الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حافز

6 أكتوبر 2017 22:01
لو سألت ابنك أو ابنتك الصغيرة أيهما يفضل؛ قراءة قصة أبطالها بشر مثله أم قصة شخصياتها حيوانات تتقمص سلوك البشر لكي يستفيد منها، لاحتار في الإجابة؛ فكل كتب الأطفال لا تخلو من رسائل تعلم السلوك وتسلي في النهاية من دون التفريق بين أبطالها حتى لو كان هؤلاء كائنات فضائية أو ظواهر طبيعية أو كائنات خرافية وغرائبية. المهم أنه ما عليك بعدها إلا أن تقبل بالإجابة المحايدة بديمقراطية تامة بغض النظر عما يطرأ من حولك من تغير وتبدل في مزاج الباحثين. ما طالعتنا به الصحف مؤخراً من أخبار حول التجارب التي قام بها الباحثون في مجال قراءة أدب الأطفال يبدو مسلياً ومفيداً بالنسبة لنا ونحن في عالمنا، لأن الأطفال وهم في عوالمهم لن يتوقفوا عنده، ولهذا فقد تجد نفسك كأب أو أم أو معلم متوقفاً أمامه، مقارنا إياه بما تربَّيت عليه؛ كالاستماع إلى القصص وتعلم الفائدة من حكاية من فم أمك والقصة أبطالها من الحيوانات إن لم يكونوا من الجن! بينما اليوم تطلب منك دراسة في علم النفس أو التربية أو علم نفس النمو، لا تدري، أن تعوّد أحفادك من السنوات الأولى على قراءة قصص أبطالها مثلهم من البشر، للتدرب على ما يحتاجون إليه من المهارات الاجتماعية، طبعاً بالإضافة إلى أشياء تخص الأدب. «وحدها قصص الأطفال التي تكون شخصياتها من البشر تعلم أولادنا دروساً مهمة في السلوك الاجتماعي لأنهم أقرب إليهم»، لا نختلف كثيراً في هذا، وفيها فائدة لغوية ومهارات ذهنية وتطوير لمهارات النقد والقدرة على التحليل، ومن هنا فهو تقويم جامع شامل لسلوكياتهم من خلال الأدب، خاصة إذا كان متماشياً مع المرحلة التي تركز عليها الدراسة، الأطفال ما بين سن الرابعة والسادسة، لكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من صدقية تجارب الباحثين، تشعر بأنها واحدة من وسائل الترغيب في ممارسة القراءة في عالم لم يعد يلتفت إليها كثيراً، فلم يجدوا أفضل من المقارنة بين تأثير البشر وتأثير الحيوان في القصص في سلوكيات الأطفال كحافز. سابقاً كانت فوائد القصص التي تلعب فيها الحيوانات أدوار البشر بالنسبة للأطفال حتى ما بعد السادسة كبيرة، وأكبر من ذلك، وهو المطلب الأساسي في الأدب، أن تشعل القصة خيالهم بما توفره من رمزية ومجازية، وكأقل ما يقال فإن هذه القصص تقرب المسافة بين عالمهم وعوالم أخرى تعيش فيها كائنات ربما جعلنا التعامل معها أكثر إنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©