الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق.. ترحيب قلِق بـ ترامب!

19 نوفمبر 2016 22:39
تفاعل كثيرون في الشرق الأوسط بشيء من الحذر والشك مع خبر الإعلان عن فوز دونالد ترامب وتعيينه مساعدين ممن كانوا يوصفون عادة بأنهم من ذوي الميول اليمينية المتشددة. وفي الوقت الذي يبذل البعض جهداً لكي يفهموا ما الذي يعنيه صعود ترامب بالنسبة لتحولات الصراعات الشرسة التي تدور في المنطقة، تمسك كثيرون بالأمل في أنه سيسارع إلى مواجهة المتطرفين الإسلامويين بقوة أكبر من تلك التي أظهرتها إدارة الرئيس باراك أوباما. وفي العراق، الذي تأثر تاريخه الحديث بشكل كبير بقرارات اتخذها الرؤساء الأميركيون، يحاول المسؤولون والمواطنون على حد سواء تقييم بعض العبارات الصعبة التي نطق بها ترامب في ثنايا وعده بدحر الإرهاب. ولعل من المفاجئ أن يبدو وكأن العراقيين أظهروا استياء أقل من ذلك الذي أظهره الليبراليون الأميركيون عندما تحدث عن مقاربته حول الإرهاب وخلفياته. وقد تحمل العراقيون سنوات من استغلال اسم الدين لتبرير عمليات القتل الجماعي، وبعضهم يرى ترامب على أنه الرجل الذي ينطق بالحقيقة عندما يعتبر أن الفهم المغلوط للدين، أو أحد مذاهبه على الأقل، يمثل مشكلة. وقال موفق الربيعي، وهو نائب ومستشار سابق للأمن الوطني: «إن النصر الذي حققه ترامب يعد بداية النهاية للإسلام المتطرف». وبعد التهديدات التي أطلقها ترامب وتوعد من خلالها بدحر الإرهاب، عبر كثير من العراقيين عن أملهم في أن تتحرك الآلة الأميركية لسحق تنظيم «داعش» الذي لا يزال يحتل أجزاء من العراق وسوريا منذ عامين. وقال سعد الحديثي الناطق باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي: «لا نشعر بأية مخاوف من سياسة ترامب لأنه ضد التطرف. ونحن نعتقد أننا نقاتل عدواً واحداً هو داعش، ولهذا السبب أنا لا أعتقد بأن هناك مخاوف من السياسة الأميركية الجديدة». وفي يوم الجمعة الماضي، تحدث العبادي مع ترامب عن طريق الهاتف للمرة الأولى، وصدر بعد ذلك بيان عن مكتب رئيس الوزراء العبادي جاء فيه أن الرئيسين أكدا على علاقات التعاون القائمة بين بلديهما في الحرب ضد تنظيم «داعش». وبناء على ما ورد في البيان، فإن ترامب قال للعبادي: «أنت شريك أساسي لنا وستحصل على دعم قوي وعميق منا». إلا أن يمينية ترامب خلال حملته الانتخابية ومواقفه السلبية ضد المهاجرين، وربما نيته المبيتة تحويل تلك المشاعر إلى سياسة من خلال التعيينات الوظيفية التي بدأ بها، قد تكشف عن خيبة أمل كبرى بالنسبة للعراقيين الذين عملوا كمترجمين في الجيش الأميركي في العراق ثم حلموا بالهجرة إلى الولايات المتحدة وفق برنامج التأشيرة الخاصة الذي أصبح في خطر تحت حكم إدارة ترامب. وقال أحد المترجمين العراقيين في الجيش الأميركي، وكان يعمل في محافظة الأنبار لأكثر من خمس سنوات: «على الرغم من مرور ست سنوات، لا أزال أنتظر مكالمة هاتفية يمكن أن تصلني في أي وقت لتخبرني بالوفاء بالوعد الذي قطعوه لي. وأنا أشعر بأن فوز ترامب في الانتخابات أوحى إلى بأن حلمي قد تبدد تماماً». وحذّر قادة محليون في مناطق مختلفة من العراق كتلك التي شهدت المظاهر الأولى لوحشية تنظيم «داعش»، من أن صدور المزيد من الخطاب اليميني المتشدد عن أميركا يمكن أن يتحول إلى أداة توظيف في أيدي الجماعات «الجهادية». وقال كريم الجبوري وهو عضو المجلس المحلي في محافظة ديالى: «هناك مخاوف من سياسة ترامب ضد اللاجئين المسلمين لأن أميركا ليست كأي دولة أخرى، إنها دولة قوية ونحن متخوفون من أن تؤدي سياستها المتشددة إلى مساعدة الحركات المتطرفة على استقطاب آلاف الشبان وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وتعريضهم للتغرير من قبل المتطرفين». وقد عكس الجبوري في كلامه هذا الاعتقاد السائد في العراق بأن بعض السياسات التي اتبعتها الولايات المتحدة ربما أسهمت في ظهور تنظيم «داعش» في العراق، ثم انتشر التنظيم بعد ذلك وتوسع بعد أن ضم إليه المزيد من المقاتلين السُّنة الذين انحازوا إلى التطرف لحماية أنفسهم من الاعتداءات التي تقودها الحكومة ذات النزعة الشيعية ضدهم. وأضاف الجبوري: «نحن قلقون من أن يتبنوا السياسات الخاطئة ذاتها التي وقفت وراء ظهور تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين». *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©