السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النصر يفرض أسلوبه لتحقيق أهدافه بـ «القوة الجبرية»

النصر يفرض أسلوبه لتحقيق أهدافه بـ «القوة الجبرية»
18 يناير 2012
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. دبي (الاتحاد) - استمر النصر في تطبيق طريقته التي حقق بها الفوز في مبارياته الماضية، التي تعتمد على شعار “دافع بشكل جيد.. اكسب الكرة.. قم بعمل الهجمة المرتدة بأقل عدد من التمريرات”، ويبقى التنظيم الدفاعي الجيد للنصر مفتاح تفوقه الدائم في المباريات الأخيرة، بسبب التجانس والاعتماد على الأداء الجماعي بين رباعي الدفاع، حتى وإن غاب محمود حسن، ولعب طلال حمد بدلاً منه، فهم يؤدون بقوة، ويستطيعون كسب كل الكرات الثنائية مع مهاجمي الفريق المنافس، سواء في الهواء أو على الأرض، وعمل عمق جيد يمنع خطورة هجمات الفريق الآخر. واعتمد التنظيم الدفاعي للنصر أمام الشباب، على أن يكون المهاجمون ولاعبو الوسط، هم خط الدفاع الأول، من خلال الضغط المستمر على المدافعين، وهو ما حدث بالفعل من حميد عباس بالضغط على عيسى محمد وكسب الكرة والمرور السريع، والتسديد بقوة في الهدف الثاني، أي أن الفريق يلعب مدافعاً بكل صفوفه، حينما يفقد الكرة، ويتحرك الجميع من أجل استعادتها، ثم يتحرك نصف لاعبي الفريق إلى الهجوم بسرعة، لشن غزوات على مرمى المنافس، مع بقاء النصف الآخر لمواجهة أي هجمة مرتدة. والجميل في طريقة أداء النصر أنه عندما يتم استخلاص الكرة، لا يقوم المدافعون بعمل “التشتيت”، بل يتم بناء الهجمة السريعة بالاعتماد على سرعة وقوة ديانيه وكاريكا وخلفهما بريشيانو، ومن الأشياء التي تخدم طريقة “العميد” أنه يتقدم عادة بهدف مبكر يكون سبباً في انهيار خطوط منافسه، وهو ما حدث أمام “الجوارح”، حيث ينجح الدفاع الصارم في منع هجمات المنافس، وتكون الهجمات المرتدة شديدة الإيجابية باتجاه المرمى، بأقل عدد من التمريرات، لاختصار المسافات والزمن، قبل ارتداد لاعبي الشباب، ولعب الثلاثي ليما وحبيب الفردان وحميد عباس قبل خروجه دوراً مهماً كحائط دفاعي أمام رباعي الدفاع، بل شاركوا أيضاً في بناء الهجمات وصناعة الأهداف وتسجيلها مثلما فعل عباس. ورغم أن النصر لم يستطع أن يلعب الشوط الثاني بالطريقة نفسها التي لعب بها في الشوط الأول، إلا أن الانضباط منحه الفوز في النهاية، وكذلك التغييرات التي أجراها مدربه زنجا، ومنعت استمرار تفوق الشباب، الذي نتج في الأساس عن تغيير غير موفق بخروج حميد عباس، الذي كان يغلق الجبهة اليمنى الدفاعية جيداً، قبل أن يستغلها داوود علي و”البديل” عبد الله درويش، وكانت مشاركة سعيد مبارك بدلاً من كاريكا موفقة، من أجل مساندة مسعود حسن، ومنع استمرار تقدم لاعبي الشباب هجومياً، وهناك عيب في طريقة النصر أنه لا يستطيع الاحتفاظ بها طوال المباراة، وذلك قد حدث في مباريات الفريق أمام الوصل والجزيرة والشارقة. ولم يكن فريق الشباب في الحالة التي اعتدنا عليها طوال الدور الأول، خاصة من الناحية الدفاعية التي كانت مليئة