الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسواق المال العالمية تنتظر حلاً دائماً بدون توقع معجزة

16 يونيو 2012
باريس (أ ف ب) - قال محللون إن أسواق المال التي لم تقتنع كثيرا بخطة مساعدة المصارف الإسبانية، باتت تخشى الأسوأ في منطقة اليورو، بما في ذلك خروج اليونان بانتظار علاج طويل الأمد يمر بأوروبا اكثر تلاحما. والمؤشر إلى التوترات في منطقة اليورو هو الارتفاع الكبير لنسب اقتراض إسبانيا وإيطاليا في الأيام الأخيرة في سوق السندات، حيث يتم تبادل الديون. وقال رينيه ديفوسيز الخبير الاقتصادي لدى ناتيكسيس “لم يعد احد مقتنع بالحلول القصيرة المدى. إن الأسواق مدركة انه سيكون من الصعب خفض العجز والدين في وضع اقتصاد متدهور”. وهذا ما يفسر عدم اطمئنان الأسواق للخطة الأوروبية المقدرة بـ 100 مليار يورو لمساعدة المصارف الإسبانية. والأسوأ هو أن الأسواق باتت تركز أنظارها على إيطاليا، في حين أن منطقة اليورو لن يكون لديها القدرات المالية لإنقاذ البلاد في حال تدهور الوضع. وعلى خلفية هذه الظروف ستجري الانتخابات في اليونان غدا، وهو اقتراع محفوف بالمخاطر يتوقف عليه إلى حد ما مستقبل البلاد والاتحاد النقدي. ورأى رينو موراي المسؤول لدى باركليز بورصة “أن النتيجة يمكن أن ترغم أوروبا على التدخل بشكل اسرع، بدون حسبان احتمال اتخاذ تدابير من البنوك المركزية في حال حدوث اضطراب شديد”، وذكر بان البنك المركزي الأوروبي احتفظ بأوراق احتياطية. يبقى أن مخاطر تقويض الاستقرار في كامل منطقة اليورو بدأت تؤثر على نسب اقتراض البلدان المتينة بما في ذلك ألمانيا، التي سجلت اضطرابا قويا الثلاثاء. وبعبارة أخرى فان المستثمرين يرون انه في حال تفاقمت الأزمة حتى الألمان لن يبقوا في منأى. و”بالنسبة للسوق انه مؤشر إلى أن الوضع يتغير في منطقة اليورو. إما الاتحاد أو الانفجار” بحسب ما قال ديفوسيز. وبالنسبة لأوروبا “هو الربح أو الخسارة” كما استطرد برونو كافاليه الخبير الاقتصادي لدى اودو سيكيوريتيز في مذكرة. واعتبر الأخير أن “الشعور بالوهن الذي يهيمن لدى المستثمرين يترجم هذا العجز لرؤساء الدول والحكومات في ملائمة التحركات العاجلة، مع مبادئ التحرك على المدى المتوسط”. لكنه لا يغفل بعض “انفصام الشخصية” لدى الأسواق التي غالبا ما تكون توقعاتها متناقضة، خصوصا بين طلب التشدد والنمو. لكن المحللين يتفقون على القول، إنه فضلا عن اليونان أو إجراءات الدعم الموقتة للمصارف المركزية التي يمكن أن تريح أوروبا، فان الأسواق في انتظار حلول دائمة التي وحدها يمكن أن ترفع الشكوك حول استمرارية منطقة اليورو. وبالطبع سيعلم المستثمرون المزيد في غضون الأيام المقبلة، أولا في إطار مجموعة العشرين قبل قمة أوروبية مرتقبة أواخر الشهر. ولفت موراي إلى أن صدور “رد بين ليلة وضحايا على الأزمة يبدو مستحيلا لكن ينتظر من هذه القمة خطوة نحو مزيد من الاتحاد”. وذكر كافاليه بان كثيرا من الأمور تتحقق مثل صندوقي الإغاثة والمحادثات حول الاتحاد المصرفي وكذلك المزيد من الاندماج المالي ويبقى برأيه أن “حجر العثرة الرئيسي هو مسألة التقاسم ونقل السيادة”، إذن مشكلة سياسية. إلى ذلك حذر ديفوسيز من “أن المشكلة هي أن اليورو اعد بشكل سيء من قبل حكوماتنا. والمشكلات الأساسية لا يمكن حلها إلا بالقبول باندماج سياسي ومالي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©