الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكسارات تخنق السيجي

12 مايو 2006
السيجي - ياسين سالم:
أصبح حلم أهالي السيجي وبالأخص الأطفال الحصول على هواء نقي وهدوء ينعمون به بعد أن تحولت المنطقة إلى كتلة من الأتربة المتحركة والمتصاعدة وضجيج لا يوقف·
فهذه المنطقة التي تتبع الفجيرة وتبعد عنها حوالي 70 كيلو مترا تعاني من نقص حاد في الخدمات وغياب تام للمرافق·
وتحيط بها أكثر من 20 كسارة ويلفها الدخان والازعاج من كل مكان وهي بطريقها إلى الاندثار والاختفاء عن وجه الأرض كما يقول أحد شوابها هناك فإن الشاحنات تمر عبر طرقها الداخلية وتنفث سمومها المتطايرة من المداخن·
الأهالي يعبرون عن متاعبهم وهمومهم اليومية مع هذه الكسارات ويقولون أنهم يقضون بالموت البطيء لشدة الأثار والأضرار الناتجة عن هذه الكسارات التي لا تلتزم بشروط السلامة ومعايير المحافظة على سلامة البيئة· ويطالب أهل المنطقة المسؤولين بزيارة المنطقة والتعرف عن كثب على هموم ومعاناة أهالي السيجي ومدى الاضرار والأذى الذي لحق بهم نتيجة أعمال مصانع الكسارات فالزائر لهذه المنطقة لا يذوق طعم الراحة والهودء كما يقول أهل السيجي فكيف المقيم فإن الأضرار شملت الإنسان والحيوان والنباتات وحياة الناس أولى من مصالح بعض الشركات كما يقول أهالي المنطقة في هذا·
وضع خطير
يؤكد السيد راشد بن نايع وهو أحد أعيان المنطقة ومن كبار السن فيها أن الوضع خطير والمنطقة تعاني منذ فترة طويلة من عبث الكسارات التي قضت على الأخضر واليابس ودمرت معالم الحياة في المنطقة وأصبح أبناء السيجي في وضع سيىء للغاية لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فالكثيرون من الأطفال يعانون من أمراض الربو والتهاب الكبد وضيق التنفس بسبب كميات الغبار الكثيفة المتطايرة من مصانع الكسارات التي تحيط بالمنطقة من كل صوب ·
ويضيف أن الأهالي يعانون من الازعاج المستمر الناتج عن مرور الشاحنات على مدار ساعات الليل والنهار بجانب المنازل وما ينتج عنه من اهتزاز للمساكن والمرافق فالكثير من المساكن تصدعت وتحولت إلى كتل ترابية نتيجة لهذه الأعمال بالاضافة الى تطاير أعمدة الغبار والدخان باتجاه مساكن الأهالي كما أن المزارع والمراعي دمرت بالكامل بسبب أعمال الكسارات والتفجيرات المصاحبة·
الابعاد والتعويض
ويرى أن الحل الوحيد لهذا الوضع الخطير هو ابعاد هذه المصانع عن المنطقة وتعويض المواطنين عن الخسائر التي تكبدوها وراح من خلالها مالهم وحلالهم وأن يتم النظر إلى أهالي المنطقة بعين الاعتبار، فإنهم يستحقون الرعاية والاهتمام لاسيما في ظل استمرار عمل الكسارات وزيادة عددها·
ويضيف راشد بن نايع: نرفع أصواتنا إلى المسؤولين بحكومتنا للنظر بموضوع الكسارات ومنع هذه المصانع من تدمير الإنسان والبيئة·
الاضرار بالزراعة
وطالب بأن يتم اتخاذ تدابير جديدة واجراءات تضمن لأهالي هذه المناطق أن يعيشوا بسلام وهدوء بعيداً عن ازعاج وأذى هذه الكسارات وأن يتم توفير الخدمات والمرافق من طرق ومساكن ومدارس ودعم المزارعين بالأجهزة والمعدات والمواد الاساسية للنهوض بهذا القطاع الحيوي الهام لاسيما وأن السيجي والمناطق التي حولها تعتبر من المناطق الزراعية المعروفة المشهورة بالمياه العذبة والتربة الزراعية قبل أن يتم تدميرها من قبل الكسارات·
لذلك من الواجب أن يتم العمل على منع كافة الكسارات التي تؤدي إلى أضرار بالبيئة ولا تهتم بحياة وصحة وسلامة البشر وقال سالم بن سعيد إن الكسارات اضرارها جسيمة على أهالي المنطقة وأنه بدون تدخل من قبل الحكومة فيزداد الأمر سوءا وأن أهالي السيجي في أمس الحاجة اليوم إلى تخليصهم من أذى وأضرار وازعاج هذه الكسارات·
كما أن الشاحنات التي تنقل اطنانا من الصخور تمر أمام المنازل وتترك وراءها كميات هائلة من الغبار والدخان كما يقول راشد عبدالله وهذا بحد ذاته أمر لا يطاق وأذى مستمر لاسيما وأن الاهالي تحدثوا أكثر من مرة عن الوضع السيىء الذي تعيشه السيجي·
وظل الوضع على ما هو عليه بل أكثر سوءا بسبب زيادة أعداد مصانع الكسارات وعدم التزامها بشروط السلامة والصحة مما أدى إلى تفاقم المشكلة·
وطالب عبيد بن نايع أن يتم التعامل مع مصانع الكسارات بالطرق العلمية واتباع الاجراءات السليمة لحماية البشر من أذى واضرار هذه المصانع والتي لا تقتصر على الغبار بل أن بعض هذه المواد سام وبخاصة مخلفات الوقود، والكل يعرف أن هذه المصانع والشاحنات تحرق آلاف الاطنان من هذه المواد السامة في الهواء·
ويطالب بن نايع بضرورة تركيب فلاتر على كل المصانع وأن يتم التقيد بالمسافة بحيث تبعد هذه المصانع أكثر من 15 كيلو مترا عن الأحياء السكنية·
طرق للشاحنات
وأن يتم انشاء طرق خاصة لمرور الشاحنات بعيداً عن المناطق السكنية وإذا هذا الأمر صعب اليوم لمنطقة السجيي فعلي الحكومة نقل المواطنين إلى منطقة قريبة جديدة على أن يتم تخطيطها على أحسن المواصفات وتزويدها بكامل الخدمات والمرافق·
معلومات
يسكن السيجي حاليا حوالي الف و500 نسمة يوجد بها 80 مسكناً 60 في المئة من هذه المساكن انتهى عمرها الافتراضي وهي بحاجة إلى ازالة واحلال كافة المساكن مبنية عام1975 وكذلك مدرسة الأولاد والروضة أما مدرسة البنات فهي جديدة بجانب مركز طبي يغلق أيام الإجازة التي يقوم بها الطبيب الوحيد الذي يعمل بهذا المركز الذي تبرع به رجل من أصحاب الخير والبر والإحسان أما المرافق الأخرى فلا وجود لها وكان الله في عون أهالي السيجي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©