السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تألق الحراس حديث الناس في مونديال «أصحاب القفــــازات»

تألق الحراس حديث الناس في مونديال «أصحاب القفــــازات»
3 يوليو 2014 01:23
معتصم عبد الله (دبي) جاء اختيار خمسة من حراس المرمى للتتويج بجائزة أفضل لاعب «رجل المباراة» خلال دور الـ 16 لبطولة كأس العالم، أشبه بالاعتراف الضمني بالتألق اللافت لأصحاب القفازات في البطولة التي استحقت لقب «مونديال الحراس»، والتي شهدت في دورها الأول أيضاً «خفوت بريق» عدة أسماء تألقت في سماء حراسة المرمى طيلة السنوات الماضية، أمثال إيكر كاسياس حارس منتخب إسبانيا حامل اللقب في 2010، والمخضرم جان لويجي بوفون حارس «الآزوري» حامل لقب مونديال 2006. وشهد اليوم الأول لمباريات الأدوار الإقصائية قيادة البرازيلي جوليو سيزار منتخب بلاده لتخطي عقبة منافسه تشيلي بركلات الترجيح (3- 2) بعد انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1)، حينما تصدى لركلة سانشيز وقبلها ركلة ماوريسيو بينيا، الذي هز عارضته في الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي الثاني، وفي اليوم الثاني نال جييرمو أوتشوا حارس المكسيك ذات الجائزة رغم خروج منتخب بلاده من المنافسة بالخسارة أمام هولندا (1-2). وفي الثالثة ترجم كيلور نافاس حارس كوستاريكا أفضليته من خلال التتويج بالجائزة بعد ما قاد منتخب بلاده لإنجاز تاريخي بالتأهل لدور الثمانية للمرة الأول في تاريخها، بفضل ركلات الترجيح (5- 3) على حساب اليونان بعد مباراة مارثوانية انتهت بالتعادل الإيجابي (1- 1)، حيث قام حارس مرمى ليفانتي بتصديات حاسمة، بجانب صده ركلة الترجيح الخامسة والتي كانت وراء تأهل كوستاريكا لربع نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخها. بدوره استحق نجم المنتخب الجزائري رايس مبولحي نجومية مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا، على الرغم من الخسارة في الأشواط الإضافية بنتيجة (1- 2) ووداع الخضر منافسات البطولة، حيث واصل مبولحي رحلة تألقه المونديالية وكان سداً منيعاً أمام محاولات ألمانيا الرأسية وغيرها من التسديدات الصاروخية. رقم قياسي وفي مباريات أمس الأول أثبت تيم هاوارد حارس أمريكا أن حامي العرين من الممكن أن يكون فريقا كاملا لو في مثل قدراته، فقد كانت تصدياته خارقة للعادة في العدد والكيفية، وضرب الرقم القياسي في عدد مرات التصديات التي كان بالإمكان أن تصبح هدفا، والتي بلغت 15 تصديا لـ 15 فرصة مؤكدة للفريق البلجيكي، الذي كان في أفضل مستوياته. ولم تقلل نسبة الأهداف القياسية في المونديال الحالي، والذي أضحى مرشحاً وبقوة لكسر الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في بطولات كأس العالم العالم التي أقيمت بمشاركة 32 فريقا والمسجل في دورة فرنسا 1998، حيث اهتزت الشباك في تلك البطولة 174 مرة، من متانة الأداء لحراس مرمى أغلب المنتخبات. ومثل تألق الخماسي جوليو سيزار، رايس مبولحي، كيلور نافاس، جييرمو أوتشوا، وتيم هاوارد امتداداً للمستوى المميز لعدد من الحراس في المونديال، والتي ضمت قائمتهم العديد من الأسماء أمثال فيكتور إنياما حارس مرمى المنتخب النيجيري ونادي ليل الفرنسي والذي تم اختياره من قبل الفيفا كحارس التشكيل المثالي لدور المجموعات (الدور الأول)، بجانب تيبو كورتوا حارس مرمى المنتخب البلجيكي، ومانويل نوير حارس مرمى منتخب ألمانيا الذي يصفه الخبراء بأنه يعد حاليا أفضل حارس مرمى في العالم نظراً لردة فعله السريعة جداً، وقيامه بدور الليبرو مع المانشافت وتمتعه بهدوء الأعصاب. شعاع البطولة ووصف عبد القادر حسن حارس مرمى منتخبنا الوطني السابق ونادي الشباب، مدير إدارة المنتخبات الحالي مستوى حراس البطولة بأنه «شعاع المونديال»، وقال: «على الرغم من السرعة الرهيبة لكرة البطولة «برازوكا»، بجانب التطور الكبير في مستويات النجوم لا سيما على مستوى خط الهجوم، الا أن حراس المرمى سرقوا الأضواء من الجميع واستحقوا الاشادة، والتهنئة للدرجة التي أطلق فيها البعض لقب «مونديال الحراس» على البطولة الحالية». ولفت إلى أن البحث عن موطئ قدم في عالم شهرة المستديرة والتي توفره مباريات البطولة العالمية، يمثل حافزاً إضافياً أمام مجموعة من الحراس، الذين لم يكونوا معروفين على المستوى العالمي للتألق، أمثال كيلور نافاس حارس كوستاريكا والجزائري رايس مبولحي وغيرهما، مضيفاً أن التطور الكبير أيضاً في تقنيات التدريب مثل عاملاً مساعداً في رفع قدرات الحراس بجانب الثقة والتركيز العالي، مشيرا إلى أن أغلب مباريات البطولة لعبت في أجواء حارة جداً، أثرت على مردود ومستوى مجموعة من اللاعبين، وهو ما تطلب تركيزاً أعلى من الحراس لمحاولة معالجة أخطاء الدفاع. وأشار عبد القادر إلى أن التطور في أساليب التدريب وأدواته بالنسبة لحراسة المرمى شمل دراسة المنافس وخصائص لاعبيه قبل وقت كاف من المباريات، وذلك تحسباً لظروف المواجهة المباشرة مع المهاجمين والتي تنتج عن ركلات الجزاء والركلات الحرة، ولم يأت التألق اللافت لعدد من الحراس في صد ركلات الجزاء أمثال البرازيلي جوليو سيزار من فراغ، وهو ما يؤكد أيضاً على أهمية دراسة كل التفاصيل المتعلقة بلاعبي الفريق المنافس. وأكد الحارس الدولي السابق أن أوجه الاستفادة من التميز الكبير لحراس المونديال تكمن في ضرورة الرصد والمتابعة الدقيقة لطرق وأساليب التدريب وحتى أدواته الحديثة، بجانب التركيز على الجوانب الفنية خلال المباريات المختلفة، منوهاً إلى أن أغلب الفنيين مثلاً تحدثوا عقب مباراة ألمانيا والجزائر، عن المستوى المبهر الذي قدمه حارس مرمى المنتخب الألماني مانويل نوير، الذي أدى بامتياز دور المدافع الثالث «الليبرو»، ولعب دوراً مؤثراً في وصول منتخب بلاده إلى ربع النهائي. كلمة السر من جانبه اعتبر سمير شاكر حارس مرمى المنتخب العراقي السابق، والمدرب المتخصص في تدريب حراس المرمى، والمدرب الحالي لمنتخبنا الوطني للشباب مواليد 1995 أن سرعة حركة الحراس مثلت «كلمة السر» في تفوقهم الحالي في مونديال البرازيل 2014. ورأى شاكر مدرب حراس المرمى السابق لناديي ماريتيمول وبنفيكا البرتغاليين، أن المستويات المميزة لمجموعة من الأسماء أمثال البرازيلي جوليو سيزار، والمكسيكي جييرمو أوتشوا، أكدت علو كعب حراس المرمى، والتطور الكبير الذي طرأ على أساليب التدريب بجانب تطور الأساليب الدفاعية، لافتاً الى أن عدم الاهتمام بالجوانب الدفاعية على مستوى بعض المنتخبات أثر بدوره على عدم ظهور أسماء معروفة في حراسة المرمى صنعت تاريخاً جيداً مع الأندية والمنتخبات الوطنية خلال السنوات الماضية، أمثال بوفون والإسباني إيكر كاسياس، مؤكدا أن الحارس لا يمكنه صنع المعجزات وهو يلعب خلف دفاع متهالك. وذكر شاكر أن طرق وأساليب وحتى أدوات التدريب بالنسبة لحراسة المرمى على مستوى العالم شهدت تطوراً كبيراً، بيد أنها ركزت في الأساس على عوامل «الحركة، والانتقال، ورد الفعل»، مبيناً أن العمل للوصول الى مستويات الحراس الجيدين يتطلب تدريباً متواصلاً وعملاً شاقاً. وأشار شاكر إلى أن الاستفادة من المستوى المبهر لحراس المونديال على الصعيد المحلي، تكون من خلال المواكبة وتطوير أساليب التدريب المتبعة، مبيناً أن الحراس على مستوى العالم العربي والمحلي تحديداً لا تنقصهم الموهبة والمهارة، مؤكداً اطمئنانه على مستقبل حراسة المرمى على المستوى المحلي، وذلك من خلال عمله الحالي مع المنتخبات الوطنية، مبيناً أن السنوات المقبلة ستشهد استمرار تألق مجموعة من الحراس من ذوي الأعمار الصغيرة ويتمتعون بمهارات جيدة وتكوين جسماني رائع يساعدهم على أداء مهامهم بالشكل المطلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©