بالأخطاء، التي أثرت على الفريق من البداية، حتى بعد أن أفاق اللاعبون من “الصدمة” كان يستحوذ على الكرة دون جدوى أو فعالية والاكتفاء بالتمريرات الطولية والعرضية يميناً ويساراً، وهو ما أعطى لاعبي النصر الفرصة لعمل الكثافة العددية وغلق المساحات أمام مهاجمي “الجوارح”، لأن الاستحواذ يبقى بلا فائدة أو قيمة إن لم يكن هناك تواجد جيد للمهاجمين داخل منطقة الجزاء عند عمل العرضيات. وكان الشباب في حاجة للعب برأسي حربة داخل منطقة جزاء “العميد”، لكن جوليو سيزار كان دائماً يخرج بعيداً عن منطقة الجزاء ويتحرك في الجانبين للهروب من الرقابة تاركاً عمق الهجوم خالياً، وهذا ما فطن إليه بوناميجو في الشوط الثاني، فأشرك سرور سالم للعب بجوار سيزار، وقام بتنشيط الجبهة اليسرى بإشراك عبد الله درويش، لتكوين الثنائي المطلوب مع داوود علي، وهو ما تسبب في خطورة نسبية على النصر، لكنها لم تكن كافية لإدراك التعادل. وظهر من خلال مباراة النصر وجود نقص في قاعدة اللاعبين لدى الشباب، حيث يبقى عدد اللاعبين المؤثرين في قائمة البدلاء محدودا للغاية، ولذلك يتأثر الفريق بغياب لاعب بحجم سياو، وهو ما جعل بوناميجو يظهر “قليل الحيلة” من الناحية الهجومية، وهو على عكس ما يحدث مع فريق العين مثلاً، عند غياب عدد من نجومه الأساسيين، وهو ما يعني أن الفريق يحتاج إلى بدائل تعوض النقص في أي وقت ليبقى الفريق في سباق القمة في الدور الثاني لأنه سيكون أكثر شراسة وصعوبة. «الملك» بلا لون أو طعم أو رائحة بني ياس يتفوق على الشارقة بسلاح «الأطراف» دبي (الاتحاد) - لعب كالديرون مدرب بني ياس في مواجهة الشارقة بسلاح “الأطراف”، واستغلال الكرات العرضية المرسلة من الجانبين، من خلال التحرك المستمر للاعبيه حبوش صالح في اليمين واليسار، وتقدم فوزي بشير من العمق والجناحين، وتغيير توني لموقعه، وتبادل اللاعبين للمراكز، واستخدام التمريرات الأمامية العميقة “الاختراقية” التي تضرب خط الدفاع، خاصة أن دفاع الشارقة لعب بطريقة “مسطحة” يسهل ضربها. وتفوقت سرعة توني وبشير وحبوش صالح والمنهالي على مدافعي الشارقة ولاعبي وسطه، كما أن تغيير طريقة اللعب والإيقاع و”تدوير” الكرة لتوفير الجهد البدني، واستنزاف طاقة لاعبي الشارقة والتأثير على معنوياتهم، وتغيرت طريقة لعب “السماوي” من 4-4-2 إلى 4-2-3-1، وهو ما كان سبباً في ضبط الإيقاع بصورة أكبر وتحقيق الفوز. وفي المقابل لعب الشارقة بالأسلوب التقليدي طوال المباراة من دون تنظيم دفاعي أو هجومي، ومن خلال طريقة “جامدة” من دون مرونة أو مساندة هجومية من عناصر الفريق، وظهر “الملك” بلا طعم أو لون أو رائحة، فهو يدافع بخطوط مفتوحة دائماً، وبطء شديد في مواجهة هجمات بني ياس، كما أن البرازيلي فييرا مدرب الفريق لا يتدخل إلا متأخراً، وهو ما قام به عندما أشرك سعيد الكاس ومحمد سرور بعد أن تفاقم الوضع عقب التأخر بهدفين. ولم يكن الأداء الجماعي لفريق الشارقة كافياً لتشكيل خطورة على بني ياس، حتى الهدف الذي سجله أصحاب الأرض عن طريق إدينهو جاء من