هدى جاسم، وكالات (بغداد)- شهدت محافظات بغداد وواسط وذي قار والبصرة والنجف وبابل ونينوى وصلاح الدين أمس توتراً أمنياً جديداً بسلسلة تفجيرات متزامنة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة 114 آخرين من المدنيين والقوات الأمنية، فيما توعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالرد على تنظيمات “القاعدة” التي اتهمها بقتل العراقيين.
وتأتي هذه التفجيرات عقب إعلان تشكيلة الحكومات المحلية في عدد من محافظات الوسط والجنوب بينها العاصمة بغداد، والتي خسر فيها ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي 9 محافظات من 12 محافظة اقترعت في أبريل الماضي.
ففي محافظة البصرة أدى انفجار سيارتين مفخختين في شارع العروسة بمنطقة العشار جنوب المحافظة، إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين، وتحطيم واجهات المتاجر بالمنطقة. كما أسفر انفجار آخر لسيارتين مفخختين عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 10 آخرين في منطقة الطويسة وسط البصرة.
وفي النجف أسفر انفجار سيارة ملغومة في سوق مزدحمة وسط المحافظة عن مقتل 7 أشخاص وجرح نحو 6 آخرين. وفي انفجار آخر بسيارة مفخخة في حي السلام شمال النجف قتل 3 أشخاص وأصيب 7 آخرون.
وفي محافظة واسط أسفر انفجار سيارتين مفخختين في مدينة الكوت وقضاء العزيزية، عن مقتل شخصين وإصابة 18 آخرين. وفي محافظة بابل هزت ثلاثة انفجارات بسيارتين مفخختين وعبوة ناسفة، مناطق متفرقة من المحافظة أسفرت في مجملها عن سقوط 13 قتيلاً وإصابة 20 آخرين بينهم عناصر في الشرطة. واعتقلت قوة أمنية ثمانية مطلوبين بتهمة الإرهاب ينتمون لتنظيم “القاعدة” شمال غرب الحلة، بعملية دهم وتفتيش في ناحية جرف الصخر. وفي محافظة ذي قار قتل مدني وأصيب 9 آخرون بينهم نساء وأطفال بتفجير مزدوج في الناصرية. كما أدى انفجار سيارة مفخخة أخرى ركنت قرب سوق هرج الشعبية إلى وقوع 10مصابين.
وفي محافظة نينوى قتل مسلحون مجهولون 6 من الشرطة وأصابوا 5 آخرين عند نقطة تفتيش في بلدة الحضر جنوب الموصل. كما أصيب ضابط في الجيش برتبة رائد بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته في حي المجموعة الثقافية شمال الموصل.
وفي الموصل أيضا قام مسلحون مجهولون يرتدون زي الشرطة بسرقة وتسليب رواتب كلية طب الموصل تحت نفق الجسر الخامس في منطقة باب سنجار غرب المدينة، والبالغة 873 مليون دينار عراقي .
وقال مصدر أمني في نينوى إن الرواتب تسلمها ثلاثة موظفين من رئاسة جامعة الموصل، إلا أنه أثناء التوجه إلى كلية طب الموصل في الجانب الأيمن اعترضهم مسلحون يرتدون زي الشرطة ويستقلون عجلة شرطة وأشهروا أسلحتهم وأوقفوهم وسرقوا المبلغ ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. وأوضح أن الموظفين الثلاثة هم قيد الاحتجاز والتحقيق جار معهم لمعرفة ملابسات الحادث. وفي قضاء المدائن جنوب بغداد قتل شخص وأصيب 8 آخرون بتفجير مزدوج بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة، في حين قتل شخصان وأصيب 7 بجراح بانفجار سيارة مفخخة في قضاء المحمودية جنوب العاصمة.
وفي محافظة صلاح الدين قتل 5 من الشرطة وأصيب 5 آخرون بتفجير استهدف دوريتهم بقضاء الطوز شرق مدينة تكريت.
إلى ذلك قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن التفجيرات التي شهدتها محافظات الوسط والجنوب “رسالة من القاعدة فهمناها”. ودعا “القاعدة” إلى “حقن دماء المسلمين وعدم إثارة الفتنة”، مهدداً “نحن قادرون على أن نجعل عاليها سافلها ونمطر عليهم رجوم السماء”. وتابع أن “ما حدث من تفجيرات في محافظات الوسط والجنوب هي رسالة منكم قد فهمناها”، مؤكدا أن “الرد سيأتي بأقرب وقت، ليحقن دماء السنة والشيعة في عراقنا الحبيب”.
وطالب الصدر من جهة أخرى برفع صوره من العاصمة، وأهدى محافظ بغداد الجديد علي التميمي الممثل لتياره بدلة عمل. وقال مصدر في الهيئة السياسية للتيار إن “الصدر أوصى محافظ بغداد، العاصمة الحبيبة المظلومة التي عانت من الدكتاتوريات والإرهاب والميلشيات والطائفية والخوف ونقص الخدمات وزيادة في خسارة الأنفس وإراقة الدماء، بأن يكون خادما لبغداد أو للبغداديين لا لنفسه وتياره ومذهبه”.
وصوت أعضاء مجلس محافظة بغداد الجديد أمس الأول على منح النائب عن كتلة الأحرار علي التميمي منصب محافظ بغداد، ومنح مرشح كتلة “متحدون” رياض العضاض منصب رئيس المجلس، بعد انسحاب كتلة دولة القانون من الجلسة. وبذلك خسر ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي نحو 9 محافظات في وسط وجنوب العراق بينها بغداد.
عدد اليوم
