الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون هنود يرسمون يوميّات دبي ونهضتها وصفاء العابرين

فنانون هنود يرسمون يوميّات دبي ونهضتها وصفاء العابرين
7 أكتوبر 2017 14:49
غالية خوجة (دبي) ترتبط الإمارات بعلاقات إنسانية وثقافية وحضارية مع كافة شعوب الأرض، محورها التعايش والسلام والتسامح، ومن تلك العلاقات ما تجسدها دولة الهند في كافة المجالات، ومنها الفن، الذي يبرز فيه تيار هندي معاصر متأثر بالمتغيرات والمحليات الإماراتية، ومتفاعل معها من منظوره اليومي، المكاني، والنفسي، وهذا ما تعكسه أعمال مجموعة من الفنانين الهنود في غاليري «آنيا» في شارع الوصل بدبي. ويرسم الفنانون دبي كما يرونها؛ معالمها القديمة مثل منطقة الشندغة، ومعالمها المعاصرة مثل برج العرب وبرج خليفة، ومعالمها الأخرى من شوارع وأبراج ومساجد ومترو وسفن، وكائناتها الطبيعية من نوارس وخيول وجمال وأمواج، ويلونون حركة راقصة الباليه كمشهد مما تقدمه أوبرا دبي، ويرسمون ويكتبون بالخط العربي. ومن تلك اللوحات ما رسمه الفنان (مادسودان Madhusudan)، الذي ترك لخيوله الركض الجامح تحت أشعة الصحراء، بملامح تحدق بالمشاهد وجهاً لوجه، وهي تعبر الماء أو الرمال، وتبدو الحركة السريعة كمرآة التقطت أشعة الشمس، من الفضاء والأرض، لتعكسها على لون الخيول. أمّا الفنانة (دبيلو إناوتون W.Inaoton) فترسم لوحاتها بطريقة التنقيط، تارة، مرتكزة على توظيف الألوان وتشكيلات ملامحها البشرية أو الطبيعية، ومن أجمل لوحاتها (راقصة الباليه) المتحركة في الفراغ بألوان قزحية تبدو وكأنها ستارة موسيقية تتحرك مع روح الراقصة لا جسدها، كما ترسم بالألوان الزيتية، تارة أخرى، معبّرةً عن مزاج الطبيعة بين العاصفة والموج، راسمةً من رمال الشواطئ ملامح لأنثى متألمة. بينما نلاحظ كيف يكتب (سوديب روت Sodip Routh) لفظ الجلالة في الأعالي، بتشكيلية بين الواقعية والتجريدية، مانحاً ألوان السماء الألوان السبعة للطاقة الداخلية المتأملة، كما أنه يهتم بدبي القديمة وطريقة العمارة العربية التي تمتاز بها، إضافة إلى ما تمنحه من طمأنينة وسلام من خلال الناس العابرين والطيور المحلقة وصفاء اللون المكاني الحار مع البارد، كما يرسم دبي القديمة من خلال (الحصان والعربة)، وهي تعبر الطريق الأبيض النافر، منتقلاً إلى دبي الحديثة من خلال (المترو) العابر للطريق ذاتها. وبانطباعيته يرسم الفنان (بيشوارانجان بونيا Bishwaranjan Bhunia) برج العرب ببعد رومانسي واقعي، ملتقطاً لحظة الغروب أو الشروق بين حلم الموج والنوارس والمراكب، ناشراً اللون الأحمر الدافئ بتدرجاته، المتناغمة مع اللون الأزرق البارد، في نسيج تكمله مفردات اللوحة من غيم ومبانٍ وهدوء لطيف يمتد بإيحاءاته العميقة حتى التقاء الموج والكائنات والألوان في النقطة المركزية التي يتجسد فيها برج العرب. هكذا يرى بعض الفنانين الهنود دبي، مختزلين الزمان المتسارع، راسمين حركة المتغيرات بألوان تمنح التفاؤل وتفتح البواطن على الطمأنينة المتبادلة بين الذات والمكان، وكأنها تردد مع طاغور: «عند شروق الشمس، افتح قلبك، وارفعه كزهرة تتفتح.. وعند الغروب، احنِ رأسك، وفي الصمت، أكملْ عبادة اليوم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©