تسديدة مفاجئة وليس نتيجة جملة خططية بين لاعبي الفريق، بسبب وجود مساحة كبيرة بين لاعبي الارتكاز عصام درويش وفاندينهو، وهي المساحة التي صال فيها لاعبو بني ياس وجالوا من خلال نواف مبارك وحبوش صالح وفوزي بشير، كما لم يجد مارسلينهو وإدينهو المساندة المطلوبة من لاعبي الوسط. والحقيقة أن الأرجنتيني كالديرون أضاف الكثير لفريق بني ياس من خلال توظيف جيد للاعبين واللعب باستراتيجية محددة ينفذها اللاعبون وتكون سبباً في تقدم مستوى الفريق من مباراة لأخرى، وهو ما يجعل الفريق مرشحاً للتقدم في سباق الترتيب خلال الدور الثاني. «الأسود» لعب من دون مخالب هجومية أو قوة دفاعية «الرعب» من حامل اللقب يسهل مهمة الجزيرة أمام دبي دبي (الاتحاد) - رد الجزيرة على محاولات التشكيك في قدرته على مواصلة مشوار المنافسة على اللقب هذا الموسم، بعد أن نجح في الاحتفاظ بفارق النقاط الأربع مع العين، ولأن الفوز على دبي في العوير لم يكن سهلاً من الناحية العملية رغم سهولته “نظرياً” بين حامل اللقب وفريق يصارع من أجل البقاء، لأن فريق “الأسود” لم يعد لديه ما يخاف عليه، وهو ما يجعله خطراً على كل الفرق، بدليل أنه نجح في تحقيق الفوز على الوصل 2 - 1 في الجولة الماضية. ولولا أن عبد الله موسى قد نجح في إحراز هدف مبكر في الدقيقة 11، لكان من الممكن أن تتغير الصورة خلال اللقاء، لأن هذا الهدف تسبب في حالة من “الرعب” للاعبي دبي، كانت سبباً في تسهيل مهمة حامل اللقب في بقية وقت المباراة، خاصة أن الشوط الأول انتهى 2 - صفر، ثم جاء الهدف الثالث مع بداية الشوط الثاني، وهو ما جعل أصحاب الأرض في موقف حرج للغاية، وازدادت معه المهمة الخططية صعوبة، لكنها في الوقت نفسه حررت الفريق من حالة الخوف، بعد أن تأكد اللاعبون أنهم خسروا المباراة، ولا يوجد ما يستدعي استمرار الخوف. وتفوقت خبرة لاعبي الجزيرة في المواقف الفردية والشكل الجماعي في طريقة اللعب التي يطبقها البلجيكي فرانكي، والتي لا تعرف التهاون أمام الفرق الصغيرة، وإن بقيت مشكلة حامل اللقب في اهتزاز شباكه في كل مباراة، مهما كان اسم الفريق المنافس، وهي أبرز سلبيات “الفورمولا” في الوقت الحالي، التي قد تكون أزمة كبيرة في الدور الثاني مع زيادة رغبة كل الفرق في تحقيق الفوز لتحقيق الأهداف المطلوبة. وبالطبع كان أيمن الرمادي مدرب دبي في موقف صعب بعد أن افتقد مدافعه الأول كاظم علي، ومهاجمه الأبرز أبو بكر كمارا، فتأثرت الصلابة الدفاعية والقوة الهجومية أمام فريق لا يعرف “الدلع”، ولا يتهاون أمام أي منافس، فكان الصمود الدفاعي أمام هجمات الجزيرة أقل من أن يوقفها، وكانت النزعة الهجومية أضعف من أن تخترق دفاعاته رغم إحراز هدفين في ظل الثقة “الجزراوية” في الفوز بعد تسجيل أربعة أهداف. «ديربي» الأهلي والوصل «فقير» فنياً دبي (الاتحاد) – هزمت الأخطاء الدفاعية الأهلي أمام الوصل، هذا ملخص ما يمكن قوله عن المباراة التي جاءت ضعيفة وفقيرة فنياً، وأقل كثيراً من المتوقع في ظل قلة الخطورة الهجومية على المرميين، وقد لعب