السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كأس البرازيل»

3 يوليو 2014 01:44
في مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا، كان للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» اليد الطولى في كل شيء، إلى حد أن تدخلات «الفيفا» جعلت البطولة بلا نكهة محلية أفريقية، ويبدو أن المخاوف من قدرة جنوب أفريقيا على تنظيم هذا الحدث الكبير كان لها دور في ذلك، كما أن الإجراءات التي تم اتخاذها في ذلك الوقت، جعلت كأس العالم تبدو وكأنها بطولة لا علاقة لها بمكان تنظيمها، فقد غابت النكهة الأفريقية. ولكن المونديال الحالي، ينطق في كل شيء باسم البرازيل، فجماهير الأرجنتين تزحف إلى هنا بالآلاف وسط مخاوف من علاقتها التي تحمل قدراً من الحساسية مع جماهير البرازيل، إنه مشهد يعكس بعداً لاتينياً مثيراً، ورأينا جماهير تشيلي المتحمسة التي اقتحمت المركز الإعلامي في الماراكانا، فضلاً عن وجودهم بأعداد كثيفة، وبالنظر إلى الشارع سوف تجد ازدحاماً مرورياً يشكل طابعاً أساسياً للمدن البرازيلية الكبيرة. هنا الاحتجاجات والمظاهرات حتى وإن كانت محدودة، هنا وقفات احتجاجية ضد «الفيفا»، ولم تحاول السلطات البرازيلية قمعها رغم حساسية الموقف، البرازيل هي الحرارة المرتفعة، والجو الإستوائي، البرازيل لن تكون برازيل بدون غابات الأمازون، والشواطي التي لا تنام، البرازيل هي عشق منتخب السامبا، ومتابعة بقية المنتخبات بنوع من الاهتمام، إنها بلد كرة القدم، البرازيل هي كأس العالم. هنا ظهر أرسين فينجر يلعب كرة القدم الشاطئية، ما أعنيه أن كأس العالم أصبح برازيلي الطابع، ولم يكن ممكناً التعامل مع بلد في حجم البرازيل مساحة وسكاناً وشغفاً بكرة القدم، باعتباره مجرد ملعب تلتقي عليه المنتخبات المتنافسة من أجل الحصول على كأس العالم، أنا على ثقة من أن كل عاشق لكرة القدم، وللكرة البرازيلية على وجه التحديد، يشعر الآن بسعادة لا مثيل لها مع هذا المونديال البرازيلي. خلاصة ما أقول إن كأس العالم في البرازيل هي السحر بعينه، سحر يمتزج ببعض المشاكل التنظيمية، سحر لأنك تشعر طوال الوقت أنك في بلد كرة القدم، أعتقد أن هذه النسخة المونديالية هي الأكثر رومانسية، مقارنة بالقادم على الأقل، يكفي أن كأس العالم عادت إلى بلد كرة القدم، لم يسبق لي أن وجدت بشراً يمارسون كرة القدم على الشواطئ في ضوء خافت، وربما في الظلام.. فقط هذا يحدث هنا في البرازيل. أوليفر هولت-الميرور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©