الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة الفشل المحتمل

16 يونيو 2013 23:55
جيمس تراوب نيويورك أخيراً وصل أوباما هذا الأسبوع إلى النقطة التي وجد نفسه فيها مضطراً لاتخاذ قرار بين «الشيء» و«اللاشيء» بشأن سوريا، أي اتخاذ قرار بين الدبلوماسية التي وصلت إلى طريق مسدود وبين تقديم المساعدات العسكرية القتالية لمسلحي المعارضة، والتي كان قد رفض تقديمها من قبل بشكل قاطع. من الواضح أن أوباما لم يتمكن من إقناع نفسه باختيار «اللاشيء» في مواجهة حملة العنف الوحشي التي يشنها الأسد على شعبه، والتي أدت حتى الآن إلى مصرع ما يقرب من 100 ألف شخص. ومع ذلك فإن اختيار هذا «الشيء» يعتبر إجراءً متواضعاً جداً، ومن غير المتوقع أن يؤدي لتغيير كفة ميزان المعركة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، وهي كفة تميل على نحو متزايد ناحية النظام. وقد أتيح لي فـي الآونـة الأخيرة أن أتحدث مـع مسـؤول كبير فـي الإدارة الأميركية، كان منخرطاً في المناقشات المتعلقة بالسياسة الأميركية حيال سوريا، فقال لي هذا المسؤول: «ليس هناك شيء تستطيع الولايـات المتحدة فعلـه خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين لقلب الكفة لصالح المعارضة». لكنه أضاف قائـلاً: إن ما جاء في البيان الأميركي عن أن «المساعدة في الطريق»، قد تؤدي لتغيير التوازن المعنوي من خلال منح المعارضة المسلحة بعض الأمل الضروري، وجعل الأسد يشعر بالخوف من تحول المعارضة لنظامه إلى قوة رهيبة. ومن الواضح أن البيت الأبيض كان ينظر في مسألة اتخاذ إجراءات أكثر قسوة بكثير ضد نظام الأسد، ربما تشمل شن هجوم من على بعد ضد أهداف سورية جوية، تنفذه سفن وطائرات أميركية متمركزة في مواقع خارج حدود سوريا. والمسار الذي تبناه أوباما، والذي يشمل تزويد المعارضة بالأسلحة الصغيرة، وربما الأسلحة المضادة للدبابات، يمكن أن يغير التوازن المعنوي في الاتجاه المعاكس، من خلال إقناع الطرفين بأن الولايات المتحدة تفضل رؤية مسلحي المعارضة وهم يخسرون المعركة على أن تغامر بتعريض نفسها للمخاطر التي تترتب على انخراط أكثر عمقاً في الأزمة السورية. وكان هناك إجماع متزايد بين خبراء السياسة الخارجية الأميركيين على أن سوريا قضية خاسرة وميؤوس منها، وقد تحدثت مع اثنين من هؤلاء الخبراء قبل وقت قصير من إعلان البيت الأبيض بشأن تزويد المعارضة بالأسلحة القتالية. واتفق الاثنان على أن سوريا سوف تتمزق إلى كانتونات عرقية وأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً لإيقاف هذه الديناميكية، وأن أوباما كان حكيماً عندما نأى بالولايات المتحدة عن أي انخراط عسكري في هذه الدولة المنكوبة. قد تكون البلقنة هي سيناريو الحالة الأفضل لسوريا؛ أما سيناريو الحالة الأسوأ فيتمثل في قيام قوات النظام باجتياح معاقل المعارضة في جميع أنحاء البلاد باستثناء بعض الجيوب في الشمال، وشن حملة انتقام مروعة على المدنيين العزل. وفي مواجهة مثل هذه الاحتمالية، فإن المساعدة على تعديل كفة التوازن بين الجانبين سوف تمثل في هذه الحالة عملاً إنسانياً. ما يمكن قوله إن أوباما، بإعلانه الموافقة على إرسال أسلحة للمعارضـة بعـد أن دفعتـه الظـروف لذلـك، قد عبر خطاً كـان يأمـل ألا يعبره. وهؤلاء الذين كانوا يأملون لو لم يكن قد قام حتى بهذا القدر الضئيل، قد يقولون إن الأزمة ربما تتدهور فوق منحدر زلق يؤدي لإجبار الولايات المتحدة على وضع جنود على الأرض. والحقيقة أن هذه الحجة ليست جدية، لأن أوباما يركز اهتمامه على تقليص نشر الجنود الأميركيين في مختلف أنحاء العالم وليس البحث عن حجج وأعذار جديدة للتدخل. ومع ذلك فإن المرء لا يستطيع أن يحول بين نفسه وبين الشعور بأن أوباما بقراره الأخير يحاول إرضاء حسابات معنوية واستراتيجية متضاربة في وقت واحد، وأن هناك احتمالاً حقيقياً لأن يفشل في الحالتين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©