الأهلي بطريقة 4-3-3 أو 4-3-2-1 التي يقال عنها الشكل الهرمي، وأدى الفريق شوطا أول جيداً، تقدم خلاله بهدف جرافيتي بسبب “الديناميكية” التي لعب بها الفريق، التي كان الفريق من خلالها متفوقا على الوصل، كما كان بإمكانه إحراز أكثر من هدف. وكان لاعبو الوسط علي حسين وطارق أحمد وعامر مبارك وأمامهم إسماعيل الحمادي أسرع كثيراً من لاعبي وسط الوصل، وتحرك جرافيتي بشكل رائع في المساحات الخالية خلف ظهيري الجنب في الفريق “الأصفر”، ولو كان فيصل خليل في مستواه المعروف لكان من الممكن أن يشكل ثنائياً مع جرافيتي لتشكيل خطورة أكبر، لكن اللاعب لم يكن في حالة جاهزية فنية تسمح له بذلك لغيابه عن المباريات لفترة طويلة. وأهدر لاعبو الأهلي أكثر من فرصة لزيادة التقدم سواء فيصل خليل أو “البديل” ماجد حسن، وكان على الفريق أن يلقى عقابه سريعاً، لأن من يهدر لابد أن يتحمل نتيجة ذلك، فقد تسبب المدافع اللبناني يوسف محمد في ضربة جزاء سجل منها الوصل هدفه الأول، وأكمل المدافع اللبناني مع الحارس عبيد الطويلة الأخطاء في هدف الوصل الثاني بسبب غياب التفاهم، الذي جعل المدافع يضع الكرة في مرماه لحظة خروج الحارس. وكانت مشكلة الأهلي في الكرات العرضية العالية بسبب الخطأ في تمركز المدافعين وتحركات حارس المرمى داخل المنطقة، في حين كانت خطورة الوصل في الكرات الثابتة التي يجيد الأرجنتيني دوندا تنفيذها سواء من الضربات الحرة المباشرة أو الركلات الركنية، وفي الحالة الهجومية لم يكن جرافيتي وحده كافياً، لأن يبقى مصدر إزعاج لدفاع الوصل، خاصة أن إسماعيل الحمادي لم يكن على الحالة التي كان عليها في المباريات السابقة. ورغم الفوز لم يكن الوصل في المستوى المقنع، ولم يكن لاعبوه في حالة جدية فنياً وبدنياً، خاصة لاعبي الوسط مارسير وخليفة عبد الله، حيث كانا أقل كثيراً من مستوى لاعبي خط وسط الأهلي الأكثر نشاطاً، خاصة في الشوط الأول، ووقع خط دفاع الوصل أيضاً في أخطاء كثيرة، ومن إحداها أحرز الأهلي هدفه الوحيد، وكان التزام مدافعي الجانبين بالواجبات الدفاعية وعدم التقدم للهجوم سبباً في ضعف التمويل للمهاجمين. وكانت تبديلات المدربين مارادونا وكيكي في حدود ضيقة، حيث أشرك كل مدرب لاعبا واحدا أثناء المباراة من أجل تنشيط الصفوف وكأنهما لا يملكان بين البدلاء من يستطيع تحقيق الإضافة، ولعب فهد مسعود للوصل في تبديل اضطراري بدلاً من درويش أحمد المصاب، بينما كانت مشاركة حسن إبراهيم بدلاً من خليفة عبد الله في لدقيقة 89 وعيسى علي بدلاً من راشد عيسى في الدقيقة 93 بهدف استهلاك الوقت فقط دون فائدة خططية. واستفاد كيكي أيضاً من تبديل واحد بمشاركة ماجد حسن بدلاً من فيصل خليل، وكان محقاً في هذا التبديل، في ظل تواضع مستوى المهاجم العائد بعد غياب، وذلك بعد أن فشل فيصل في ترجمة الفرص لتي أتيحت له، وكان لهذا التبديل دوراً مهماً في زيادة فعالية الهجوم، لكن أخطاء الدفاع أفسدت محاولات حسم نقاط المباراة. وتميز أداء الوصل الهجومي بدرجة أكبر خلال هذه المباراة عن مبارياته