الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تغيرت الجغرافيا؟

3 يوليو 2014 01:42
هناك قاعدة راسخة في تاريخ بطولات كرة القدم الكبرى على جميع المستويات، سواء العالمية أو القارية، تقول القاعدة: البطل في النهاية فريق كبير، في كأس العالم الأبطال ثمانية، من أوروجواي إلى إسبانيا، لم تفز سويسرا، ولا رومانيا، ولا ألبانيا، وكأس الأمم الآسيوية أبطالها هم كبار القارة، فلم تفز بها ماليزيا ولا تايلاند ولا الهند، وكأس الأمم الأفريقية أبطالها مصر وغانا وكوت ديفوار والكاميرون، وأخيراً زامبيا وهكذا، وهو ما يؤشر إلى أن بطل هذا المونديال المحتمل سيكون أحد الكبار، وهو اقتناع يصل لدرجة اليقين عندي منذ بدأت البطولة على الرغم من خروج إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وأوروجواي، والبطل الجديد إذا كان جديداً سيكون كولومبيا أو بلجيكا، ولا أتصوره كوستاريكا، ولكن ما سيقف بجوار البرازيل، وهي تواجه كولومبيا هو جمهور السامبا الذي زأر في لحظة تصدى حارس مرماه لضربة الجزاء الحاسمة أمام تشيلي، كما لم يزأر جمهور من قبل، وأظن أن كولومبيا هو المنتخب الذي يستحق أن يتجاوز البرازيل، أظن، وهذا الظن إثم كما أظن؟! المنتخب الآخر المرشح أختاره أوروبياً، إما هولندا أو ألمانيا، على الرغم من موقعة المواقع بين الألمان والفرنسيين غداً، وقد تقدم مستوى فرنسا كثيراً، فيما نال الفريق الألماني درساً من الجزائر لعله يكون مفيداً أمام الديوك. في هذه البطولة كسرت قاعدة قديمة أخرى، وهى أسماء النجوم، فمونديال البرازيل لم يشهد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، وبعضهم غاب بسبب الإصابات والأعداد لا تحصى، وبعضهم حضر، لكنه كأنه لم يحضر مثل رونالدو، وبعضهم لم يقدم بقدر ما يحظى من سمعة مدوية، نيمار المنقذ لمنتخب البرازيل ومثل ميسي، وصحيح أن النجم الأرجنتيني سجل أربعة أهداف لبلاده في البطولة، وصنع هدف الإنقاذ أمام سويسرا، لكنه ليس مارادونا ولا بيليه ولا كرويف ولا بيكنباور ولا بوبى شارلتون، حتى الآن بل من اللاعبين الذين تبهرك مواهبهم الفردية رودريجيز نجم كولومبيا على سبيل المثال، بينما يعد أبطال المونديال بحق هؤلاء الرجال الذين يحرسون المرمى، هم حراس الحراس فعلاً، حتى إن اختيار الحارس الأفضل سيكون مسألة في غاية الصعوبة. لكنه كأس عالم مثير وممتع، نعم والسر هو الفريق وليس الفرد، الكرة الجماعية ممتعة، وتترك للاعب الفرد حقوق الملكية الفكرية في اللمسة الساحرة الفريدة التي لا يمكن أن يقدمها غيره، الفارق أن النجوم التاريخية كانت تصنع هذه اللحظة عشرات المرات في المباراة الواحدة، وهذا ليس متاحاً لنجوم الزمن الحالي بسبب التنظيم الدفاعي والرقابة وضيق المساحات وسرعة الإيقاع واللعب. يبقى في الأمر أن وصول أربعة منتخبات أوروبية مقابل أربعة مماثلة لاتينية يؤكد خطأ النظريات الإعلامية التحليلية التخيلية المتسرعة في وسائل الإعلام العالمية، والتي اعتبرت البطولة لاتينية السيطرة لمجرد خروج منتخبات إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وروسيا والبرتغال، فما أعرفه أن بلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا منتخبات تنتمي إلى قارة أوروبا، إلا إذا كانت الجغرافيا تغيرت، هل تغيرت؟ hmestikawi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©