الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صداقات «التواصل الاجتماعي» تفتح باب المحرمات

3 يوليو 2014 00:50
حسام محمد (القاهرة) تكثر الصداقات وتكوين العلاقات بين الفتايات والشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يتطور الأمر إلى ارتكاب المعاصي، وهو ما أكدته الدكتورة سعاد صالح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر في قولها إن الإسلام له ضوابطه فيما يقوم بين الفتى والفتاة من علاقات أو معاملات وأساسها غض البصر: قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ).. «سورة النور: الآيتين 30 - 31». الخلوة والإسلام حرم الخلوة بين الشاب والفتاة فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ». فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً. قَالَ: «اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ». البخاري ومسلم وغيرهما. في ضوء هذه الضوابط وغيرها من قواعد الإسلام، فإنه لا يصح أن تقوم صداقة بين الفتى والفتاة لا على «الفيسبوك» ولا غيره؛ لأن ذلك قد يجر إلى فتنة، ولأنه لا حاجة ولا ضرورة لهذه الصداقة، والصداقة إنما تقوم بين الفتى وأخيه وبين الفتاة وأختها، أمَّا بين الأخوة والأخوات، فهذه صداقة لا يقرها الإسلام، بل يرفضها وينهى عنها، وتلك ظاهرة وردت إلينا من قوم لا دين لهم ولا أخلاق، بل يصحب الشاب صديقته إلى بيته، وتصحب الفتاة صديقها إلى بيتها، وفي وجود الآباء والأمهات وباقي أفراد الأسرة ولا غيرة ولا حمية بل مَن يستقبح ذلك يصير هو المنبوذ والمستهجن. وليعلم الجميع أن الأخوة في الله تجعل المسلم أو المسلمة في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، إذا قامت بين الرجل وأخيه، وبين المرأة وأختها. أمَّا إذا كانت بين الفتى والفتاة فهي تفتح الباب للشر والفتنة والتردي في النيران، أعاذنا الله وإياكم منها، وجعلني وإياكم ممن يلتزمون بالشرع، فيتآخى الفتيان مع بعضهم البعض في الله، وتتآخى الفتيات بعضهن مع بعض في الله، لعلنا أن نكون ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. قانون الاجتماع وتضيف: اتخاذ الأولاد أصدقاء من الأولاد واتخاذ البنات صديقات من البنات أمر يقضي به قانون الاجتماع، فالإنسان مدني بطبعه لا يمكنه الاستغناء عن غيره من أبناء جنسه ومع ذلك يوجد توجيه تربوي ودين هو أن يكون هناك اختيار للأصدقاء لأن الصداقة تؤثر في السلوك عن طريق المحاكاة وتبادل الأفكار ومن أفضل ما جاء في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك - يعطيك - وإما أن تبتاع منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا نتنة». من هنا يجب على الآباء والأمهات أن يكون لهم دخل كبير في قيام الأولاد بعمل صداقات مع غيرهم ويذكر لنا القرآن خبر شخص في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم أغراه صديقه الكافر بأن يكفر بالله وبرسالة الرسول وسيندم على ذلك يوم القيامة. قرابة محرمة ولابد أن يعي الجميع أن الصداقة بين الشاب والشابة فيها الخطورة كل الخطورة إذا لم تكن بينهما قرابة محرمة كالأخ والأخت ذلك أنها لا تخلو من نظر كل منهما للآخر فيما يكشف مما يثير الفتنة وبخاصة في هذه الأيام التي فتنت فيها الشابات بالملابس الكاشفة غير السابغة مع التزين ووضع العطور والنظر حرام وبخاصة مع الشهوة والاستماع إلى الأصوات الرقيقة الفتنة والكلام اللين الذي فيه خضوع يجذب من في قلبه مرض وفيه تلامس لا يقتصر على المصافحة باليد وهو من أخطر ما يجر إلى السوء وكثيراً ما تكون هناك خلوة بين الصديق والصديقة يتبادلان فيها ما يتبادلان مما لا يحبان أن يعرفه أحد. وفي خطورة الخلوة يقول الحديث الذي رواه الطبراني: «إياك والخلوة بالنساء فوالذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما». ومن أجل التعرض لهذه المخاطر كانت الصداقة بالمعنى المعروف الآن محرمة تحريماً قاطعاً والله عندما حرم الزنى وهو من الفواحش الكبيرة حرم كل وسيلة تدعو إليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©