السابقة، وذلك بفضل وجود الإيراني خلعتبري ونشاطه مهارته في الاختراق، الذي يعتبر إضافة جيدة للفريق تمنح المهاجم أوليفيرا فرصة التحرك داخل المنطقة، والهروب من الرقابة وانتظار التمرير من العمق، ولكن في النهاية لم نشعر بالمتعة خلال المباراة بالحجم الذي توقعناه في مباراة “ديربي” ذات تأثير كبير على الفريقين. قدرات لاعبي عجمان خذلت مدربهم أمام العين كوزمين ينجح في «تفصيل» طريقة لعب تناسب «الزعيم» دبي (الاتحاد) – من جديد أثبت الروماني كوزمين مدرب العين قدرته على التعامل مع ظروف كل المباريات والتغلب على النقص الذي يضرب صفوف فريقه بقوة، وقد أجاد في مباراة الفريق أمام عجمان، من خلال اللعب بمجموعة من أصحاب الميول الهجومية في خط الوسط، مثل محمد عبد الرحمن وسكوكو ومحمد سالم، وأمامهم محمد مال الله الذي لا يمكن تصنيفه في اللقاء على أنه رأس حربة صريح، من أجل تعويض غياب أسامواه جيان وياسر القحطاني وأيضاً علي الوهيبي. وبعد أن فشلت الطريقة في ضرب دفاعات عجمان المنضبطة طوال الشوط الأول، بسبب الكثافة العددية للاعبي “البرتقالي”، كان التعديل في الطريقة من خلال تغيير واحد بمشاركة محمد ناصر كرأس حربة صريح بدلاً من محمد مال الله، وهو ما حقق الهدف منه في الشوط الثاني، وذلك بعد أن جاء الأداء سلبياً في الأول من حيث “النجاعة” الهجومية، وأيضاً من حيث القوة الدفاعية، التي سمحت للاعبي عجمان باستغلال المساحات الخالية خلف لاعبي العين في الهجمات المرتدة والتي استغلها توريه وانفرد وسجل منها هدف فريقه. وبعد أن قرأ كوزمين هذه المعطيات، فكان محمد ناصر هو نقطة التحول التي قلب بها المدرب كل الموازين، بعد أن سجل اللاعب الهدف الأول، الذي أدرك به “الزعيم” التعادل، وبعد ذلك سجل اللاعب نفسه الهدف الثالث، وصنع الرابع لفريقه ليؤكد قيمة التبديل الذي يمكن أن يقوم به المدرب في وقت ما من المباراة، ليعدل طريقة اللعب، وهو ما حدث من خلال توسيع الملعب عرضياً باللعب على الجانبين، لتفادي الزحام الموجود في وسط ملعب عجمان، والاعتماد على الكرات المرسلة من اليمين واليسار، وهو ما تسبب في الهدفين الأول والرابع، وهي الطريقة أيضاً التي سمحت بوجود ثغرات في العمق، فكان من نتيجة ذلك تمريرة هلال سعيد في العمق للمهاجم محمد ناصر في الهدف الثالث. والحديث عن قدرات المدرب الروماني، يأتي بسبب نجاحه في “تفصيل” طريقة اللعب التي تناسب الفريق وظروفه، ونقص الصفوف في مراكز مؤثرة، بما يضمن تحقيق الهدف في النهاية، ويبقى مهماً جداً لفريق يبحث عن بطولة أن ينجح في تجاوز الظروف الصعبة، وأن يحقق الفوز في غياب بعض النجوم، وعندما تكتمل الصفوف يكون قد كسب لاعبين جدداً، وزادت قاعدة الاختيار أمامه. وقد لعب عجمان المباراة بطريقة أقرب إلى 4-3-3- أو 4-3-2-1، بهدف اللعب في حالة الدفاع بما يقرب من 7 لاعبين في الثلث الأخير من الملعب، ثم التحول سريعاً من الدفاع إلى الهجوم، واستغلال المساحات خلف لاعبي العين، وترك حرية التحرك الهجومي لثلاثة لاعبين فقط هم حسن معتوق وأوليفيه