الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

815 تمريرة تصل بمنتخب «لافوريا روخا» إلى قمة «التيكي تاكا» الإبداعية

815 تمريرة تصل بمنتخب «لافوريا روخا» إلى قمة «التيكي تاكا» الإبداعية
16 يونيو 2012
محمد حامد (دبي) - ارتفعت نبرة الثقة في الصحف الإسبانية إلى آفاق غير مسبوقة، بعد أن نجح منتخب “لافوريا روخا” في العودة إلى الإقناع والإمتاع والإبداع، وفاز برباعية نظيفة على المنتخب الأيرلندي، وهو الأداء الأفضل للإسبان منذ الفوز بكأس العالم 2010، حيث واجه رفاق تشافي وإنييستا وكاسياس صعوبات كبيرة في تقديم الأداء المثالي، أو تحقيق النتائج المقنعة في المباريات الودية التي خاضوها منذ معانقة المجد المونديالي، وجاءت مباراتهم أمام أيرلندا لتكون بمثابة وثيقة المصالحة وإعادة الثقة مع الملايين من عشاق الكرة الإسبانية حول العالم. وتفاعلاً مع الفوز الكبير والأداء المبهر أمام كتيبة جيوفاني تراباتوني، قالت صحيفة “آس” الإسبانية: “قمة التيكي تاكا.. 815 تمريرة مكتملة في مباراة واحدة”، والمقصود بالتيكي تاكا هو السيطرة على الكرة طوال الوقت، وتمريرها بدقة في كافة أجزاء الملعب، خاصة في الثلث الدفاعي للخصوم، مما يعبر عن امتلاك مهارة خاصة يتحول معها المنافس إلى مجرد متفرج. ومن أهم المدربين الذين أبدعوا في استخدام أسلوب “التيكي تاكا” بيب جوارديولا المدير الفني للبارسا، ولويس أراجونيس المدير الفني السابق للمنتخب الإسباني، وفيسينتي ديل بوسكي المدير الفني الحالي ، ويعود الفضل في إتقان هذه الطريقة إلى كثرة عناصر البارسا في صفوف “لافوريا روخا” وخاصة تشافي هيرنانديز، وأندريس إنييستا، وسيرجيو بوسكيتس، والذين يشكلون العمود الفقري لمنتصف ميدان المنتخب الإسباني. ورصدت “آس” التألق الإسباني أمام أيرلندا قائلة: “لم يخطأ لافوريا روخا خلال مباراته أمام أيرلندا سوى في 83 تمريرة فقط، في حين كانت هناك 815 تمريرة مكتملة، مما يؤكد أن نسبة السيطرة على المباراة كانت شبه تامة، ومن الأرقام الفردية اللافتة أيضاً أن تشافي هيرنانديز مرر الكرة 136 مرة، ولم تخرج من قدميه سوى 9 تمريرات خاطئة، وهو بذلك يحقق رقماً قياسياً في نهائيات بطولات أمم أوروبا، بوصوله إلى 127 تمريرة دقيقة، ومن المعروف أن تشافي هو ملك التمرير سواء مع البارسا أو مع المنتخب الاسباني، وعلى الرغم من أنه لم يقدم موسماً كبيراً مع الفريق الكتالوني، إلا أنه يحاول الظهور بصورة مقنعة مع منتخب بلاده في النهائيات القارية. وفي مؤشر إحصائي آخر عن حالة التوهج الإسبانية، قالت صحيفة “آس” إن الزمن الفعلي للتحكم في الكرة من المنتخبين الإسباني والأيرلندي خلال المباراة وصل إلى 55 دقيقة، كان نصيب الإسبان منها 40 دقيقة بالتمام والكمال، فيما اكتفى الأيرلنديون بالإمساك بالكرة لمدة 15 دقيقة فقط طوال المباراة، وبلغ عدد تسديدات نجوم لافوريا روخا طوال المباراة 27 تسديدة منها 15 في المرمى مما يؤكد على تألق شاي جيفين حامي عرين المنتخب الأيرلندي الذي سمح بدخول 4 أهداف، ولكنه في الوقت ذاته منع ضعف هذا العدد من هز