتدل، والمرشح الإصلاحي، قد دعا علناً لإنهاء عزلة إيران الدبلوماسية وقال مخاطباً مؤيديه في إحدى محطات حملته الانتخابية الأسبوع الماضي: «سوف أعمل على اتباع سياسة تسعى إلى المصالحة والسلام». وكان تقدم حظوظ روحاني في مرحلة متأخرة من الانتخابات قد أدهش العديد من الخبراء في واشنطن، خصوصاً أن ذلك التقدم حدث بعد حملة انتخابية باهتة، كان واضحاً أن السيناريو الخاص بها قد صيغ بإحكام بحيث تمنح مزايا للمرشحين المقربين من خامئني وتحرم غيرهم منها. وحول تلك النقطة يقول «راي تقية»، المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن النتائج ربما تكون قد «أدهشت روحاني نفسه»، والذي يبدو أنه لم يكن من الشخصيات المتوقع انتفاعها من السخط المكتوم الذي يشعر به الإيرانيون بعد سنوات من القمع السياسي، والمصاعب الاقتصادية الأخيرة. كان من المفترض أن تكون الانتخابات «منظمة جداً، ومصممة بطريقة محكمة بحيث تمضي الأمور في مسار معين، لكن الذي حدث هو أن العجلات قد خرجت عن مكانها»، يقول «تقية»، ثم يضيف: «على ما يبدو أن القيادة الإيرانية قد أخطأت تقييم مدى ما يحظى به روحاني من قبول، كما أخطأت في تقدير عدم كفاءة مرشحيها المفضلين، وتأثير الانقسام في معسكر المحافظين». التزم مسؤولو الإدارة الحاليين والسابقين، جانب الحرص في التنبؤ بالكيفية التي ستؤثر بها نتيجة الانتخابات على سياسات إيران النووية، والتي يتحكم فيها بشكل أساسي المرشد الأعلى، والحرس الثوري، لكن البعض قال إن فوز روحاني الكاسح يمكن أن يجبر زعماء البلاد الدينيين على تغيير السياسات التي أخضعت إيران للرقابة الدولية، وللعقوبات الاقتصادية القاسية خلال السنوات الماضية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©