الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شافيز وسياسة عرقلة الخصوم

شافيز وسياسة عرقلة الخصوم
14 فبراير 2009 01:54
في نوفمبر الماضي هزم أنتونيو ليديزما، وهو خصم معروف للحكومة الفنزويلية، المرشحَ الذي انتقاه الرئيسُ هوجو شافيز بعناية لمنصب عمدة كراكاس الكبرى، مما شكل نكسة كبيرة لشافيز، ليس فقط لأهمية المنصب، وإنما أيضاً لأن الرئيس وأنصاره يناصبون ''ليديزما'' العداء· ولكن ''ليديزما''، البالغ 53 عاماً، كان مخطئاً إن هو ظن أن الظفر بالمنصب يعني سيطرته على سلطات المدينة من دون مشاكل، فقد استولى عدد من أنصار الرئيس المسلحين على مجلس المدينة وثلاثة مبانٍ أخرى، ليجد المسؤولون البلديون الجدد مكاتبهم منهوبة وحواسبهم مسروقة وسياراتهم مفقودة· علاوة على ذلك، قال مسؤولو البلدية الجدد إنهم اكتشفوا أن العمدة السابق خوان باريتو قام بتوظيف الآلاف من أنصار شافيز المتشددين ؟ ليس للعمل في الإدارات والوكالات التابعة لمجلس المدينة، وإنما لاستمالة الناس إلى ما يسمى بالثورة البوليفارية التي يؤمن بها الرئيس وللعمل كحراس شخصيين للمشرعين الموالين للحكومة وترهيب خصوم شافيز· يوم غد الأحد، ينظم شافيز -في ثاني محاولة له في ظرف 14 شهراً- استفتاءً يطلب فيه من الفنزويليين السماح له بالترشح لولاية رئاسية ثالثة من ست سنوات في ،2012 غير أن تعرض ''ليديزما'' لسياسات هجومية عنيفة من قبل أنصار الرئيس إنما يؤشر إلى المدى الذي قد يذهبه هذا المشاكس الشعبوي للاحتفاظ بالسلطة· وفي هذا السياق يقول ''تيودورو بيتكوف''، رئيس تحرير إحدى الصحف المعروفة بانتقاداتها للحكومة: ''لقد فاز ليديزما بمجلس المدينة، والأصوات التي حصل عليها لها القيمة نفسها التي تكتسيها الأصوات التي حصل عليها هوجو شافيز، ولكن الاستيلاء على مجلس المدينة وعدد من المكاتب التابعة له وطرد الناس ومنع العمال من الدخول لا يعتبر خرقاً للقانون فحسب، وإنما أيضاً حالة واضحة لعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي فاز بها أنتونيو ليديزما''· إلى غاية الأسبوع الماضي، كانت جدران القصر البلدي في كراكاس المؤلف من ثلاثة طوابق مغطاة برسومات ''الجرافيتي''، والنوافذ محطمة والبوابة الأمامية مقفلة· ومن بين الشعارات التي رُسمت على الجدران ''ليديزما فاشي''، و''هذه منطقة تابعة لحركة شافيزتا''· ويقول كارلوس ميلو، مدير المرافق الرياضية في المدينة، والتي انتقل الإشراف على العديد منها إلى السلطات الفيدرالية قبيل الانتخابات: ''بلغة الرياضة، أقول إننا فزنا في المباراة، ولكن السلطات الرياضية رأت خلاف ذلك وقررت أننا خسرناها''، مضيفاً: ''لقد احتفظوا بالمنشآت واستولوا على المباني والمكاتب، وهو ما يمثل خرقاً للقواعد الأساسية للعبة الديمقراطية· في أي مكان آخر بالعالم، من يخسر يعترف بذلك ويتنازل عن السلطة''· في شخص ''ليديزما''، تواجه الحكومة واحداً من أقوى وأشرس خصومها: زعيماً مخضرماً سبق له أن شغل منصب الحاكم والعمدة، أمضى سنوات في تشبيه حكومة شافيز بنظام فيديل كاسترو الشيوعي في كوبا والدعوة لمقاطعة الانتخابات· وعن ''ليديزما'' وسياسين آخرين من المعارضة انتُخبوا في نوفمبر قال شافيز خلال خطاب بث على التلفزيون الرسمي يوم الثلاثاء الماضي إن هؤلاء تقلدوا مناصبهم الجديدة مصحوبين بالغوغاء، متهماً إياهم بطرد العمال تعسفاً في إطار ما وصفها بالمؤامرة التي قد تفضي إلى تنحيته هو نفسه من السلطة· ومن جهته، قال وزير الداخلية والعدل هذا الأسبوع إن ''ليديزما'' قام بكل بساطة بالتخلي عن منصبه كعمدة للمدينة: ''إنه لم يذهب إلى العمل؛ لأن منشغل بأشياء أخرى غير تلك التي انتُخب من أجلها''، نافياً حدوث عمليات استيلاء على مبانٍ مجلس المدينة، ومؤكداً أن الأمر يتعلق فقط بـ''نزاع عمالي''؛ لأن ليديزما قام بطرد آلاف العمال، كما قال· في أحد المباني التي قام أنصار شافيز باحتلالها، كانت ''نيلسي روخاس'' من بين الموظفين الذين فقدوا عملهم· وحسب ''روخاس''، فإن ''ليديزما'' لا يريد سوى الموظفين الذين يؤيدون خطه المناوئ لحكومة، ولكنها تعترف في الوقت نفسه بأن عملها كان يتضمن أيضاً خوض حملات مؤيدة للرئيس في أحياء المدينة إذ تقول: ''لقد قام ليديزما بطرد 7200 عامل من مجلس المدينة؛ لأنه بكل بساطة لا يتفق مع عملنا المتمثل في النشاط الثوري، من بين أمور أخرى''· بيد أن ليديزما كان واضحاً في تأكيده على أنه لا مكان للموظفين السياسيين في مجلس المدينة، مضيفاً أنهم كانوا يعملون بموجب عقود انتهت صلاحيتها في ديسمبر، وأن الأشخاص الذين يستطيعون أن يظهروا أنهم يقومون بمهامهم في مجلس المدينة فقط سيتم تجديد عقودهم، حيث قال في اجتماع عقد مؤخراً مع موظفين لم يفقدوا وظائفهم: ''إنكم تعملون بالفعل في حين تتقاضى حفنة من المتشردين الرواتب بدون أن يعملوا، وهذا أمر لا يمكن السماح به''· والواقع أن ''ليديزما'' ليس السياسي الوحيد الذي يواجه عراقيل من قبل الحكومة المركزية· ففي انتخابات نوفمبر، تمكن مرشحو المعارضة لأول مرة منذ وصول شافيز إلى السلطة من تحقيق انتصارات في ولايات مهمة وذات كثافة سكانية كبيرة، ولكنهم سرعان ما بدأوا في دفع الثمن خلال الأيام التي تلت ذلك· ففي ولاية تاشيرا الواقعة غرب البلاد، رفضت الجمعية التي تسيطر عليها الحكومة تنصيب الحاكم المنتخب سيزار بيريز فيفاس طيلة شهرين قبل أن يتمكن لاحقاً من تولي مهامه، ولكنه ما زال لا يمتلك أي سلطة على الشرطة، وفي ولاية ميراندا، كان الحاكم الجديد هينريك كابريليس رادونكي شاهداً على سحب صلاحيات الإشراف على المستشفيات من الولاية وانتقالها إلى الدولة· بيد أن لا أحد واجه من العراقيل ما واجهه ''ليديزما''، الذي يشرف على ميزانية تبلغ 1,2 مليار دولار وأربع دوائر إدارية كبيرة· ومن بين المسؤولين المحبطين والمتضايقين ''آنخيل رانخيل'' الذي يشرف على عمليات الدفاع المدني في كراكاس، والذي يقول إنه وموظفيه وجدوا سيارات مجلس المدينة والملفات والحواسيب مفقودة، وتعرضوا للطرد من مكاتبهم· يقول رانخيل: ''لقد دمروا المبنى بكل ما فيه من محتويات، ودمروا المعلومات المتعلقة بالسنوات الأربع الماضية''· خوان فوريرو - كراكاس ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©