شباكه. في موضع آخر قالت “آس” أن إسبانيا تفوقت على ألمانيا من جديد في ترشيحات الفوز باللقب، بعد أن شاهد العالم قدرة الإسبان على استعادة تألقهم من جديد، أما صحيفة “ماركا” فقد احتفلت بطريقتها الخاصة بالفوز الكبير، حيث كانت الصحيفة الشهيرة هي صاحبة المبادرة في فتح النقاش الجماهيري قبل مباراة إسبانيا وأيرلندا، حول ضرورة الاستعانة برأس حربة صريح، وهو توريس على حساب أي لاعب آخر، وخاصة فابريجاس، وطالب غالبية قراء الصحيفة بهذا الأمر، ويبدو أن ديل بوسكي خضع للمنطق الجماهيري، الذي أثبت جدواه عملياً، حيث نجح توريس في تسجيل ثنائية، وظهرت الفعالية الهجومية للاسبان بصورة لافتة، على العكس من الأداء الباهت وغير الفعال أمام إيطاليا. ومن مكاسب المباراة وصول توريس بأهدافه الدولية إلى 30 هدفاً ليصبح ثالث هداف في تاريخ المنتخب الإسباني، بعد دافيد فيا، وراؤول جونزاليس، كما استعاد توريس بريقه وثقته في ذاته بعد موسم للنسيان مع تشيلسي، لم يقدم فيه ما يشفع له إلا في نهايته حينما نجح في هز شباك البارسا في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. كان هناك اهتمام عالمي لافت بالأداء الإسباني، حيث قالت “بيلد” الألمانية إن جاسوس يواكيم لوف الذي حاول مراقبة الأداء الإسباني خلال المباراة أصيب بالصدمة، وأضافت الصحيفة :”ماذا ستفعل يا لوف، لقد عادت اسبانيا وأكدت انها أكثر خطورة وفعالية من ذلك الوجه الذي ظهرت به أمام إيطاليا، كما تألق توريس كمهاجم، وتشافي وإنييستا بتمريراتهما الدقيقة، فهل رأيت ذلك يا لوف؟”، أما “كيكر” الألمانية فقالت: “توريس عاد من جديد”. وفي إنجلترا عنونت الجارديان: “توريس يقضي على الآمال الأيرلندية في البطولة الأوروبية”، وأضافت: “هل تتذكرون كاسياس؟ لقد كان يشاهد المباراة مثلنا تماماً”، فيما قالت الميرور: “الأيرلنديون لن يناموا لمدة أسبوع، وكلما حاولوا سوف يشاهدون الكوابيس على تشافي وانييستا وتوريس وسيلفا” أما “دايلي ميل” فقالت: “توريس استعاد لمسته التهديفية وأرسل تراباتوني ورجاله الى الديار الايرلندية”، وسيطرت مفردات أخرى على تغطيات الصحف الاسبانية لوصف الحالة الايرلندية، مثل “شعور بالمرارة” و “العذاب”، و”ليلة الاحباط”، “الإهانة والعار”. أما الصحف الأيرلندية، فقد كانت واقعية، حيث قال “إيريش تايمز: “إنها الحقيقة المرة والمؤلمة”، وأضافت: “هناك فارق في المستوى والتصنيف، وقد ظهر ذلك في جميع المواقف أثناء المباراة، سواء من ناحية التمرير أو التحركات أو الأداء الفردي أو الجماعي، وغيرها من مقومات كرة القدم، حتى على مستوى الروح القتالية، والأداء البدني كان الاسبان أفضل حالاً، أي أنهم لم يتركوا لنا شيئاً لنتفوق به عليهم”. أما صحيفة الاندبندنت الأيرلندية فقالت: “ليس عيباً أن نخسر من إسبانيا، ولكن ليس بهذه الطريقة المهينة، لقد شاهد الجميع الفارق بين فلسفة ديل بوسكي، وطريقة تراباتوني، وما قدمناه هو الأداء والنتيجة الأسوأ في أي بطولة قارية أو عالمية شاركنا بها منذ عام 1971”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©