الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات مصطفى عبدالرحيم جسر بين الماضي والحاضر

لوحات مصطفى عبدالرحيم جسر بين الماضي والحاضر
3 يوليو 2014 00:48
مجدي عثمان (القاهرة) يعتبر الفنان التشكيلي مصطفى عبدالرحيم أن الاهتمام بالخط العربي مهمة رئيسية لا يجب إغفالها، باعتباره رائد الفنون الإسلامية ودرة تاجها، وأن الكتابة العربية من أقدم الكتابات التي لم تتغير، من حيث بنيتها الدلالية للمعاني والتشكيلات الرئيسية للحروف، وأن ما حفظها من التغير والاندثار هو القرآن الكريم. الإعداد الفني ويقول: إن مادة الخطوط يدرس فيها طلبة السنة الإعدادية بكلية الفنون التطبيقية الخط العربي والخط اللاتيني، وهى سنة تمهيدية يُعد فيها الطالب إعداداً علمياً وفنياً وتقنياً استعداداً لاختياره القسم الذي يرغب في الالتحاق به، وذلك من أجل أن يستعين بما تعلمه من الخطين فيما بعد في منتجاته الفنية من إعلانات وتصميمات، وينقسم الفصل الدراسي إلى قسمين، تقع مادة الخطوط في النصف الثاني من العام الدراسي مع مجموعة من المواد العلمية والفنية، ونصيب الطالب منها زمنياً هو 16 محاضرة نصفها للخط العربي والنصف الأخر للخط اللاتيني، فبذلك يدرس الطالب 8 أسابيع بواقع 4 ساعات أسبوعياً، وهذا التقسيم له دلالته من ناحية المقارنة بين الوقت الذي لا يتجاوز 32 ساعة تدريس للخط العربي، ونوعية المنتج الفني للطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاماً، ومعظمهم من الفتيات، وربما يوضح منتجهم الفني دور المرأة المصرية في الفن التشكيلي وخاصة الخط العربي، حيث إن الخط موضوع قديم حديث بما يتوارد إلينا من معلومات بأن عدداً من الصحابيات رضوان الله عليهن تعلمن كتابة الخط العربي. القيم الجمالية ويوضح أن الهدف الرئيس من تلك المادة هو معرفة وتعلم القيمة الجمالية التي تنشأ ما بين الحروف وبعضها والفراغات وبعضها وعلاقتها بالأرضية، حيث يكتب الدارس ما يريده لتحديد فكرة كتابية يقوم بتحبيرها وإخراجها في شكل جمالي يخضع لإحساسه الخاص، كي يستفيد منها بعد ذلك بشكل نفعي جمالي من خلال التطبيق على المنسوجات أو المعلقات أو اللوحات أو التصوير الجداري. وعن دراسة الخط الكوفي، يقول عبدالرحيم: إن الطلاب يدرسون قواعد الخط الكوفي بأنواعه المربع والفاطمي والمملوكي، حيث يبدؤون بقوانينه الأبجدية ونسبه البنائية، ثم يستمرون في التمارين الأولية حتى تستجيب لهم حركة اليد عند اختيار الفكرة، موضحاً أن الطالب لا يستطيع في 8 محاضرات أن يجيد خط الرقعة والثلث والفارسي والديواني ثم النسخ، فالخطوط تحتاج إلى وقت طويل ومران شاق، كي يصل إلى درجة المهارة العملية، وهو ما لا يتاح في كلية الفنون التطبيقية، ولذلك يحدد نوعاً واحداً من الخط ليتعرف الطالب على أنماطه وأشكاله ووظائفه، والخط الكوفي يتناسب مع مستوى الطلاب والوقت المتاح لتعلمهم كونه يكتب بالأدوات الهندسية، بينما الخطوط الأخرى تكتب بقلم الباست، وهو اتجاه مختلف. الخط الكوفي ويؤكد أن الشكل الهندسي الذي يرتبط بالخط الكوفي من أصعب الأشكال في التعامل، حيث إن أي خلل بسيط تحسه العين، سواء كانت عيناً مدربة أو عادية، فتفسد الرؤية البصرية، وفي المقابل فإن الشكل الهندسي كحل إبداعي يبرز الدقة والمهارة الفائقة والحساب والقياس والمنطق الرياضي. ويوضح أن عمل الطالب لا يختلف عن عمل الطالبة إلا في اختيار الموضوع والمادة العلمية، فالطالبات يتجهن إلى اختيارات محددة لبعض العبارات أو الآيات أو الجمل التي بها قدر كبير من الحس العاطفي الإنساني بحكم أن المرأة عبارة عن كتلة أحاسيس متحركة تختار ما يناسب طبيعتها، بينما نجد أن أعمال الطلاب تتميز بالقوة أكثر، ويظهر ذلك في تطبيقهم للفكرة، حيث إن القاعدة واحدة للجميع. وأشار إلى أهمية دراسة قواعد الخط التقليدية قائلاً: إن الطالب في البداية يدرس القواعد الصارمة التي تتناقل من جيل إلى جيل، حتى نحافظ على القواعد الأولى والموروث الثقافي والفني، ثم يتم تطويع تلك القواعد فيما بعد باعتبارهم سيصبحون مصممين، وبذلك تتحول القاعدة المتوارثة إلى شكل جمالي يختلف عن القوالب الأساسية من خلال بعض الجرعات البسيطة من الإبداع، حتى يعي الدارس أن الهدف الدراسي هو تطوير الإرث الحضاري وليس النقل عنه، حيث يخضع للتعديل والتبديل والتحسين، لإيجاد علاقة نهائية وثيقة الصلة بين الماضي والحاضر. هناك فرق بين تدريس الخط وتحسين مستواه يفرق مصطفى عبدالرحيم بين تدريس الخط العربي في كلية الفنون التطبيقية ومدرسة تحسين الخطوط، من حيث أن التعليم بالأخيرة يتم على مستويين، الأول لتخريج خطاط متمرس مجيد يُستفاد منه في المجتمع، ثم المستوى الثاني وهو التخصص في نوع من الخط أو نوعين إضافة إلى التذهيب والزخرفة، وفن المصحف، ويكون مجموعة سني الدراسة 6 سنوات في الخط وتطبيقاته في الزخرفة، والعلوم المتصلة بالخط كطرق تدريسه وتاريخ الخط والتذهيب، بينما يكون الخط أحد المواد التي يدرسها الطالب كمادة مساعدة في كلية الفنون، ولذلك يدرس خلالها قاعدة لخط واحد فقط، إضافة إلى بعض المعلومات عن الخطوط الأخرى، حتى يطوع القاعدة الخطية فيما بعد في التخصصات المختلفة في أقسام الكلية، فنرى الخطوط على النسيج والخزف والزجاج والمنتجات التطبيقية الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©