وأمامهما توريه، ونجحت هذه الطريقة في الشوط الأول لتحقيق التوازن المطلوب والتقدم بهدف من الهجمة المرتدة، وصمدت هده الطريقة لمدة 56 دقيقة، ثم تكرر الصمود حتى الدقيقة 82 موعد هدف العين الثاني من ضربة جزاء. ورغم الخسارة فقد أدار عبد الوهاب عبد القادر المباراة بأسلوب جيد من خلال التغييرات التي قام بها وفق ظروف اللقاء، وعمل العمق المطلوب أمام هجمات الفريق المتصدر والمحافظة على التعادل، وقام أيضاً بإشراك عبد الله الجمحي بدلاً من محمد يعقوب، بعد تقدم العين في محاولة جديدة لإدراك التعادل، لكن رغبة لاعبي العين في البحث عن الفوز كانت أقوى. الإمارات بدأ مهمته «الانتحارية» بنجاح أمام الوحدة دبي (الاتحاد) - يبدو أن فريق الإمارات لن يرفع “الراية البيضاء” في مواجهة شبح الهبوط رغم أنه ما زال في المؤخرة برصيد 4 نقاط، وهذا ما أكدته مباراته أمام الوحدة، التي استطاع خلالها خطف نقطة التعادل الغالية التي تفوق قيمتها الحقيقية، بسبب الدفعة المعنوية التي قد تسببها لـ “الصقور” في بداية الدور الثاني، خاصة أنها كانت أمام أحد أفضل فرق الدوري على ملعبه وبين جماهيره. وربما يصبح الإيفواري ماديبو ديارا الوافد الجديد على فريق الإمارات واحداً من العوامل التي تساعده في مسيرته الصعبة خلال النصف الثاني من السباق، بعد أن أظهر اللاعب قدرات جيدة، حيث ساعد وجوده على أن يبدأ الفريق المباراة بشكل قوي مستفيداً من انتشار لاعبيه في الملعب، وكان من الممكن أن يتقدم الفريق بهدف عن طريق الحسن كيتا ثم عن طريق ديارا، ولو حدث ذلك لانقلبت المباراة رأساً على عقب، ومع ذلك واصل الضيف الرغبة الهجومية حتى تقدموا بالفعل من خلال شجاعة يحسدون عليها، وكأنهم بدأوا مهمتهم “الانتحارية” من أجل البقاء. ولم يكن “العنابي” هو الفريق الذي نعرفه من بداية اللقاء، ويبدو أنه تأثر كثيراً بخسارة مباراة “ديربي” أبوظبي في الجولة الماضية أمام الجزيرة، والتي ابتعد بعدها عن سباق القمة كثيرا رغم الجهد الذي بذله إسماعيل مطر وبيانو حتى نجح الثاني في إدراك هدف التعادل، حيث كانت الخطوط مفككة بالدرجة التي سمحت للاعبي الإمارات بالتفوق طولياً وعرضياً في أوقات كثيرة من المباراة، رغم أن التشكيلة ضمت كل العناصر الأساسية التي تحقق أهداف هيكسبيرجر. ويحسب للتونسي البنزرتي مدرب الإمارات قدرته على استنفار قدرات لاعبيه طوال الـ 90 دقيقة لتحقيق نتيجة جيدة مع الوحدة، وأيضاً التبديلات التي أجراها حيث حققت طفرة دفاعاً وهجوماً. 66 مباراة إيجابية دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة تسجيل 24 هدفاً في المباريات الست بواقع 4 أهداف لكل مباراة، وهو معدل جيد، يعكس قوة المهاجمين، لكنه في الوقت نفسه يكون دليلاً على ضعف الدفاع وحراسة المرمى في الفرق، خاصة أن كل المباريات طوال الدور الأول وعددها 66 مباراة انتهت جميعاً بنتائج إيجابية، من دون أن تكون هناك مباراة واحدة سلبية، بلا شباك مهتزة. وبقي فريق الإمارات “الحلقة الأضعف” في الجولة مثلما هو حاله في الدور الأول كاملا