الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لين بول: النبي محمد رجل الدولة الأعظم تواضعاً والأرحم بالضعفاء

لين بول: النبي محمد رجل الدولة الأعظم تواضعاً والأرحم بالضعفاء
17 يونيو 2015 21:25
أحمد مراد (القاهرة) ستانلي لين بول، مستشرق وعالم آثار بريطاني، ولد في لندن العام 1854، في فترة شبابه عمل في المتحف البريطاني، ثم انتقل إلى القاهرة للبحث في علوم المصريات، في الفترة من العام 1897 وحتى العام 1904، وبعد عودته إلى أوروبا عمل أستاذاً للدراسات العربية في جامعة دبلن، ومن أبرز مؤلفاته «مختارات لين من القرآن» و«القرآن لغته الشعرية وقوانينه»، و«الأحاديث- كلام النبي محمد»، وتوفي لين بول في العام 1931. وعلى مدار مسيرته العلمية قدم لين بول عدة شهادات منصفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي إحدى شهاداته أكد على فضائل الرسول قائلاً: تميز نبي الإسلام محمد بالنبل في الشخصية، والقوة في الصداقة، والصبر، والشجاعة، وقوة التحمل، وبحثه المتحمس عن الحقيقة، وهذه الفضائل خلقت هذا البطل الرائد الذي كان من المستحيل عدم طاعته، أو عدم حبه، وما هي إلا فترة قصيرة حتى عرفه الناس، وأطاعوه، وأخلصوا له جسماً وروحاً حتى دانت له شبه الجزيرة العربية بكاملها، ووضعت نفسها تحت أقدام نبي الإله الواحد، ولا يوجد إمبراطور في العالم تمت طاعته بهذا الشكل الذي تم مع هذا الرجل الذي يرتق عباءته. وقال لين بول: «لقد منُح الرسول موهبة التأثير على الناس، وكان من النبل بحيث إن تأثيره فيهم كان دائماً من أجل الخير، لقد كان بسيطاً في عاداته، فقد حافظ على بساطة أسلوب طعامه وشرابه، وملبسه، وأثاث منزله حتى عندما وصل إلى تمام القوة، والأمر العجيب أنه على الرغم من كل المغريات، فقد كان عظيم التواضع، لقد كانت حياته كلها حجة في الولاء للحقيقة»، وكان رده الدائم على الناس «ما أنا إلا بشر في حاجة إلى رحمة الله مثلي مثل غيري». لقد اتصف النبي محمد- والكلام للمستشرق لين بول- بالرفق والرحمة، فقد اهتم بالضعفاء والمستضعفين، واختلط بهم، وهنا اقتبس لين بول حديث أنس بن مالك الذي قال فيه: «إنه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ولم ينهره في شئ طيلة هذه المدة». وأكد المستشرق البريطاني على أن الرسول كان محباً لأسرته عطوفاً وعاطفياً معها، وكان محباً للأطفال يقف معهم في الشوارع، ويربت عليهم، ولم يضرب أحداً في حياته، ولم يلعن أو يسب أحداً، وكان يقول: «لم أبعث لعاناً، ولكن رحمة للبشرية»، لقد عاد المريض، وشارك في كل جنازة مر بها، وقبل دعوة عبد إلى العشاء، ولم يسحب يده أولاً عندما كان يسلم على أي شخص، وكان من المدافعين عن الضعفاء، ومن أصحاب الحديث الطيب مع الجميع، والذين رأوه احترموه، والذين اقتربوا منه أحبوه، والذين وصفوه أقروا بأنهم لم يروا إنساناً مثله من قبل، أو من بعد. ومن أمثلة رحمته وتسامحه موقفه من أهل مكه بعد أن حقق الانتصار النهائي عليهم، فهو بكل قوته لم ينتقم منهم لسابق أفعالهم واضطهادهم له وللمسلمين، فقد عفا عن قريش وسامحهم عن كل سنوات الألم والتعذيب، فقد منح عفواً عاماً لكل سكان مكه، وتبعه جيشه متأسياً بأسوته، ودخل مكة بسلام وهدوء. وتناول لين بول البعد الإنساني في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «لقد عرف عن نبي الإسلام أنه إنسان بسيط مستقيم كانت حياته طاهرة نقية بشدة، وقد أكسبه هذا لقب الأمين، وكان رجل دولة عظيماً حكم الأمة كنبي وليس كملك، واهتم بتنظيم حياة الناس في أدق تفاصيلها من أجل خير الناس». أتى بالبشارات السارة يأسف المستشرق البريطاني لأن شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تم الحكم عليها خطأ في الغرب، مؤكداً أن نبي الإسلام لم يكن المخطط الطموح لمشروع شخصي، ولم يكن المنافق، أو النبي الكاذب، وإنما كان متحمساً نبيلاً عندما يصبح الحماس ملح الأرض الذي يحفظ الناس من التعفن والفساد وهم أحياء، ولم يكن حماس رسول الله من أجل هدف لا قيمة له، أو أنه حماس غير مثمر، لقد كان حماسه نبيلاً، ومن أجل هدف نبيل، لقد كان رسول الإله الواحد، ولم ينس مرة في حياته من هو؟ وما هي رسالته؟ لقد أتى بالبشارات السارة لقومه في عظمة وشرف مصحوبين بالتواضع الجميل الذي ينبع من معرفته بضعفه الإنساني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©