براتيسلافا (أ ف ب) - أصبح لتحقيق الحلم البشري القديم بالطيران شكل آخر بعد أن تمكن المهندس السلوفاكي ستيفان كيلن من تصميم سيارة طائرة، استوحى شكلها من الروايات العالمية الشهيرة. وقال المهندس “راودتني فكرة تصميم سيارة المستقبل هذه منذ أيام الدراسة الجامعية في التسعينيات.. ومن منا لم يحلم بأن يحلق بسيارته عندما يكون عالقاً في زحمة السير؟”. ويبلغ طول هذه السيارة 6 أمتار، وتتسع لراكبين، ولديها جناحان قابلان للطي، وتتزود بالوقود العادي من أي محطة وقود. وأضاف كيلن أن “فكرة الطيران تسري في عروقي وقد ورثتها من والدي وجدي.. حتى إنني حصلت على رخصة للطيران قبل أن أنال رخصة قيادة سيارة”.
وعمل هذا المهندس في مجال التصميم لحساب شركات تصنيع سيارات عدة، منها “بي إم دبليو” و”فولكسفاجن” و”أودي”، وهو الآن أستاذ في أكاديمية الفنون الجميلة والتصميم في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا. ووصف موقع مجلة “فلايينج آند انهابيتت” الأميركية المتخصصة السيارة بأنها “السيارة الطائرة الأجمل والأفضل تصميما في العالم”. وصمت السيارة بحيث تفتح جناحيها في بضع ثوان، لتتحول إلى طائرة صغيرة. وتمكن كيلن من التحليق بسيارته في سبتمبر الماضي. وتصل سرعة هذه المركبة خلال الطيران إلى 200 كيلو متر في الساعة. وتستطيع السيارة الطيران بشكل متواصل لمسافة 700 كيلو متر، وتستهلك 15 ليترا من الوقود في الساعة.
وقال رئيس الاتحاد السلوفاكي للطائرات الخفيفة ميلان كيبا “لقد أحصينا حتى الآن وجود عشرين محاولة عبر العالم لتصميم سيارات طائرة”. وأضاف أن “هذه السيارة مقارنة مع غيرها من التجارب السابقة، الأكثر قابلية للاستمرار”. وأكد أن سائقيها “سيخضعون لقوانين قيادة الطائرات الخفيفة”، التي تتطلب 25 ساعة من التدريب على التحليق في سلوفاكيا. ويعكف كلين وزملاؤه حاليا على تصميم طراز جديد من هذه السيارة الطائرة، قد يبدأ إنتاجه في الربيع المقبل. ويأملون في الحصول على إجازة لتصنيع الطائرات الخفيفة جداً. ولا يتوقع كلين إنتاج هذه السيارة بكميات كبيرة في المستقبل، ولكنها ستكون بمثابة وسيلة نقل بديلة فقط. إلا أنه أكد أنها “ستكون شديدة الأهمية في الدول التي تعاني نقص البنى التحتية والمساحات الواسعة».
وفي المجتمع المعاصر الذي يحاول التخفيف من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، يبدو استهلاك هذه المركبة الكبير للمحروقات عقبة أمام انتشارها. وقال جان لسيسنسكي الأستاذ في الجامعة السلوفاكية للتكنولوجيا “ستواجه السيارات القادرة على الطيران مشكلة دائمة بسبب استهلاكها الكبير للمحروقات”.
عدد اليوم