كأضعف هجوم برصيد 10 أهداف فقط، وهو أيضاً صاحب أضعف دفاع، حيث اهتزت شباكه 30 مرة، وقد دخل مرماه 4 أهداف أخرى في هذه الجولة كعادته في الفترة الأخيرة، وبقي الجزيرة كأقوى هجوم برصيد 31 هدفاً، وحافظ العين على موقعه كأقوى دفاع، حيث اهتزت شباكه 9 مرات فقط. ورغم غيابه عن المباريات بسبب الإصابة والمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة الأمم الأفريقية احتفظ الغاني جيان أسامواه بصدارة الهدافين برصيد 10 أهداف. الميدالية الذهبية فريق النصر كان فريق النصر هو “الرابح الأكبر” خلال الجولة، بعد أن حقق أفضل ما يتمناه مع نهاية الدور الأول للدوري، وقدم الفريق مستوى أمام الشباب، أكد من خلاله أنه أصبح صاحب كلمة مؤثرة في سباق قمة الدوري، وأن نتائجه السابقة لم تكن من باب “الصدفة”، أو حسن الحظ فقط، بل نتيجة مجهود كبير من اللاعبين والجهاز الفني وإدارة النادي وجماهيره التي عادت لمؤازرته. واستحق “العميد” أن يكون في مقدمة نجوم الجولة من دون تحديد لاعب بعينه في ظل الأداء الجماعي الذي أصبح هو نجم الفريق الحقيقي في كل مبارياته الماضية، منذ تجاوز الفريق الكبوة التي تعرض لها بداية الموسم، التي خرج منها قوياً بدرجة أبهرت الجميع. الميدالية الفضية كالديرون يقود الأرجنتيني كالديرون فريق بني ياس بخطى ثابتة جداً، ويحقق الأداء الجيد والنتائج المتميزة، من جولة إلى أخرى بفكر متوازن، وأسلوب يتناسب مع قدرات لاعبيه التي ظهرت على حقيقتها، كما كانت في الموسم الماضي، الذي حقق خلاله “السماوي” لقب “الوصيف” خلف الجزيرة بطل النسخة الماضية للدوري، واستطاع كالديرون أن يعوض فترة التراجع التي حدثت للفريق أيام البرازيلي فييرا بداية الموسم الحالي. ويعتبر صعود بني ياس إلى المركز الثامن في الجولة الأخيرة برصيد 13 نقطة، مجرد بداية جديدة للفريق، الذي وجد نفسه وأدرك أنه ما زال أحد القوى المؤثرة في جدول الترتيب، ويعود الفضل إلى المدرب الأرجنتيني الذي أعاد ثقة اللاعبين في أنفسهم قبل كل شيء. الميدالية البرونزية عادل عبد الله رغم خسارة فريق الشباب وعدم تقديم اللاعب عادل عبد الله لمستوى متميز، بالدرجة التي تجعله أحد نجوم الجولة، إلا أن مدافع “الجوارح” استحق أن يكون أحد نجوم الجولة من خلال الموقف “الأخلاقي” الذي قدمه في مباراة فريقه أمام النصر، حيث اعترف بالخطأ الذي ارتكبه ضد أحد لاعبي النصر، بعد أن منح حكم المباراة محمد عبد الكريم بطاقة صفراء بالخطأ للاعب الأوزبكي حيدروف بدلاً منه، فما كان من عادل عبد الله، إلا أن يذهب إلى الحكم، ويخبره بأنه من يستحق البطاقة التي حصل عليها، وأنقذ زميله منها وأنقذ الحكم من الحرج. وهذا الموقف رغم بساطته إلا أنه يحقق مبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم”الفيفا”، التي يصر عليها دائما، ويرى أنها أهم كثيراً من الأمور الفنية وحسابات الفوز والخسارة في كل مباراة، وهو ما يجعل عادل عبد الله واحدا ممن يستحقون الإشادة بجدارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©