الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري كلينتون: هل تخوض رئاسيات 2016؟

16 يونيو 2012
رغم المسافة الكبيرة التي تفصلها عن واشنطن وبعدها الزمني عن خطاب الهزيمة في 2008 الذي اعترفت فيه بفوز منافسها أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ما زالت هيلاري كلينتون تتلقى نفس الأسئلة، وهذه المرة من كوبنهاجن عندما كانت تعقد اجتماعاً مع المسؤولين بالدنمارك، وهي أسئلة تتمحور حول مسارها الشخصي في المستقبل، وما إذا كانت تفكر في الترشح لمنصب رسمي، ربما يصل إلى حد التنافس على الرئاسة. فخلال الاجتماع عاود السؤال البروز مرة أخرى لترد كلينتون على استفسارات الصحفيين وفضول المراقبين قائلة: "أنا أنوي استكمال عملي على رأس الدبلوماسية الأميركية وخدمة بلدي بكل ما أوتيت من قوة حتى انتهاء الفترة الحالية لإدارة أوباما، بعدها لن أكمل المشوار كوزيرة للخارجية، بل سأستريح قليلاً وأهتم بشؤوني الخاصة وأتابع حياتي كأي امرأة أخرى، مثل الاستمتاع بالمشي دون أن أكون محاطة بالعديد من الأشخاص، واستكمال بعض الاهتمامات في حياتي". وعندما ألح الصحفيون: "تعني لا سياسة بعد ذلك!"، ردت بحسم: "لا، لن أعود إلى السياسة". والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها كلينتون أن خدمتها على رأس الدبلوماسية الأميركية ستكون آخر مناصبها العامة في الحياة السياسية، إذ سبق لها في أكثر من مناسبة الإشارة إلى هذا الأمر، لكن ذلك على ما يبدو لم يوقف سيل التخمينات التي تتصاعد بين الفينة والأخرى حول مستقبلها السياسي، فقد كان هناك حديث خلال السنة الأولى من رئاسة أوباما أنها قد تعود لتنافسه في الولاية الثانية خلال 2012، وهو التخمين الذي نفته تماماً، ثم بعد ذلك سرت أحاديث أخرى عن احتمال توليها منصب نائبة الرئيس خلفاً لبايدن، وكذلك نفت هذا الأمر. لكن ماذا عن أفق عام 2016؟ هل تنوي كلينتون الترشح للرئاسة، أم أنها ملتزمة فعلاً بالتقاعد، هذه التوقعات المتضاربة بشأن مستقبلها السياسي وانتشار الشائعات بشأن خططها السياسية مرده، حسب العديد من المراقبين، إلى شعبيتها الطاغية التي تؤكدها استطلاعات الرأي، مثل الاستبيان الأخير الذي أجري في شهر أبريل الماضي وأشرفت عليه "صحيفة واشنطن بوست" ومحطة "أي بي سي"، حيث احتلت تلك الشعبية نسبة 65 في المئة. هذا بالإضافة إلى أدائها الجيد كوزيرة للخارجية تمثل بلادها في المحافل الدولية. دون أن ننسى التعاطف المستمر للرأي العام المتبقي لها من المنافسة في الانتخابات التمهيدية. وسواء كانت كلينتون تنوي الترشح للرئاسيات عام 2016، أم أن ذلك مجرد خيال، فالأكيد حسب تصريحاتها أنها لن تخوض غمار السياسة مرة أخرى بعد الانتخابات الرئاسية للعام الجاري، وأنها ستعيش حياتها الخاصة بعيداً عن مشاغل السياسة وهمومها، وربما تنضم إلى زوجها في القطاع الخاص، لاسيما القطاع غير الربحي الذي انخرط فيه زوجها منذ مغادرته الرئاسة. وفي هذا الإطار يتوقع البعض التحاق كلينتون بالعمل الخيري الذي يشرف عليه زوجها من خلال مؤسسته التي أنشأها لهذا الغرض، كما أن الرصيد الشعبي والسياسي لكلينتون مضافاً إليه شهرة زوجها قد يؤهلانهما معاً لجمع التبرعات وتنمية مشروعاتهما الخيرية التي تستهدف النساء والأطفال، بل ربما تفرغت كلينتون لتأليف كتاب قد يكون تكملة لمذكراتها السابقة، "العيش في التاريخ" الذي حقق أعلى المبيعات في عام 2003. ولو قررت كلينتون المضي قدماً في مشروع الكتاب فلن تجد أدنى صعوبة في تأمين دار نشر تنفق عليه بسخاء، مثلما حصل مع كتابها الأول الذي حصلت عنه على دفعة أولى قدرها 8.1 مليون دولار عندما بيعت أكثر من مليون نسخة من الكتاب خلال الأسابيع الستة الأولى على نشره. وفيما تتوالى التخمينات حول خطط كلينتون المستقبلية، متجاوزة تصريحاتها النافية، ينقسم المقربون منها حول ما يتعين عليها القيام به خلال السنوات المقبلة، فمن وجهة نظر بعض المقربين الذين رفضوا ذكر أسمائهم لا تستطيع كلينتون المغامرة برصيدها الجيد لدى الرأي العام والانخراط في لعبة سياسية غير معروفة النتائج. فخلال الفترة التي قضتها كوزيرة للخارجية استطاعت كلينتون إثبات جدارتها في أكثر من قضية مثل ليبيا والحرب في أفغانستان، وتمكنت أيضاً من تجاوز مرارة الهزيمة في الانتخابات التمهيدية، بل تفوقت على نفسها عندما كانت عضواً في مجلس الشيوخ عن مدينة نيويورك، لذا لا يحبذ هذا اللفيف من المقربين تكرار تجرية الترشح بل يفضلون لها الاكتفاء بما حققته حتى الآن. لكن بالمقابل هناك أطراف من المقربين يرغبون في ترشحها لاستكمال مشوار 2008، كما يريدون أن تكون كلينتون أول امرأة تتولى الرئاسة في أميركا، فهي أثبتت قدراتها القيادية كوزيرة للخارجية ولها رصيد شعبي كبير، لذا لا مانع، يرى هؤلاء، من خوضها الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، لاسيما وأنها بمواقفها المتشددة أحياناً بخصوص قضايا دولية عديدة، لن يكون عليها إثبات شيء للصقور. والأكثر من ذلك يرى أصحاب هذا الرأي أن كلينتون تملك ما يفتقده خصومها السياسيون في انتخابات 2016، إذ في الوقت الذي سيكون على هؤلاء البدء متأخرين حملتهم الانتخابية، وربما الشروع في البروز على الساحة والتعريف بأنفسهم أمام الرأي العام الأميركي منذ الآن، لن تحتاج كلينتون إلى كل ذلك، لشعبيتها وشهرتها الطاغيتين، كما أن قدرتها على الحشد وبناء حملة انتخابية محترفة هي أكبر من باقي السياسيين، ليبقى أن تحسم كلينتون أمرها وإن كانت التصريحات التي أدلت بها تذهب في اتجاه الاعتزال السياسي والاهتمام بالعمل الخيري. آن كورنبلات محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©